نظم المركز الثقافي المجري محاضرة قبل يومين، تحدث فيها دكتور “لازلو ناجي” László J.Nagyمن جامعة سيجيد University of Szegedعن تاريخ العلاقات المصرية المجرية.
أوضح ناجي إن العلاقات المصرية المجرية من أقوى وامتن العلاقات بين الدول العربية جميعها، مشيرا إلى أنها بدأت فيما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وقال: ” كان هناك تطلعات تجارية لدى الامبراطورية المجرية النمساوية 1867 – 1918 إلى الشرق وخاصة مصر، وفي فترة الثمانينات من القرن 19 تم إرسال أحد العلماء الجغرافيين ليقوم بدراسة الوضع في هذه المنطقة وكتب تقرير عن تلك الرحلة وعن العلاقات التجارية المحتملة وقد اوصى بتصدير المنسوجات إلى مصر، ومن المثير للاهتمام إنه ورد في هذا التقرير إن البيرة هي أحد أكثر المنتجات إستخداما في الاسكندرية في تلك الأيام، ويعد هذا التقرير مرجعا هاما لدراسة الشرق.”
وأضاف: “أما بعد الحرب العالمية الثانية فقد وصل سفير مجري إلى مصر في نوفمبر من عام 1947 ، ويعتبر ذلك هو أول سفير للمجر في مصر بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت مصر هنا هي أول دول عربية أقامت معها المجر علاقات دبلوماسية بعد تلك الحرب.
ــ وفي مارس 1948 استقبله جلالة الملك فاروق الأول، وخلال نقاشهما تطرقا إلى الإصلاح الزراعي في المجر، حيث كان الملك فاروق ينتوي في هذه الفترة توزيع بعض من أملاكه على المصريين، والسفير لم يستمر في مصر فترة طويلة حيث تم استدعاءه وإعدامه في نفس العام، لكن العلاقات بين البلدين لم تتأثر حيث ظلت قوية خاصة الإقتصادية منها؛ حيث كانت المجر تستورد من مصر القطن، وفي المقابل كانت مصر تستورد عربات السكك الحديدية والآلات.”
ــ وقال ناجي : إنه عقب ثورة 52 ، لم تدعم المجر والإتحاد السوفيتي الثورة، ظناً منهم أنها مدعومة من الولايات المتحدة، لكن الشعب المجري كانت لديه معلومات عن تلك الثورة وحركة الظباط الاحرار من خلال رجل أعمال مصري كان يتعامل مع المجر، وكانت له علاقات مع أعضاء من حركة الظباط الأحرار، ولكن الإتحاد السوفيتي لم يدعم مصر إلا بعد عام 56 حيث كان “ستالين” غير مبالي لمنطقة الشرق الأوسط ، لكن اهتمامه كان منصبا على ألمانيا، وبعد وفاته حدث إنفتاح ناحية الشرق وتحديداً ناحية مصر.
وإستطرد قائلا: “وفي فترة الخمسينات إنتصر فريق كرة القدم المجري على نظيره الإنجليزي، وبعد ذلك قاموا بزيارة مصر حيث إستقبلهم الرئيس محمد نجيب، ورحب بهم المصريون ترحيبا شديدا وشعروا أن تلك الزيارة هي نوع من التضامن تجاه مصر، ومكث الفريق المجري في مصر مدة 3 أسابيع، قام خلالها بالإشتراك في مباريات ودية مع الفرق المصرية، وفي هذا السياق تم إعداد فيلم مجري حول هذا الأمر، وكان أول فيلم مجري بالألوان، وقد ساعدت تلك الزيارة على تعميق العلاقات بين البلدين.
ــ وبعد عام 55 تطورت العلاقات المصرية المجرية على نحو ملحوظ ، وقامت المجر خلال تلك الفترة بالتوسط بين مصر وتشيكوسلوفاكيا لشراء سلاح من تشيكوسلوفاكيا ، كما قام الإتحاد السوفيتي التي كانت المجر جزء منه بدعم موقف مصر في بناء السد العالي.”
وأشار ناجي إلى إنه عند قيام ثورة 56 في المجر دعم عبد الناصر النظام السوفيتي من خلال سفير مصر في الأمم المتحدة، وعندما سئل عن دعمه للنظام السوفيتي رد بأنه لدعم الاتحاد السوفيتي مصر بعد ثورة 52.