فيه مشهد روحي مايتشافش غير بعيون أذهاننا .. المشهد ده يااما ماشفناهوش قبل كده ومش عارفينه .. او سمعنا عنه وراكنينه .. او عارفينه وفاهمينه لكن مش بنحطه قدام عينينا ونتواجه به طول ما حياتنا ماشية بسلاسة وبدون تحديات .. وكأننا مالناش دور فيه .. المشهد ده في الحقيقة مش مجرد مشهد .. ده موقعة روحية شغالة .. وتعبير “موقعة” ده بيتقال عن مواجهة حربية .. وهي فعلاً مواجهة بين مملكة الظلمة ومملكة النور .. بين إبليس رئيس هذا العالم وجنوده واعوانه، وبين ملك الملوك ورب الأرباب وأولاده اللي فداهم بدمه ..
الغريبة بقى إن مملكة إبليس شغالة بكل همة ونشاط ووحشية .. لا تكل ولا تمل .. وعمالة تخترع في أساليب للهجوم والفتك بالأعداء .. لما أساليبها القديمة تتعرف وتتفضح، تلجأ للجديد .. وتفاجىء به الأعداء .. بس المحزن إن مملكة الله وأولاده مش بنفس الحمية والنشاط والتنبه .. الجنود اللي في الجبهة دي بيصحوا ويفوقوا لما الهجوم يوصل للخيمة بتاعتهم .. طول ما المعركة شغالة من بعيد، ممكن يناموا ويريحوا ويركنوا السلاح .. طول ما الخطر مش بيمسهم، مش مشغولين بالميري .. ملهيين في المدني .. متنطورين كل واحد في حاله بيشوف أموره الشخصية .. طول ما صوت البوق بعيد عن الموقع، مأنتخين .. وبنظرة بسيطة للكام سنة اللي فاتوا ندرك قد إيه الكلام ده حقيقي .. لما كان فيه خطر داهم قريب قوي، تجمع حوالي ٧٠٠٠٠ فرد للصلاة والصراخ .. سهروا الليل بطوله في تضرع امام عرش الله .. فينهم دلوقت؟ فين الاتحاد في الصلاة؟ فين السهر وحمل السلاح .. دي كانت موقعة واضحة للعين المجردة، أمال إيه يكون الحال في الأجواء الروحية؟؟
نوبة صحيان يامؤمنين .. الجبهتين مش متعادلين .. العدو وأعوانه صاحيين وشغالين، بس أولاد الملك نايمين ..
“إسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة” متى ٢٦: ٤١
“انظروا. اسهروا وصلوا لأنكم لا تعلمون متى يكون الوقت” مرقس ١٣: ٣٣
“اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو .. فقاوموه راسخين في الإيمان” ١ بطرس ٥: ٨
يارب بأصرخ لك تصحينا كلنا من النوم .. نبه أرواحنا للخطر الداهم .. عرفنا أدوارنا وخلي الصورة دايماً ظاهرة قدامنا .. إحي العظام الميتة في ولادك وقومهم ..
“هُبَّ على هؤلاء القتلى ليحيوا .. فتنبأت كما أمرني فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جداً جداً” حزقيال ٣٧