القى نيافة الانبا ابيفانيوس رئيس دير القديس ابو مقاركلمة فى افتتاح المؤتمر الخامس والعشرون لاصدقاء التراث العربى المسيحى بحضور قداسة البابا تواضروس الثانى ومشاركة ابونا وديع الفرنسيسكانى نائبا عن البطريرك ابراهيم اسحاق والاب خليل اليسوعى وحضور نائب رئيس الطائفة الانجيلية الدكتور القس جورج شاكر و الانبا ابيفانيوس رئيس دير ابو مقار ولانبا مارتيروس اسقف شرق السكة الحديد
قال فيها
حضرة صاحب الغبطة والقداسة قداسة البابا تواضروس الثانى حضرة الاب وديع ابو الليف الفرنسيسكانى نائبا عن البطريرك ابراهيم اسحاق بطريرك الاقباط الكاثوليك حضرة الدكتور القس جورج شاكر نائب عن رئيس الطائفة الانجيلية اصحاب النيافة الاباء والاخوة والاخوات
اولا اتقدم بالشكر للسيد المهندس واصف بطرس غالى على استضافتة لهذا المؤتمر الهام فى رحاب الكنيسة البطرسية وتحت رعاية جمعية الاثار القبطية فكلل بذلك المسيرة المباركة لهذا المؤتمر التى بدءات منذ تاسيسة من 25 عام فلهم جميعا الشكر
سوف القى كلمة متخصصة عن الاديرة القبطية الارثوذكسية تحمل عنوان “دور الاديرة القبطية فى الحفاظ على التراث العربى المسيحى ” قال فيها : انتشرت المسيحية فى مصر معتمدة على اللغة اليونانية وهى اللغة التى كتب بها العهد الجديد وكتابات اباء الكنيسة القبطية فى عصورها الاولى وبجانب هذة اللغة تم تسجيل وتدوين الكثير من الادب الرهبانى باللغة القبطية وهذة اللغة القبطية هى لغة اهل البلد الاصلية
وبعد انتشار اللغة العربية بعد الفتح الاسلامى وانحصار اللغة اليونانية والقبطية واقتصارها على الكنائس والاديرة شعر الاقباط بضرورة ترجمة الكتب المقدسة وتعاليم الرسل واباء الكنيسة وعلى راسها الكتاب المقدس ونصوص الصلوات الكنسيةوكان من اللازم الاعتماد على مكتبات المخطوطات التى تحوى نصوص الكتابات المتخصصة ومن اشهر تلك المكتابات مكتابات الاديرة القبطية والتى تاتى فى المرتبة الاولى التى اضحت الوريث الشرعى والامتداد الطبيعى لمكتبة الاسكندرية العريقة وكان القائمون على تلك المكتبات رهبان الاديرة التى اجاد بعضهم العديد من اللغات لذلك بدء الكثير من الكتابة والترجمة داخل الاديرة القبطية ونلخص دور الاديرة القبطية فى الحفاظ على التراث المسيحى فى ثلاثة محاور “الترجمة – التاليف – النشر “وسوف اعطى امثلة لهذة المحاور
اولا “الترجمة” عندما فكر الاقباط فى كتابة تاريخ الكنيسة على سبيل المثال تم اللجوء الى الاديرة للبحث عن المخطوطات التى تحوى تاريخ البطاركة وكان تاريخ البطاركة تم كتابته اولا باللغة اليونانية ثم ترجم و استكمل بعد ذلك باللغة القبطية ويشير كتاب سير البيعة المعروف باسم تاريخ الاباء البطاركة فى عددة مواقع بانة تم الاستعانة بمخطوطات الاديرة فى تحرير هذا الكتاب كالاتى نص فى كتاب تاريخ الاباء البطاركة
قال موهوب بن منصور بن مفرج الاسكندرانى الشماس انة لما كان من تقدم من السلف الاخيار قد اهتم وكتب سير البيعة ورتبها شرح امور البطاركة على كرسى البشير القديس مارمرقس بالاسكندرية وما صار لهم اشتهيت انا الخاطئ البائس ان اجمع سيرهم واكتبها ليكون ذلك ربحا لى ولمن يقرأها بعدى فاستعنت بالله وسرت الى دير القديس ابو مقار بوادى هبيب المقدس فوجت الشماس ابى حبيب ميخائيل بن بدير الدمنهورى وكان هناك الاب افا كيرلس الثانى ومعة ثلاثة اساقفة ذلك فى برمهات سنة 804 للشهداء 1088 ميلادية السنة العاشرة من بطريركيتةوكان فى البرية وقتها 700 راهب منهم فى دير ابو مقار 400 وتحدثت مع الشماس ابو حبيب الدمنهورى فما عولت علية عن جمع سير البطاركة واتفقنا على البحث عنها فوجدنا بدير السيدة بنهيا بالجيزة سير 42 بطرير من القديس مرقس الى سيمون وفى دير الشهيد تادرس بوادى النطرون وجدنا سير 4 بطاركة من الكسندروس الى خائيل وفى دير ناهية ايضا وجدنا سير 9 بطاركة وفى دير ابومقار وجدنا 10 بطاركة من خائيل السادس والخمسون الى سينديوس السادس والخمسون وكل هذة السير مكتوبة باللغة القبطية وليست العربية كتبها انبا ميخائيل الدمرانى اسقف دينيس كتبت بخط ولدة فلما كانت لى كل هذة السير نسختها بخطى وحولتها الى العربية وهكذا استطاع هذا الكاتب ان ينقل هذا التراث الهام لنا باللغة العربية معتمدا على النسخ الاصلية
ثانيا “التأليف”
اثرى الاباء الرهبان المكتابات القبطية بكتابتهم باللغة العربية فى شتى الفروع اللاهوتية والطفسية وتفسيرات الاباء وسير القديسين والقانون الكنسى ومن اشهر هولاء الرهبان والاباء الاساقفة والمطارنة الذين تخرجوا من الاديرة القبطية الانبا سويرس اسقف اشمون والبابا غبريال بن طريق والانبا ميخائيل اسقف دمياط والانبا بطرس اسقف مليج والانبا يوساب اسقف فوة وغيرهم بالاضافة الى بعض الرهبان الذين لم يرسمو اساقفة مثل مكين سمعان الراهب والقمص بطرس سدمنت من دير مارجرجس سدمنت ومواطنة الانبا بولص الحوثى ومقارة الراهب بدير القديس يحني القصير والمكين جرجس بجبل طرة ويوحنا السمنودى
ثالثا “النشر”
ويقصد بة طباعة كتب التراث المسيحى المكتوب باللغة العربية او المترجم اليها بواسطة الاباء الرهبان خلال المائة وعشرون سنة الاخيرة وقد ساهمت هذة المطبوعات بالتعريف بالتراث العربى المسيحى المنتشر فى مكتبات الاديرة القبطية وقد بدأت عملية الطباعة من اواخر القرن التاسع عشر وحتى بداية القرن العشرون وشملت الكتب الكنسية وسير الاباء والكتب الروحية وذلك على يد رهبان كثيرون منهم القمص عبد المسيح المسعودى والقمص مينا والقمص برنابا من دير البراموس والقمص فلتاؤس والقمص ميخائيل من دير ابو مقاروالقمص عطاللة ارسانيوس المحرقى الى ان تولت الاديرة طباعة الكتب بنفسها ومن الرهبان وقد وجة الرهبان نظرهم للكتابات العربية المنتشرة بالاديرة القبطية ومن الرهبان الرواد الذين اهتمو بذلك الايغومانوس فلتاؤس المقارى القس ميخائيل المقارى وقام بنشر كتاب الصادق الامين فى اخبار القدسين “السنكسار” 1911-1913 والقمص يوحنا المقارى الذى نشر كتاب القول الصحيح فى الام المسيح للقديس بطرس السدمنتى فى عام 1926
وفى نهاية القرن العشرين نشر الانبا صمؤيل اسقف شبين القناطر العديد من الكتب والدرسات العربية ومازال الكثير من الرهبان والاباء الى الان وخصوصا بعد عصر النهضة الحديثة يقومون بنشر العديد والعديد من الكتابات والدراسات مع عمل الفهارس والكتالوجات للتسهيل على الباحثين والدارسين
مؤتمرات التراث العربى المسيحى وها نحن الان نحتفل بمرور 25 عام على تاسيسة وهو الذى مهد الطريق امامنا وشجع الكثير من الباحثين على نقل تراث اباءنا الذى اصبح لاغنى عنة لكنيستنا واتمنى ان يواصل الاباء الرهبان العمل على نشر الكثير من الكتابات
واتمنى ان تسهل الاديرة مهمة الباحثين والدارسين خارج الاديرة فى حقل التراث العربى المسيحى كما مهدت مسبقا لاجددنا فى مهمة كتابة تاريخ الكنيسة
واتمنى ان يكون لنا مركز يصور المخطوطات ويحتفظ بها للتسهيل على الباحثين والمهتمين للاطلاع والدراسة لهذة المخطوطات والكنوز التراثية الموجودة عندنا بدلا من المعاناة التى نجدها لدى شباب الباحثين اتمنى ان يتحقق ذلك فى القريب
يذكر ان حفل افتتاح المؤ تمر من تقديم الاستاذ نبيل فاروق مدير مكتبة جمعية الاثار القبطية بالكنيسة البطرسية