شهدت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب إقامة ندوة بعنوان “السينما في المواجهة” ضمن فعاليات المحور الرئيسيى في المعرض بحضور كل من المخرج محمد كامل القليوبى، الناقد الفني على أبو شادى، الناقد الفني عصام زكريا.
حيث أكد المخرج محمد كامل القليوبى أننا نواجة مجموعة من الظواهر المقلقة على رأسها تقييد الحريات والتي أتى على رأسها الحكم على الكاتبة فاطمة ناعوت بتهمة ازدراء الأديان، وهى نفس التهمة التي تعرضت لها المنتجة رنا السبكى بالرغم من أن الفيلم الذي أنتجته أجازته الرقابة، وهو أمر يحمل المبدعين مسئولية مواجهة الإرهاب ومواجهة هذه الظواهر التي تقيد الحريات.
وأضاف: الرقابة على الأعمال السينمائية في مصر تتجه للأسوأ، حيث إن قانون الرقابة الجديد يرسخ لمراقبة السيناريو حتى قبل أن يكون عملا متكاملا، وهذا يؤدى إلى إضعاف دور السينما في المواجهة باعتبار أن هذا سيفا يهدد حرية السينما، بعكس ما كان يجب أن يحدث بشأن إطلاق مزيد من الحريات للسينما كى تقوم بدورها في مواجهة ومقاومة الإرهاب.
أما الناقد على أبو شادى فأوضح أن السينما الآن تواجه على جبهتين الأولى في مواجهة الإرهاب والتطرف والثانية في مواجهة الرقابة الحكومية التي تكبل العمل الإبداعى بشكل كبير، فالثقافة بشكل عام لا يتاح لها مساحة من الحرية كى تتمكن من المواجهة، وهذا لن يحدث بدون حرية نابعة من تطبيق ديمقراطية حقيقية، وهذا غير موجود في مصر مما يؤثر بالسلب على قدرة الثقافة والسينما في أن تلعب دورها في المواجهة.
وأضاف: التصنيف العمرى بتحديد فئة عمرية معينة لمشاهدة نوعية معينة من الأفلام يصعب تطبيقه بشكل كبير في مصر، نظرا لأنه يقيد حرية الرأى والتعبير أكثر مما هو يقيد المشاهدة لفئات عمرية محددة، بالرغم من أنه في دول العالم الخارجى يتجنبوا بشكل كبير تحديد فئات عمرية محددة حتى لا يخسر شريحة كبيرة من المشاهدين.
مشيرا إلى أن الخطورة على الثقافة الحقيقية تتمثل في أنه يستوجب عليها أولا أن تواجه الداخل قبل أن تواجه الإرهاب، نظرا لأن القوانين الداخلية تكبل الحريات بشكل يحجم ويحاصر دور الثقافة والمبدعين ليتمكنوا من أداء دورهم في مواجهة الإرهاب.
ومن جانبه، أكد الناقد الفني عصام زكريا أن حصار الثقافة وحرية التعبير أصبح ممتددا في كل الجوانب ومن كل الأطراف سواء في الشارع أو المؤسسات الدينية وحتى وزارة الثقافة، معبرا عن تخوفه من هذا الأمر.
وأضاف زكريا خلال مشاركته في ندوة “السينما في المواجهة” بالقاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، كل تخوفى من عدم قدرة الثقافة على مواجهة القمع الذي يفرض عليها، على اعتبار أن الثقافة التي يجب أن يتم الدفاع عنها هي ثقافة الدولة.