أهم العوائق التى يمكن أن تقف حائلاً لمعرفه الانسان للسيد المسيح :
1- الكبرياء :-
لقد قال السيد المسيح فى أحد المرات ” أنتم تبررون أنفسكم قدام الناس ! ولكن الله يعرف قلوبكم . إنَّ المستعلن عند الناس هو رجس قدام الله . ” ( لو 16 : 15 ) .
وكان قد جاء فى أنجيل ( لوقا 20 : 1 – 8 ) – ” وفى أحد تلك الأيام اذ كان يعلم الشعب ويبشر ، وقف رؤساء الكهنه والكتبه مع الشيوخ وكلموه قائلين : قل لنا : باىَّ سلطان تفعل هذا ؟ أو من هو الذى اعطاك هذا السلطان ؟ فأجاب وقال لهم ، وأنا ايضاً اسألكم كلمه واحده ، فقولوا لى : معموديه يوحنا من السماء كانت ام من الناس ؟ فتأمروا فيما بينهم قائلين : إن قلنا من السماء يقول : فلماذا لما تؤمنوا به ؟ وإن قلنا : من الناس ، فجميع الشعب يرجموننا ، لأنهم واثقون بأنَّ يوحنا نبىَّ فأجابوا أنهم لا يعلمون من أين . فقال لهم يسوع : ولا أنا أٌقول لكم بأى سلطان افعل هذا “
وواضح هنا أن سؤال هؤلاء الناس لم يكن بهدف المعرفه ، بل بهدف الاستنكار ، لهذا لم يستحقوا أن يُعلن لهم السيد المسيح ذاته ، ونحن لا ننسى أن هؤلاء الناس أنفسهم هم الذين رفضوا بأستكبار أن يقبلوا معموديه يوحنا ، حيث أنهم ظنوا فى أنفسهم أنهم لا يحتاجون إلى توبه لأنهم أبرار !! ( لو 7 : 29 – 30 ) .
2- النظر بتفاهه إلى الأمور الخطيره التى تخص حياه الانسان :-
حينما أرسل بيلاطس الوالى السيد المسيح إلى هيرودس الملك ليفحص شكايه اليهود ضد السيد المسيح ، فرح هيرودس كثيراً لرؤيه السيد المسيح ، لأنه كان ينتظر أن يرى منه أيه تجرى أمامه ، وليس من أجل أن يؤمن ، بل تعطشاً إلى تسليه من هذا الرجل الذى سمع عنه كثيراً ، وكان يظن أنه يوحنا الذى سبق وقتله وأنه قد قام من الاموات . ( لو 23 : 6 – 11 ) ـ ( مت 14 : 1 – 2 ) ، ( مر 6 : 14 ) – ولكن السيد المسيح له كل المجد لم يعره أو يعطيه أهتماماً ، فأنقلب تودد هيرودس وسروره الى ازدراء وسخريه !! وهكذا فقد هيرودس فرصته للتعرف على السيد المسيح !!
3- اهتمام الانسان بأمور أكثر من اهتمامه بالحياه الابدية :
حينما وقف السيد المسيح أمام بيلاطس البنطى الذى فحصه فلم يجد فيه عله الموت ، فأعاد بيلاطس سؤاله مره أخرى ” أفأنت إذاً ملك ؟ اجاب يسوع : أنت تقول إنى ملك . لهذا قد ولدت أنا ، ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق . كل من هو من الحق يسمع صوتى …. قال له بيلاطس : ” ما هو الحق ” ( يو 18 : 37 – 38 ) .
ولكن بيلاطس لم ينتظر الاجابه على سؤاله ، ولم يلتفت الى كلمه السيد المسيح ” كل منّ هو من الحق يسمع صوتى ” …. لأنه كان متلهفاً أن ينهى هذه القضيه .. لانه قد علم ان السيد المسيح بلا علّه ، لهذا لم ينظر إلى نفسه ليعرف ما هو الحق ، وبالتالى فقد معرفه السيد المسيح!!!
4- التعصب الأعمى :
حينما وقف السيد المسيح أمام قيافا رئيس الكهنه وقت محاكمته أمام المجمع ، استحلفه قيافا امام المجمع بالله الحى ” هل أنت المسيح أبن اللَّه .؟ ” ( مت 26 : 63 ) ” فقال لهم : إن قلت لكم لا تصدقون . و إن سألت لا تجيبوننى ولا تطلقوننى ” ( لو 22 : 67 – 68 ) .
” أنا هو ” ( مر 14 : 62 ) . ” أنت قلت ! وأيضاً أقول لكم من الأن تبصرون ابن الانسان جالساً عن يمين القـوَّه وأتياً على سحاب السماء ” ( مت 26 : 64 ) .
وقد كان يجب على قيافا طالما أنه أستحلف السيد المسيح بالله الحى أمام هذا المجمع ، أن يعيد النظر فى إجابه السيد المسيح ليفهم حقيقتها طالما قد أمتثل للمحكمه ، ولكن قلبه كان مغلقاً بالحقد والتعصب الاعمى لليهوديه … ففقد معرفه السيد المسيح !!!
5- التقوى الزائفه :…
حينما خلق السيد المسيح للإنسان المولود أعمي عينين من طين ، كان ذلك يوم سبت ، فتصور الفريسيون – الذين يظنون أنهم ابرار – أن السيد المسيح خاطئ طالما أنه قد صنع هذه المعجزه فى يوم سبت الذى ينبغى الا يعمل فيه عملاً ( يو 9 ) اى أن برهم الذاتى قد أغلق عقولهم فلم ينتبهوا إلى الخلق من طين ، مقابل منح البصر فى يوم السبت رغم أن ذلك كان مقصوداً من السيد المسيح ، حيث أنه فى ” اليوم السابع ” للخليقه أبصر البشر اللَّه متجسداً !! وقد تكرر الامر فى إقامه لعازر من الاموات بعد أربعه أيام وقد أنتن فى يوم سبت ” يو 11 ” – والعجيب أنه فى هذه المرَّه فكر اليهود أيقتلوا لعازر أيضاً لتختفى هذه الأيه ، فكيف تفسر تقواهم تجاه يوم السبت ؟!!!!
6- محبه المال :.
جاء إلى السيد المسيح يوماً رجل غنى ، وسأل السيد المسيح قائلاً : ” أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياه الابديه ” فأشار السيد المسيح اليه بوصايا ناموس موسى ، فأجابه الغنى ” هذه كلها حفظتها منذ حداثتى ” وعلم السيد المسيح بلاهوته أن الرجل مُحب للمال فقال له : ” يعوذك أيضاً شئ ، بع كل مالك ووزَّع على الفقراء ، فيكون لك كنز فى السماء ، وتعالى أتبعنى . فلما سمع ذلك حزن ، لأنه كان غنياً جداً . فلما رأه يسوع قد حزن ، وقال : ما أعسر دُخول ذوى الاموال إلى الملكوت – ملكوت الله ” ( لو 18 : 22 – 25 ) .
7- عدم الاستعداد لحمل الصليب :..
وكان جموع كثيره سائرين معه ، فألتفت وقال لهم ، أن كان أحد يأتى إلـىَّ ولا يبغض اباه وامه وأمراته واولاده وإخوته وأخواته ، حتى نفسه أيضاً فلا يقدر ان يكون لى تليمذاً . ومن لا يحمل صليبه ويأتى ورائى فلا يقدر أن يكون لى تلميذاً ( لو 14 : 25 )