قال الإعلامي فريد سمير المدير التنفيذي لقناة سات 7- مصر إنه في إطار اهتمام برنامج جسور المذاع علي قناة سات 7 ومن خلال حلقة خاصة عن يهود مصر، استضافنا السيدة ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية في مصر والتي دعت إلى ضرورة الاهتمام بالآثار اليهودية في مصر خاصة أنها تتعرض للتهريب من المعابد مما قد يؤدي الي تبديد التراث المصري من الاثار اليهودية التي تعتبر جزء من تاريخ مصر.
وقالت ماجدة هارون، خلال حوارها مع د. إيهاب الخراط البرلماني السابق، في برنامج “جسور” الذي يرأس تحريره الكاتب سامح سامي، ويخرجه شريف وهبه، والمخرج المنفذ بيتر نيلسون، إن معابد مصر لا زالت تحوي محتويات تراثية من الأسفار والسجاد وتحتاج عناية بها حتى لا تتعرض للسرقة أو الاهمال.
ليس هذا فقط بل تعرضت مقابر اليهود التي تقع في منطقة البساتين والتي تعتبر اقدم ثاني مقابر في العالم الى السرقة والنهب كما شق فيها طريق لعبور السيارات كطريق مختصر للمحور.
ولا زالت هارون محتفظة بوثيقة صك الارض التي أهدتها السلطة للجالية اليهودية في ٤٠٠ هجريا منذ تقريبا ١١٠٠ سنة
أضافت هارون أن تراث اليهود يعود الى 4000 عام قبل الميلاد ولكنه في طريقه للضياع بسبب الاهمال وعدم الاهتمام وقلة المصادر المالية المتاحة.
أضافت هارون أن الطائفة اليهودية في مصر هي التي تعتني بممتلكاتها من المعابد وتعين الحراس للمحافظة عليها من خلال موارد مالية محدودة تتمثل في ايجار تحصل عليه من ثلاثة مدارس تم تأجيرها من وزارة التربية والتعليم. وتقول أن الايجار لا يكفي مصاريف المعابد والجالية معا.
وفي مداخلة هاتفية من رئيس الحزب المصري الديمقراطي د. محمد أبو الغار دعا إلى فكرة تأسيس متحف تراثي يهودي أو تحويل المعبد الي متحف لأن له قيمة أثرية.
وقالت هارون، خلال البرنامج الذي يذاع على قناة سات 7، والذي يصوره مايكل مكرم مدير التصوير، ويخرج تقاريره رامي سمير إن الجالية اليهودية لا تتعدى 7 افراد في مصر أصغرهم يقترب من منتصف الستين وترى أن الوضع مأسوي ومقلق لأن الجالية “في طريقها الى الزوال” وتخشى من تكرار الامر مع الاقليات الاخرى في مصر حيث كان عدد اليهود في الخمسينيات من القرن الماضي ١٠٠ الف حينما كان تعداد السكان في مصر ٢٠ مليون.
وفي مداخلة تليفونية علي الهواء من المخرج أمير رمسيس مخرج فيلم “يهود مصر” قال أن الفيلم رسالة تحذير وقد تتكرر الماساة ذاتها بسبب أن قبول الاخر اصبح رفاهية.
ودعت هارون الى اهمية زرع قيمة تقبل الاخر باختلاف دينه ومعتقده في المدارس منذ الصغر حتي لا يكون هناك تمييز مجتمعي علي اساس الدين ولا يُقَيم الانسان بمعتقدانه الدينية. كما دعت اقباط مصر الى التمسك ببقائهم في مصر حتي لا يحدث معهم كما حدث مع اليهود لأن الشباب الذي يكبر في مجتمع بدون تعددية لا يقبل الاختلاف.
وأضافت هارون أنها لم ترتح في أي مكان غير مصر وبيتها في مصر قائلة “منبسطش في اي حتة الا بلدي…هاواصل واندفن هنا جنب اخويا وأختي”
علقت هارون على مسلسل حارة اليهود بأن لها تحفظات على الاسم لأن المسلسل يتحدث عن تاريخ مصر عامة وليس عن اليهود خاصة كما أن الحقبة التاريخية في المسلسل غير دقيقة لأن اليهود الذين سكنوا حارة اليهود كانوا فقراء ومعظمهم هاجر الى اسرائيل، لكنه في الوقت نفسه خطوة ايجابية لتحسين صورة يهود مصر التي تشوهت خاصة في الاعلام والمسلسلات التي قامت بتنميط صورتهم بطريقة سلبية.
أضافت هارون أن يهود مصر تعرضوا لكثير من الاضطهادات قبل تهجيرهم في حرب 1967 حيث كانوا يقبضون علي كل الذكور اليهود من سن 18 سنة. وقالت أن والدها الذي كان يعمل محاميا تعرض للسجن كما سُجن ايضا صديق لها كان طالبا في الجامعة الامريكية وقضى ٣ سنوات في السجن بدون سبب وحرم من الجنسية المصرية بعد ان تنازل عن جنسيته ليحصل عليها وأصبح غير معين الجنسية.
وترى ماجدة أن عودة يهود مصر ثانية أمر مستبعد لأن الاجيال الجديدة استوطنت دول الهجرة ووجدوا فيها راحتهم لذلك من الصعب أن يتركوها ليعودوا الى مصر خاصة في الوقت الحلي مع عدم الاستقرار الأمني في المنطقة.
[T-video embed=”djWHXciOwc8″]