من عيون تدمع و من قلب يدمي و من وجه رسم عليه الدهر خيوطه و من جسد اصابه الوهن و الانحناء اكتب لكم اولادي بعد ان قضيت العمر على رعايتكم و تحملت الصعاب و اجتزت المحن … سهرت … كافحت … عانيت … عشت الحزن رغما … تجرعت الشقاء حبا .. لكنى تحملت … ناسية كل اوجاعي و انا ارى كل منكم يكبر امام عيني .. كنت اقول مهلا يا زمن … هويدا يا الم … لقد ابيضت الحقول و حان وقت جني الثمر … و ما ان اشتد عودكم و قوي ظهركم فتخلى الجميع عني … هذا ينهش لحمي .. وذاك يمص دمي … بدا كل منكم يفكر في ذاته … يخطط لحياته … يحسب ميراثه …. قست قلوبكم … تصخرت مآقيكم … لماذا كل تلك العقوق …. لماذا كل هذا الجحود … هل لكم من بعدي حياة؟ … هل لكم من غيري كرامة؟ … هل لكم بدوني مستقبل؟… لقد تركنموني وحدي و هذا قدري …. لكن العار عليكم و الخزي يلازمكم بعد ان شمت بي كل القاصي و الداني …. بعد ان ادخلتم السعادة على قلوب من يتربصون بي … و بعد ما اصبتم الاخرين بالسلام الذي ينشدوه … بعد ان صرتم اضحوكة العالم وهم يراقبون كيف تتقاسمون .. . كيف تتقاتلون … كيف تتخاصمون … لكن هيهات يا من ( كنتم ) اولادي …. سيمر العمر بكم و ساظل انا …. سيمضي الدهر عنكم و سابقى انا …. اقولها و قلبي ينتحب … لم اجد من يمسح دمعي … يشملني بحنانه … يربت على كتفي …. لكنه الابتلاء.
ربي: اذا كان الابتلاء خير لي فزدني منه و اعطني اجر الصبر
ربي: منك العوض و فيك الامل … الا ترزقني بابناء يحنون … باولاد يحتضنون …. يقدرون …. يحبون.
ربي: اني لفي الانتظار و لن افقد الامل من ارض الكنانة … من مصر الى اولادها