الراصد لتاريخ السينما المصرية سوف يتوقف طويلا امام صفحة الطفلة المعجزة “فيروز ” فعلي الرغم من تعدد الاطفال الذين شاركوا في الكثير من الافلام .تنفرد فيروز بقيامها ببطولات مطلقة .لمعت فيها ببراءة عجيبة وشقاوة محببة واداء متميز في الرقص والغناء والدراما ايضا .
كان اول من اكتشف “بيروز ” المصرية الارمنية هو الفنان الجميل الياس مؤدب حيث كان صديقا لوالدها ” ارتين كالفيان ” وكان يتردد علي منزله باستمرار ليعزف على الة الكمان بالمنزل من ضمن ماكان يفعل في أمسياته بمنزلهم وكانت “بيروز “ترقص على الموسيقى التي يعزفها إلياس مؤدب ولفتت انتباهه ولاحظ موهبتها وحاول تطويرها فقام بتأليف وتلحين مونولوج لتغنيه وحدها. ولأنه كان يغني في حفلات منزلية اصطحبها معه لتؤدّي المونولوج في إحدى المرات. أثارت إعجاب الحضور ولاقى مونولوجها نجاحاً باهراً، فقرر إدخالها مسابقة مواهب في ملهى الأوبيرج الليلي حيث نجحت نجاحًا باهرًا ايضًأ والتف حولها المنتجون السينمائيون . لكنه قدمها لصناع النجوم الفنان الشامل انور وجدي . والذي التقطها وغير الحرف الاول من اسمها ليصبح “فيروز ” واحضر لها مصمم راقصات انجليزي يدعي ايزاك ديكسون وعرض علي الموسيقار محمد عبد الوهاب ان ينتج الفيلم الاول لها “ياسمين ” ورحب عبد الوهاب لكنه سريعا ما ترجع خوفا من الخسارة .فقرر انور وجدي ان ينتج الفيلم الذي تحول الي حالة من النجاح والتفوق .وذلك من خلال قصة بسيطة عن فتاة مشردة تقتحم عالم الفن والغناء والرقص وشاركها ابطولة مديحة يسري وذكي رستم .واصبحت فيروز الطفلة المعجزة نجمة كبيرة .فالتقطها المخرج عباس كامل ليقدم معها الفيلم الذي حمل اسمها “فيروز هانم ” والذي يدور حول طفلة ثرية تتعرض للخداع من الوصي الذي يقوم بسرقتها وعزلها عن الناس الذين يحبونها بالفعل وحقق الفيلم ايضا نجاحا مع كوكبة النجوم حسن فايق وعبد الفتاح القصري واستفان روستي الامر الذي جعل انور وجدي يصنع لها فيلما اخر قريب من فكرة فيلم ياسمين هو فيلم دهب الذي شاركتها البطولة فيه ماجدة وسراج منير وميمي شكيب واسماعيل يس .وبعد رحيل انور وجدي تحولت فيروز من عالم افلام الشقاوة والبهجة الي دنيا الميلودراما فقدمت مع عماد حمدي ومديحة يسري وزينات صدقي فيلم “الحرمان ” للمخرج عاطف سالم والذي يدور حول طفلة تهرب من منزلها بعد ان تتسبب في حادث لذراع ابيها وتظن انها سوف يعاقبها لذلك تنتقل من مكان لاخر حتي يعثر عليها في نهاية الاحداث المتعددة والمختلفة .وفيلم “عصافير الجنة ” للمخرج سيف الدين شوكت ومع عز الدين ذو الفقار ويدور حول ثلاثة فتيات يهربن من بيت ابيهم بعد زواجه علي والداتهم ويغلف الفيلم ايضا حالة كأبة . ومع الايام وتطور المرحلة العمرية لفيروز اصبح اسماعيل يس الذي كان يشاركها افلام الطفولة حبيبا لها في فيلمين هما “اسماعيل يس للبيع ” و”اسماعيل يس طرازن “ولكنها افلام لم تحقق فيها البصمة والابهار والنجاح الكبير الذي تردد صداه بعد افلام ياسمين وفيروز هانم ودهب وشعرت هي بذلك وبدات تنسحب من السينما حتى اعتزلت بعد قيامها ببطولة فيلم “بفكر في اللي ناسيني “مع هند رستم وشكري سرحان وزهرة العلا ورشدي اباظة .وعلي عكس شقيقتها الصغري “نيللي “وابنة عمها “لبلبة “اللتان استمرتا في العمل الفني منذ الطفولة وحتى المراحل العمرية المختلفة .بقيت فيروز الطفلة هي الوحيدة التي ابرقت في سماء الفن وامتلكت وجدان المشاهدين الذين عشقوا ضحكتها ورقصها واغانيها الخفيفة التي مازالت تتردد علي الافواه حتي الان مثل “معانا ريال ” و “بحلق لي ” و”البسكلاتة “” وكروان الفن وبلبله ” و “البليتشو ” وغيرها . كما ظهرت براعتها في الاداء ويمكن ملاحظة ذلك في المشاهد التي جمعتها بممثل قدير مثل ذكي رستم وتفوقها في الكوميديا امام “زينا ت صدقي ” و”اسماعيل يس ” ..فيروز التي رحلت عن 73 عاما قدمت للسينما من حياتها نحو عشر سنوات “من 1950 وحتي 1959 ” هي الاهم في حياتها وفي تاريخ الاطفال في السينما .