عقد المركز الإعلامى للأمم المتحدة بالقاهرة، مؤتمراً صحفياً يوم 15 سبتمبر ، والذى تحدث عن أجتماعات الدورة السنوية 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، وكيف أنها تكتسب أهمية خاصة العام الحالي لأنها تأتى فى وقت تنتهى فيه الأمم المتحدة من مرحلة أهداف الألفية من أجل التنمية التى تغطى الفترة من عام ٢٠٠٠ إلى ٢٠١٥ ، كما أن إجتماعات هذه الدورة بمقر المنظمة بنيويورك والتى تستمر حتى الأول من أكتوبر القادم تشهد مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى،. الذى من المقرر أن يلقى كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم ٢٥ سبتمبر الحالى، كما يشارك فى قمة المناخ يوم ٢٣ سبتمبر.
ومن المقرر أن يرأس السيد “سام كاهامبا كوتيسا” هذه الدورة ، وكان تم إنتخابه في 11 يونيه 2014 ، وكان يشغل وقت إنتخابه منصب وزير أغندا للشئون الخارجية . كما كان ” كوتيسا” يعمل أيضاً كمحام وبرلماني ورجل أعمال، وهو يتولي هذا المنصب لما لديه من خبرة مستفيضة في الشئون الدولية.
وقد صرح فتحي الدبابى نائب مدير المركز الإعلامى للأمم المتحدة بأن اجتماعات الجمعية العامة تأتى قبل عام من الذكرى الـ٧٠ لإنشاء الأمم المتحدة، ما يقتضى تقييم الإنجازات والنظر الي ما سبق من إخفاقات ونجاحات الأمم المتحدة ، وما ينقصها وماهو مطروح للمناقشة في هذه الدورة من تطويرات ، فى إطار جهود إصلاح المنظمة الدولية.
وأوضح الدبابي أن الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة ستناقش أربع نقاط هامة ، وهى مناسبة لقادة العالم والحكومات لعقد مناقشات وتلاقي رؤساء الدول للمشاركة و النقاش العام ، بالإضافة إلى إن الدورة ستشمل عقد أول مؤتمر عالمى للشعوب الأصلية بإشراف رؤساء الدول والحكومات لإتخاذ قرارات وحماية حقوق الشعوب الأصلية وهو أمر هام خاصة لبلدان أمريكا اللتينية والكاريبى و الامازون و العديد من مناطق العالم ، إضافة إلى أن هذه الشعوب تتطلع إلي التنمية إلا أنه ينبغى مراعاة ثقافتها وهويتها وحقها في تحديد أولوياتها وأمتلاك اراضيها ، وسيناقش هذا الأمر يومي 22-23 سبتمبر ، حيث إن هناك ٥ آلاف شعب أصلى أغلبهم أقليات فى نحو٩٠ بلدا، ويمثلون ٥٪ من سكان العالم اي تقريباً نحو 370 مليون شخص وهذه الشعوب منتشرة في العالم ، وسيعمل المؤتمر على إقرار التزامات لحقوقهم وحمايتهم.
وأضاف أن الدورة ستتضمن أيضا عقد مؤتمر السكان والتنمية لما بعد عام 2014 أي بعد عشرين عاما من انعقاد المؤتمر العالمي للسكان والتنمية في القاهرة عام ١٩٩٤، وسيتم تقييم هذا البرنامج من حيث العمل الذى تحقق ووضع الخطة القادمة. وأشار الدبابى إلى أنه سيعقد مؤتمر قمة المناخ ، حيث إن مسألة التغيرات المناخية كانت هناك صعوبة حولها فى المفاوضات ، كما كانت هناك أختلافات بين الدول النامية الهند و الصين ومابين أوروبا وأمريكا التي تمثل الدول المتقدمة فى الآراء المقترحة لحل الأزمة ، ولم يتم التوصل لخفض الانبعاثات ولم تتوصل دول العالم إلى اتفاق حتى الآن. وأضاف ان بان كي مون حاول التوصل إلي أتفاق دولي ملزم للحد من الانبعاثات ، لخفض درجة حرارة الأرض الآخذة فى الازدياد والتى من الممكن أن تؤثر بالأكثر علي الدول النامية. وتحاول الامم المتحدة الوصول الي اتفاق ملزم للخفض من الانبعاثات وحل الخلافات الدولية للوصول الي اتفاق دولي ملزم عام 2015 .
وأوضح الدبابى : أن شعار الدورة الـ٦٩ـ لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هو : صياغة وتنفيذ خطة للتنمية لما بعد عام ٢٠١٥، مضيفا أن الجمعية العامة ستناقش مجموعة من الاهداف (17 هدف ) عن ما انجز وما سيتم اتخاذه من اهداف جديدة يتم السعى لتنفيذها فى اطار خطة ٢٠١٥ إلى ٢٠٣٠ .
وتعتمد خطة التنمية المستدامة على القضاء على الفقر بأشكاله في كل العالم والجوع وتحقيق الأمن الغذائى وتحسين التغذية والنهوض بالزراعة المستدامة وضمان المعيشة الصحية ، ضمان جودة التعليم بشكل كامل لجميع الاعمار ، تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل الفتيات من المساواة ، أيضاً تقليص التباين داخل البلاد في النمو الاقتصادي ، والحفاظ علي المحيطات والبحار والموارد البحرية ، أيضا بناء بني تحتية مرنة والنهوض بالتصنيع الشامل ، وضمان حصول الجميع على الطاقة الامنة والمستدامة والنهوض بالتنمية الاقتصادية وتقليص الفجوة داخل البلدان، وحماية النظم البيئية ، والقضاء علي العشوائيات، ضمان التصرف الرشيد في المياه ، وأيضا البنية التحتية والنهوض بالتصنيع الشامل، جعل المدن والمستوطنات البشرية متاحة للجميع وأمنة، ضمان أنماط الإنتاج والاستهلاك ، القيام بعمل عاجل لمكافحة تغير المناخ واثاره ” مع أعتبار أن إتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ هي المنتدي الدولي الرئيسى للتفاوض بشأن الإستجابة العالمية لتغير المناخ” ، حماية الانظمة البيئية والارضية وتجديدها ومكافحة التصحر ، وتدهور التربة وانجراف التنوع البيولوجي النهوض بمجتمعات سليمة وشاملة من أجل توفير النفاذ للعدالة للجميع، وبناء مؤسسات قوية، وخلق وسائل التنفيذ، وتنشيط الشراكة الدولية من اجل التنمية المستدامة.
وأوضح فتحي الدبابى أنه يوجد مقترحات لتحقيق الرفع التدريجي والمتواصل لنمو دخل 40 في المائة من الناس الاكثر فقراً ، لتقليل الفوارق بين أبناء الدول النامية، والتأثير علي القرار الاقتصادي بدلا من هيمنة الدول المتقدمة.
وأعطي الدبابى مثالاً لهيمنة وسياسة الدول المتقدمة في التاثير علي صناعة القرار بصندوق النقد الدولي ، فلكي تحقق التنمية يجب ضمان تمثيل وصوت أكبر للدول النامية في إتخاذ القرار في المؤسسات الإقتصادية والمالية الدولية من أجل مؤسسات أكثر نجاحا ، ومن أجل تحقيق المصداقية والمشروعية.
وأضاف أن هناك أهداف أحرى تتمثل فى تقوية وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة الدولية من اجل التنمية المستدامة ويجب علي الدول المتقدمة أن تنفذ إلتزامتها في مجال مساعدة التنمية بشكل كامل بتوفير 7% من دخلها الوطني الإجمالي لدعم الدول النامية وأن توجه هذه المساعدة بنسبة 15% الي20% للدول الاكثر فقراً و الاقل نمواً الدول والجزر الصغيرة المهدده بالتغير المناخي وارتفاع منسوب المياة.
وأوضح أن الوثيقة المقترحة للجمعية العامة تطرح أهداف محددة وسيتم صياغة مؤشرات لقياس التقدم في انجاز الهدف الوصول الي إنجاز ، وما هي الطريقة المثلى لتحقيق هذه الاهداف هذه المقترحات من الخطة سيتم مناقشتها لكي تصل الي تتحقق التنمية المستدامة هذه الأهداف تكتمل في نهاية سنة 2030
وفى سؤال من محرر طني عن هل يمكن أستخدام الطاقة النووية المأمونة ونحن في مصر نعاني من مصادر الطاقة؟ وهل يمكن لكل الدول النامية أن تستخدم الطاقة النووية؟
أجاب فتحي الدبابى :هذا يتوقف علي الارادة السياسية ، فهناك بعدين للتنمية ، البعد الوطني، وايضا البعد العالمي؛ فلا يمكن للدولة الاعتماد علي التعاون الدولي فقط ، بل يجب أن تقوم بهذا الدور، وأن يكون هناك تضامن وطني لمساعدة هذا الدور ، مع ضرورة وجود برامج وطنية للطاقة. و الامم المتحدة تعمل غلى تشجيع الشراكة الدولية وتشجيع التعاون الدولي ، وهناك الــ 7 % من الناتج المحلي للدول المتقدمة لدعم الدول النامية ، وايضا هناك النهوض بالتكنولوجيا ، ونقل التكنولوجيا لدعم الطاقة النووية والمتجددة وايضا الطاقة العادية بطريق أمن لتوليد الكهرباء في المحطات ، وهناك بروتوكولات واتفاقيات دولية تنظم استخدام الطاقة النووية، و المشكلة هو في التسليح النووي فقط ، و الامم المتحدة تشجع التعاون الدولي في مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة النووية