نظم المركز الثقافى المجري بالقاهرة محاضرة بعنوان “نصوص الهيبوسيفالوس في لاهوت آمون” والتي قدمها باحث المصريات تماش مكيش Tamás Makis عن أصل كلمة “الهيبوسيفالوس” وما المواد التى كانت تصنع منها بالحضارة المصرية القديمة .
و قال مكيش: “إن مصطلح “هيبوسيفالوس”hypocephalus أول من فك طلاسمه هو شامبليون وذلك في العام 1827 وبشكل عام فإن الكلمة أصلها يوناني، وتعني “تحت الرأس”.
وأوضح أن “هيبوسيفالوس ” هي قطعة جنائزية دائرية صغيرة، ذات أقطار مختلفة ونادرا ما تكون مقعرة، وتصنع من البردي أو الكتان أو الذهب أو الفضة أو البرونز أو الخشب أو الكارتوناج (مادة مصنوعة من طبقات من البردي أو الكتان مغطى بالجص) وتوضع تحت رأس المومياء. وتحتوي الهيبوسيفالوس على نصوص من كتاب الموتى للالهة المصرية القديمة ، وهو يوضع تحت الرأس لحمايتها من قبل الاله الذي يزين القطعة والمرتبط أيضا بنصوص كتاب الموتى السحرية المذكورة في القطعة.
ويعتبر حماية الرأس عنصر رئيسي في المعتقد المصري القديم بداية من عصور ما قبل التاريخ ونجد إشارات لذلك في نصوص الأهرام ونصوص المملكة الوسطى الجنائزية (الأسرتين 11 و12). تلك النصوص تبين أن الكهنة حددوا أن الرأس تحيي نفسها بنفسها، لذا فقد تم ابتكار الكثير من الممارسات لحماية الرأس، وأحد تلك الممارس هي الهيبوسيفالوس.
ولم تكن الهيبويفالوس واسعة الانتشار حيث اكتشسفت فقط فى طيبة وابيدوس واخميم في مصر العليا، وهرموبليس في مصر الوسطى، وفي مناطق أخرى في مصر السفلى والمقابر في منطقة ممفيس في مصر السفلى، كما وجدت فقط في مومياوات أفراد الطبقة العليا من الكهنة وافراد اسرهم ممن يحتلون ترتيب عال بين محظيات المعبد، ويمكن القول إن القطع المكتشفة في طيبة تعود إلى كهنة آمون، أما الهيبوسيفالوس المكتشفة في أخميم فتعود إلى كهنة الإله مين، بينما الهيبوسيفانوس المكتشفة في ممفيس فتعود إلى كهنة بتاح.
وعبر “مكيش ” عن اعتقاده بأن الهيبوسيفالوس بدأ في القرن الرابع قبل الميلاد، ومع بسط نفوذ الإله آمون في العصر المتأخر بدأ التاكيد في النصوص الدينية على ظهوره كإله عالمي وقوي، ولذا يمكننا القول إن في الوقت الذي ظهرت فيه الهيبوسيفالوس كان الفكر الديني في لاهوت امون واوزوريس قد وصل إلى الذروة، حيث انتجت تلك الحقبة العديد من الحلول الدينية المثيرة للاهتمام.
وترتبط الهيبوسيفالوس بالإله آمون من خلال الصيغ السحرية الموجودة بكتاب الموتى وتحديدا الفصول من 162 حتى 165، حيث ينص الفصل 162 على حماية الإله الخالق للميت وعودته للحياة مرة أخرى، بينما في الفصول 163 و164 و165 يظهر آمون بعدة صور مبدعة، حيث يظهر كالإله الخالق للكون بأسره، كما يظهر آمون بصورة الذي يشق طريقه في حماية ثعبان الصل والوادجت الذي ينفث نارا تحرق أعداء آمون.”