قلبي كان واجعني قوي وأنا باتابع التقارير المصورة اللي أذاعتها القوات المسلحة عن احداث سيناء الأخيرة .. دموعي نزلت وأنا باشوف وباسمع الأبطال الجرحى وهما بيحكوا ازاي واجهوا الموقف وتعاملوا معاه بكل شجاعة حتى وهما شايفين زمايلهم بيصابوا ويستشهدوا قدام عينيهم وكأنهم حاطين حياتهم على كفة ومصلحة وطنهم في الكفة التانية .. وتوقفت بانتباه عند اتنين من الجنود دول ..
اول واحد كان بيوصف المعتدين الإرهابيين بإنهم كانوا ضخام البنية .. طول بعرض .. وافتكرت، وهو بيحكي، البعثة الاستكشافية اللي موسى النبي بعتها علشان يشوفوا الأرض اللي الرب قاله عليها “أرض كنعان التي أنا معطيها لكم” يشوع ١٣ .. وبالرغم من إن كلام الله كان صريح انها بتاعتهم، رجعوا يوصفوا الأعداء بالعمالقة .. الجبابرة .. للدرجة اللي شافوا نفسهم قدامهم زي الجراد .. “فكنا في أعيننا كالجراد وهكذا كنا في أعينهم ..” بس وكأنه بيقول “لكن على مين؟؟” ..
الجندي التاني اللي كان راقد في المستشفى وسط الخراطيم اللي خارجة من كل حتة في جسمه قال كده .. “أنا أول مايسمحوا لي أخرج من هنا، هارجع تاني لمكاني .. احمل سلاحي وأكمل لحد مانطهر المنطقة كلها” ..
ذهلت من ردود الأفعال دي .. بعد كل اللي شافوه؟؟ لسه مصرين على المقاومة؟؟ وتمنيت إني يكون عندي نفس الإصرار ده على مقاومة العدو .. مش بس اللي بيهاجم دولة أو منطقة بعينها .. لأ عدو كل بشر .. إبليس .. بالرغم إنه يبدو “عملاق” في الشر وبالرغم من إنه لا يكِّل ولا يَمِّل، لكن دايماً أصدق إن “الذي معنا أقوى من الذين علينا” .. وإنه قادر يحطم كل تحدي بيحاوطني من كل جهة .. حتى إن وقعت أو أصيبت بسبب موت أحباء أو مرض أو مشكلة .. إني أقدر أقف قدّامه من جديد وأقول بثقة زي الجنود الأبطال دول، “من أنت أيها الجبل العظيم؟ أمام زربابل تصير سهلاً” زكريا ٤: ٧ ..
يارب دايماً فكرني إنه “ذابت الجبال مثل الشمع قدام الرب .. قدام سيد الأرض كلها” مزمور ٩٧: ٥ .. كلمتك هي الكلمة الأخيرة في موقعة الحياة ..