خيم الحزن في أرجاء الساحة الفنية العربية والعالمية، فقد انطفأ نور وهجا وموهبة فذة في عالم الفن والتمثيل . اليوم تفاجأت الجماهير العربية بخبر محزن نزل عليهم كصاعقة بعدما نشر حفيد النجم العالمي عمر الشريف، عمر جونيور في حسابه الرسمي عبر صفحته في الفيسبوك صورة له برفقة جده وكتب تعليق: “البقاء لله”…على الفور عمت حالة من الفوضى عن مدى صحة هذا الخبر، لا سيما بعد ما حذف الحفيد صورة والتعليق بعدما أثرت الكثير من الجدل…لكن فيما بعد أكدت مصادر أخرى مقربة من النجم المصري العالمي صحة الخبر وفاة عمر الشريف عن عمر يناهز 83 سنة وذلك بعد صراع طويل مع المرض.وأنه قد توفي بمستشفي بحلوان حيث كان يعالج فيها منذ شهر تقريبا.
رحل عمر الشريف بعد رحلة عطاء طويلة امتع خلالها المشاهدين باجمل افلام السينما المصرية ليصل الى العالمية ويشق طريقة وسط عمالقة السينما العالمية تودع مصر اليوم واحد من خيرة ابناءها فى المجال الفنى والذي رفع اسمها عاليا فى مجالة ، مات خالد ليلحق بامال فى نهر الحب ولكن وان مات عمر الشريف ليلحق بحبيبة عمرة فاتن حمامة فسيظل نهر الحب خالدا طالما بقي شيء اسمة سينما .
ولد عمر الشريف باسم “ميشيل ديمتري شلهوب” في 10 ابريل بالإسكندرية وهو من أسرة ميسورة الحال لأب لبناني يُدعى (جوزيف شلهوب) يعمل بتجارة الأخشاب هاجر من زحلة بلبنان إلي مصر في أوائل القرن العشرين. والدته (كلير سعادة) من أصل لبناني-سوري. كما إلتحق الشريف بكلية فيكتوريا الإنجليزية بالإسكندرية حيث مارس الرياضة بانتظام ومنها بدأ شغفه بالتمثيل أيضًا. ومنها إلى جامعة القاهرة حيث درس الرياضيات والفيزياء. بعد تخرجه من الكلية عمل لمدة 5 سنوات بتجارة الأخشاب مع والده قبل أن يقرر دراسة التمثيل في (الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية) بلندن.
خاض الشريف تجربة التمثيل من خلال المسرح المدرسي على خشبة مسرح كلية فيكتوريا في الإسكندرية، التي قدم بها العديد من التجارب منها “هامليت” وهو لم يتجاوز الثانية عشر من عمره، لكنه بدأ مشواره الفني الحقيقي عندما التقى بالمخرج يوسف شاهين الذي أسند إليه دور البطولة أمام الفنانة فاتن حمامة في فيلم “صراع في الوادي عام 1954 أمام (فاتن حمامة) واختير له إسم (عُمر الشريف) الذي عرف به لبقية حياته. نجح الفيلم نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر وبسرعة تصاعدت نجوميته حيث شارك في الفترة من 1954 حتى عام 1962 في أكثر من عشرين فيلمًا سينمائيًا. نشأت علاقة حب قوية بينه وبين (فاتن حمامة) وتزوجها عام 1955. وقاما معًا بالتمثيل في خمسة أفلام كان آخرها هو (نهر الحب).
عام 1962 كان ميعاده مع الشهرة العالمية للمرة الأولى حين وقع اختيار المخرج الانجليزي (ديفيد لين) عليه للقيام بدور في فيلمه الجديد (لورانس العرب). أصبح الفيلم فور انتاجه أحد أفضل الأعمال السينمائية العالمية ويُعد من أفضل ما أنتجته السينما البريطانية على الإطلاق، وفورًا حاز أداء (عمر الشريف) على ترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل في دور مساعد وفاز عن نفس الدور بجائزة (الكرة الذهبية) رفيعة المستوى ومعهما على شهرة عالمية.
توالت بعدها الأعمال السينمائية العالمية وبعدها بثلاث سنوات كان ميعاده مع أحد أشهر أدواره في (الدكتور زيفاجو) من إخراج (ديفيد لين)، حيث فاز عن دوره بجائزة (الكرة الذهبية) للمرة الثانية لأفضل ممثل في دور رئيسي. بسبب صرامة نظام الرئيس (جمال عبد الناصر) في اصدار تصاريح السفر والخروج من مصر. قرر أن يستقر في أوروبا عام 1965 بشكل نهائي، الأمر الذي أثر على زواجه من (فاتن حمامة) وأدى إلى انفصالهماعام 1966 ثم طلاقهما بشكل نهائي عام 1974.
ومن الستينات حتى بداية التسعينات. ظل مقيمًا خارج مصر ومنشغلًا بأدواره العالمية في السينما الأمريكية والأوروبية التي قدم خلالها أدوارًا كثيرة ومتنوعة بين الحربي والدرامي والكوميدي. حتى استقر بشكل نهائي بمصر ببداية التسعينات.خلال مشواره الفني الطويل والمميز حصل على عدد من أرفع الجوائز السينمائية قاطبًة. لم يتزوج ثانية منذ انفصاله عن (فاتن حمامة) وله من زواجه منها ابن واحد هو (طارق) وله حفيدان هما (عمر) و(كريم).
ومن أبرز أعماله في السينما المصرية: “صراع في الوادي” و”صراع في الميناء” و”أرض السلام” و”لا أنام” و”سيدة القصر” و” نهر الحب” و”إشاعة حب” و”في بيتنا رجل” و”الأراجوز” و”المواطن مصري” و”ضحك ولعب وجد وحب” و”السيد إبراهيم” و”حسن ومرقص” و”المسافر”، وفى عام 2007م قدم تجربته الأولى في التمثيل التلفزيوني من خلال مسلسل “حنان وحنين.
عمر الشريف واحمد رمزى وقطيعة عشر سنوات من اجل مشهد
بعد نجاح فيلم “صراع في الوادي” وهو أول فيلم للفنان العالمي عمر الشريف ومن إخراج يوسف شاهين، وبعد نجاح فيلم “أيامنا الحلوة” الذي ضم في بطولته فاتن حمامة وعمر الشريف والوجهين الجديدين المطرب عبد الحليم حافظ والنجم أحمد رمزي تولدت صداقة حميمة بين عمر الشريف وأحمد رمزي، فكلاهما يمثلان الموجة الجديدة لشباب هذه الحقبة الزمنية، وارتبط الاثنان ارتباطاً قوياً، حتى أن فاتن حمامة كانت تغار من هذه الصداقة، فقل أن تجد أحدهما دون الآخر ـ أي عمر الشريف وأحمد رمزي ـ أما عبد الحليم حافظ فقد اختط لنفسه أسلوب حياة آخر، فهو لا يسهر ولا يدخن ولا .. وأصبحت حياته مرتبطة بأعماله الفنية فقط، حتى يجد لنفسه مكاناً في بؤرة الضوء التي يقف تحتها نجوم الطرب في ذاك الوقت أمثال عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش ومحمد فوزي وآخرين، حتى استطاع أن يشق طريقه بين كل هؤلاء النجوم، بينما كان هم عمر الشريف وأحمد رمزي، الحصول على أدوار تبرز مواهبهما التمثيلية، وتعاهدا ألا يمثل أحدهما فيلما إلا إذا كان الثاني يشاركه فيه، وكأنه ميثاق بينهما غير مكتوب.
وعندما استدعى المنتج جبرائيل تلحمي المخرج عاطف سالم لكي يعهد إليه بإخراج فيلم “صراع في المينا” تبادر الى ذهن عاطف سالم الدويتو أو الثنائي فاتن حمامه وعمر الشريف حيث كان يريد استثمار نجاح فيلم “صراع في الوادي” لنفس البطلين مع الفارق الشديد الذي طرأ على أداء عمر الشريف وإتقانه التحدث باللهجة المصرية الاسكندرانية، بدل اللهجة الإيطالية التي كانت تغلب على مخارج الحروف عنده، وهنا أشار عمر الشريف على صديقه أحمد رمزي لكي يلعب دور ابن صاحب شركات النقل والتفريغ بعد أن كان مرشحاً له ممثل آخر .
ووافق المنتج والمخرج على اقتراح عمر الشريف وانضم الى قائمة العاملين حسين رياض وتوفيق الدقن بعد أن رفض فريد شوقي القيام بدور سكرتير صاحب العمل، وبدأت جلسات التحضير لأن أغلب مشاهد الفيلم ستصور بالإسكندرية مسقط رأس عمر الشريف وخاصة بالميناء.
ودارت الكاميرا لتصور المشاهد الداخلية بأستوديو جلال بالقاهرة حيث تم بناء ديكور المقهى والمكتب على نفس النمط الذي بالميناء، وكذلك فيلا وبيوت صاحب الشركة لأن الاعتماد في تلك الفترة كان على التصوير داخل الاستوديوهات وليس في الشقق والفيلات والقصور المستأجرة، نظرا لاحتواء الاستديو على المعدات والأدوات والعمال والفنيين المدربين علاوة على نقاوة الصوت والتحكم بالإضاءة.
وبعد الانتهاء من تصوير المشاهد الداخلية بالاستوديو، جاءت المشاهد الخارجية التي تقرر تصويرها بالاسكندرية، وانتقل الجميع الى الإسكندرية لتصوير بقية المشاهد، وكان من الطبيعي أن يقيم عمر الشريف وفاتن حمامه بمنزل عائلة عمر الشريف التي باركت زواجه من فاتن بعد انفصالها عن عز الدين ذو الفقار وخاصة بعد أن رزقهما الله بالطفل طارق عمر الشريف، وأصبح شقيقا لنادية عز الدين ذو الفقار التي مثلت مع والدتها فاتن حمامة فيلم “موعد مع السعادة” أمام عماد حمدي وعبد الوارث عسر وزهرة العلا وإخراج والدها عز الدين ذو الفقار.
صداقة جميلة افسدها عاطف سالم
وعاشت فاتن حمامة أياماً سعيدة بمنزل عائلة زوجها عمر الشريف وكان أحمد رمزي قاسماً مشتركاً في أكثر أيام التصوير بالإسكندرية لعمر الشريف وعائلته التي رحبت أيضاً بهذه الصداقة الحميمة التي تجمع بين عمر الشريف وأحمد رمزي.
وكان في السيناريو مشهد يكيل فيه عمر الشريف اللكمات إلى أحمد رمزي بصورة متلاحقة حتى يسقط أحمد رمزي على الأرض وتأتي الفنانة فردوس محمد التي تلعب دور أم رجب الونش ـ عمر الشريف ـ وتخلص أحمد رمزي من براثن عمر الشريف الذي أطبق على رقبته.
وفي غفلة من الجميع أوعز عاطف سالم إلى عمر الشريف أنه رأى أحمد رمزي وهو يغازل فاتن حمامه في الخفاء .. واندهش عمر الشريف من ذلك، كيف يفعل أحمد رمزي صديقه هذه الفعلة النكراء؟ ولكن عاطف سالم أكد له ذلك وأنه أي عمر الشريف لابد أن يختار أصدقاءه .
وثار عمر الشريف ثورة عارمة وأقسم أن يلقن أحمد رمزي درساً لن ينساه في حياته .. وكان ذلك قبل لقطات المعركة بينهما، وما أن أعطى عاطف سالم إشارة البدء وقال “أكشن” حتى انهال عمر الشريف بقوة على أحمد رمزي وكل له اللكمات بصدق وأخذ أحمد رمزي يتراجع تجاه مياه الميناء الملوثة بمخلفات السفن من الديزل .. وقد أعطى عاطف سالم الكاميرا حرية الانطلاق رغم صراخ أحمد رمزي وهو يقول .. “أنت بتضرب بجد يا عمر” ، ولم يتوقف عمر عن الضرب حتى سقط أحمد رمزي في مياه البحر الملوث وأصيب بحساسية شديدة وعندما تم إنقاذ أحمد رمزي وانتشاله من الماء، كان جسمه قد أصيب بحروق شديدة من جراء الديزل الذي كان يملأ المياه في هذه البقعة.
واندهش الجميع من هذا التصرف خاصة أن عمر الشريف أخذ فاتن حمامه وترك موقع التصوير فور أن قال عاطف سالم “استوب .. اطبع
تكريمات وجوائز
نال الفنان العالمي “عمر الشريف” خلال مشواره الفني العديد من الجوائز حيث حصل على جائزة الجولدن جلوب ثلاث مرات كأفضل ممثل صاعد عن فيلم “لورنس العرب “عام 1963م، وكأفضل ممثل مساعد عن نفس الفيلم في نفس العام، وأفضل ممثل درامي عن مسلسل “دكتور زيفاجو” عام 1965م، كما رُشح لجائزة الأوسكار عام 1962م عن أفضل دور مساعد في فيلم لورنس العرب.
بالإضافة إلى جائزة سيزر كأفضل ممثل عن دوره في فيلم “السيد إبراهيم وزهو القرآن” لفرانسوا ديبرون، وجائزة الأسد الذهبي من مهرجان البندقية السينمائي عن مجمل أعماله، وفي عام 2004 تم منحه جائزة مشاهير فناني العالم العربي تقديراً لعطائه السينمائي خلال السنوات الماضية.
الصحف العالمية تشيد باعمال عمر الشريف
ابرز عدد من وسائل الإعلام العالمية خبر رحيل النجم العالمى عمر الشريف، عن عمر يناهز الـ 83 عاما، حيث نشرت الصحف العالمية الجارديان والديلى ميل ومترو وبى بى سى خبر رحيله،
كما وصفته جريدة التليجراف بأنه واحد من أعظم نجوم العالم. النجم العالمى عمر الشريف قدم عددا كبيرا من الأعمال فى السينما العالمية، حيث شارك فى بطولة فيلم لورنس العرب من إخراج المخرج البريطانى العالمى ديفيد لين عام 1962 وإنتاج سام سبيجل وبطولة بيتر أوتول، والذى قام بدور لورنس، وعمر الشريف الذى قدم دور الشريف على وأنتونى كوين قدم عودة أبو تايه وأليك جينيس قدم دور الأمير فيصل . كما قدم فيلم جنكيز خان والذى أنتج فى العام 1965 من إخراج هنرى لفين بطولة عمر الشريف يحكى قصة الفاتح المغولى جنكيز خان، وتدور أحداثه حول الشاب الصغير تيموجين الذى مات أبوه الخان بالسم، فيرث تيموجين الحسره والجوع والتشرد هو وأسرته، ويقبض عليه عدوه ويضع على رقبته ويديه طوقا خشبيا حتى لا يهرب وقدم عمر الشريف دور البطولة دور تيموجين “جنكيز خان” وشاركه البطولة ستيفن بويد وجيمس ماسون وايلى والاش فى دور شاه خوارزم وروبرت مورلى فى دور إمبراطور الصين وفرنسواز دورليك فى دور بورتيه. وفيلم تشى جيفارا والذى تم إنتاجه عام
1969م من قبل شركة فوكس للأفلام، ويحكى الفيلم قصة القائد الثورى تشى جيفارا والذى جسد دوره عمر الشريف، بجانب فيدل كاسترو والذى قام بدوره جاك بالانس.
الاحد المقبل تشيع جنازة النجم الراحل
حددت أسرة الفنان الراحل عمر الشريف، موعد جنازة الفنان الراحل، يوم الأحد المقبل في مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس، على أن يتم دفن جثمانه بمقابر الأسرة بالقطامية بجوار حفيدته.
وأجلت الأسرة ميعاد الجنازة بسبب انتظار وصول ابنه طارق وحفيده عمر من باريس، ولم تحدد حتى الأن موعدا للعزاء، ومن المتوقع أن تكتفي الأسرة فقط بالجنازة.