بينما كنت اشترى بعض الحاجات من احد المحال التجارية سمعت صراخاً بدا فى البداية مكتوماً بعض الشىء الا ان اصبح مدوياً بشكل تقشعر معه الابدان ..
فخرجت مسرعاً لاستطلاع ما يجرى فوجدت سيدة فى العقد الخامس من عمرها تصرخ بهيستريا مُفزعة .
ووجدت بجوارها احد المجاذيب مِن مَن يطلقون لحاهم يهيمون على وجوههم بدون هاوية .
فتوقعت انها جزعت عندما رآت هذا المجذوب ..
فهرعتُ اليها مسرعاً انا وصديقى وتجمع المارة ولكن عندما اقتربتُ منها تبينتُ ما حدث لقد كانت تنتظر ابنها فى سيارته وقد اقترب منها هذا المجذوب وقام بضربها على وجهها فأحدث بها اصابة بسيطة فى الوجه ووجدتها فى حالة يرثى لها فقمت بتهدئة روعها وقام صديقى باحضار المياه لها فما كان منى الا انى قمت برش بعض المياه الباردة على وجهها واعطيتها لتشرب ..
وهذا المجذوب يقف مكانه لا يحرك ساكناً ولا عجب فهو فاقد للأهلية فأتى اليها ابنها ليجد كل ما حدث الا انه انفعل بشدة وفقد اعصابه محاولاً الهجوم على هذا المجذوب حاولت ان اثنيه بكل الطرق ولكن هيهات باءت كل محاولاتى بالفشل فقد اصابنى فى عينى عن غير قصد اثناء محاولة التصدى له لمنعه من ضرب هذا البائس ولكنه قام بضربه ضرباً مبرحاً وهو ساكن لا يتحرك لا يبدى اى ردة فعل ..
لم يكتفى هذا الابن الهائج بذلك ولكنه هرع مسرعاً الى سيارته وقام باخراج عصا غليظة منها ولكن ..
العناية الآلهية تدخلت لانقاذ ذلك المجذوب فقد كانت بعض سيارات الشرطة مارة مصادفةً وتوقفوا لأستطلاع ما يجرى فهدىء هذا الابن الهائج . وسألوه عن مدى رغبته فى عمل محضر ولكنه رفض .. ويفترق المارة كلاً فى حال سبيله ويبقى هذا المجذوب ( الذى ليس له احد يذكره ) ساكناً فى مكانه ..
آآآآآآآآه يارب كم اشفق على هذا المسكين الذى تلقى الضربات وهو لا يعى ..
اذكر يا الهى هؤلاء من اللذين ليس لهم احد يذكرهم ..
ملحوظة : انا لا أدين هذا الابن الهائج فلربما لو كنت مكانه لفعلت اكثر من ذلك فهى الام ..