جاء في متى (23 – 1 – 2 ) ” ثم خرج يسوع و مضى من الهيكل ثم تقدم التلاميذ لكي يرونة أبنية الهيكل – فقال لهم يسوع أما تنظرون ، جميع هذه – الحق أقول لكم لا يترك حجر على حجر لا ينقض ” .. ( هل تحققت نبوءة السيد الرب ؟ ) .. نعم في سنة 70 م جاء القائد الروماني تيطس هدم المدينة و هدم الهيكل و قالوا له : أن هذا الهيكل دائماً و على مر الأيام يسقط و يقومون بإعادة بناءه أكثر من مرة . “فقال أنقضوا الحجارة .. و لا تبقوا حجرا على حجر … لقد تمم تيطس كلام نبوءة الرب يسوع عندما كان في الجسد و خارجاً من الهيكل مع التلاميذ .
هذه الأيام .. فيه توقعات كثيرة جداعن اقتراب المجيء الثاني .. نعم هذا الكلام صحيح .. أول معلومة تحصل عليها عن هذا المجيء هي :
جاء في رسالة معلمنا بطرس الرسول رد على أناس كانوا يشككوا في مجيء المسيح .. حيث قالوا: أين هو موعد مجيئه ؟ (بط 2:3) كما قالوا أيضاً منذ الإباء الأولين يقول (سيأتي في أخر الأيام قوم مستهزئون سالكون بحسب شهوات أنفسهم قائلين أين هو موعد مجيئه ؟ و أين هنا. تعني ليس سؤال عن موعد مجيئه بل تعني السخرية من أنه سوف لا يأتي قط .. لأنه حسب كلام هؤلاء المستهزئين – من حين رقد الآباء – كل شيء باقِ ..
هكذا منذ بدء الخليقة .. و لكن جاء الرد على هؤلاء قائلاً : لا يخفي عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء : أن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة .. و ألف سنة كيوم واحد … أن الله عظم أسمه يريد أن يقول لهم … أن هذا الكلام الذي كلمتكم به منذ 2000 سنة فقط .. و أن هذين الألفين سنة عندي عبارة عن يومين فقط !! إذا أنا لم أتأخر بعد .. كلها يومين فقط. و أن سبب التباطؤ .. هو أن يكون هناك فرصة للتوبة و أن يقبل الجميع للتوبة .. و لكنه سيأتي كلص في الليل.
جاء ” أما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعرفها أحد و لا الملائكة و لا الابن إلا الآب “
و في سفر الأعمال جاء ” هل في هذا الوقت ترد الملك لإسرائيل ” فأجاب على التلاميذ قائلاً : ” ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة و الأوقات التي جعلها الآب في سلطاته ” .
و لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا .. ألم نقل أن الآب مساوياً للابن ؟ .. طبعاً الإجابة نعم .. إذاً فكيف يعلم الآب بموعد تلك الساعة و في الوقت نفسه لا يعلمها الابن . الإجابة على هذا السؤال يتأتى في أن السيد المسيح له طبيعيتين هما اللاهوت و الناسوت .. فاللاهوت هو تماماً مثل الآب .. و في الناسوت هو تماماً مثلنا نحن البشر .. إذاً فمن جهة لاهوته يعلم بموعد المجيء الثاني كما يعلم الله بالتمام .. و اكن من جهة ناسوته فهو لا يعلم شيء كما نحن أيضاً حيث أننا لا نعلم شيء عن موعد المجيء الثاني .. و باختصار فأن السيد المسيح يعلم بموعد المجيء الثاني من جانب إلوهيته ، و لا يعلم بهذا المجيء من جانب ناسوته (انسانيته) (أو كإنسان) و للتوضيح اكثر هل المسيح ينام أم لا .. الإجابة نعم فهو ينام بناسوته ، و لكنه لا ينام بلاهوته .. و المسيح مات فعلاً بناسوته و لكنه لم يمت بلاهوته .. هل المسيح تألم أم لا .. الإجابة نعم .. فأنه تألم فقط بناسوته فقط .. إذاً بالتأكيد السيد المسيح يعلم بموعد المجيء الثاني باللاهوت و لا يعلم بالناسوت .. (الطبيعة الإنسانية ) أنه من الإتضاع العظيم من جانب المسيح.
لماذا الله دائماً يخبئ هذا الموعد ( موعد المجيء الثاني ) عند الجميع و للإجابة .. يكون الجميع في حالة استعداد تام لملاقاة رب المجد يسوع المسيح … و قد يكون هناك جانب أخر قد يحدث .. هو الرعب الذي سيلاقيه هؤلاء الناس عند اقتراب موعد المجيء من الضيقات .. و هذا بسبب أنهم يكونون مشغولين ليست بسبب التوبة و لكن بسبب الرعب – و أن الله يفضل ان تكون التوبة عن حب و ليست عن رعب .. من أجل هذا يكون موعد المجيء الثاني لا يعلمه أحد من البشر .. حتى يقدموا توبة عن حب لله و بعيداً عن الرعب و الخوف.
(تسمعوا أخبار حروب .. و تقوم أمه على أمه .. و مملكة على مملكة .. و مجاعات و أوبئة و زلازل .. و لكن هذه كلها ابتداء الأوجاع .. )
للمعلومية ..فى كل الأجيال عبر قرون من الزمان كانت معظم هذه العلامات موجودة .. و لكن . كأن يريد السيد المسيح أن يعرفنا أنه يجب أن نكون مستعدين دائماً و على مر الأيام و السنون و القرون و الأجيال .. و لكن كون السيد المسيح حدد هذه العلامات للتحديد ، لذلك نتوقع أن تزداد هذه العلامات في قرب المجيء الثاني .. نطلب من الله أن لا يسمح لنا أن نرى هذه الأوجاع لأنه قال عنها بالتحديد ” مبتدأ الأوجاع ” و من ضمن هذه العلامات ( يقوم أنبياء كذبه كثيرون و يضلون كثيرين) .. و هذه من أهم العلامات التي تسبق المجيء الثاني .. و للعلم انه بمناسبة انتشار وسائل الاتصال الحديثة و النت .. نجد أن أفكار هؤلاء الأنبياء سوف تنتشر بسرعة شديدة جداً .. لذلك مطلوب منا يا أحبائي أن لا نصدق أي كلام يُقال .. فمطلوب أن نكون حكماء كالحيات و لا نكون بسطاء كالحمام في مثل هذه المواقف .. فأن البساطة بدون حكمة هي نفسها (السذاجة) بعينها ، كما أن الحكمة بدون بساطة تصير مكراً .. و هي صفة غير مطلوبة في اولاد الله .
جاء في رسالة بولس الرسول في تسالونيكي الثانية ” لا يأتي المسيح أن لم يأتي الارتداد أولاً ” السؤال هنا : ما معنى الارتداد ؟ و للإجابة على هذا السؤال ليس بالطبع معناه أن يترك شخص ما المسيح و يذهب إلى معتقد أخر .. لا طبعاً ليس هذا هو المقصود .. و لكن المقصود بالتحديد هو أن يكون هذا الشخص من داخل الكنيسة الأرثوذوكسية – و لكنه لا يسلك بسلوك و تعاليم و طقوس الكنيسة و لكن سلوكه يكون بعيداً تماماً عن الكنيسة و هو ما يًطلق عليه (الارتداد العظيم) و هو ما عبر عنه سفر الرؤية ” لأنك لست بارداً و لا حاراً بل فاتراً أنا مزمع أن أتقيئك ” و التفسير هنا (البارد) هو ذلك الذي ترك المسيح و (الحار) هو الشخص الذي يكون له غيره على المسيح و لكن الصعب والاكثر صعوبة هو ذلك الشخص (الفاتر) الذي يكون داخل الكنيسة و لكنه يعمل كل ما هو ضد الكنيسة و لا يلتزم بتعاليمها و طقوسها و هو موجود في وسط الكنيسة و غير ملتزم بالتعاليم و يهدم إيمان الآخرين و هذا هو(الارتداد العظيم).
و يقول رب المجد عن العلامات ” أنه لو لم تقّصر تلك العلامات لم يخلص جسد ” بمعنى لا يخلص أي إنسان و يكمل رب المجد قوله : ” و لكن لأجل المختارين تقّصر تلك الأيام ” و يقول ايضاً و يكون ” مسحاء كذبه ، أنبياء كذبه و يعطون آيات عظيمة و عجائب ” و هي هذه سوف تكون وسيلة الشيطان لأننا نحن كمسيحيين نهتم بالمعجزات .. و نحن كمؤمنين غير محتاجين المعجزات بل بالأيمان بالمسيح فقط لا غير .. و طبعاً الشيطان يستغل اهتمامنا بالمعجزات و يقدم لنا بعض هذه المعجزات تجري عن طريق آخرين (كذبّه) و يكون ذلك في وسائل الاتصال المتقدمه و جاء ذلك في الإنجيل عن المؤمنين الذين أمنوا و لم يروا قائلاً ” طوبا للذين أمنوا و لم يروا ” .. وقال رب المجد في إنجيل متى (24:24) ” سيكون مسحاء كذبه و أنبياء كذبه و يعطون آيات عظيمة و قوية و أن أمكن يضلون حتى المختارين أيضاً ” ها انا سبقت و قلت لكم .
و جاء أيضاً في إنجيل متى (22:7) “كثيرين يقولون لى في ذلك اليوم يارب يارب اليس بأسمك
تنبأنا و باسمك أخرجنا شياطين و باسمك صنعنا قوات كثيرة ” يرد عليهم الرب يسوع المسيح قائلاً ” لم أعرفكم قط ” “أذهبوا عني يا فاعلي الإثم “.. فمطلوب مننا نحن كمؤمنين أن نترك مدخل المعجزات في حياتنا لأنها قد تكون في يوم ما هو المدخل الذي يختاره الشيطان لكي يمكنه من الدخول في حياتنا .. و تقول كما قال بولس الرسول في هذا عندما طلب من الله أن يشفيه و كان الرد الذي جاءه من السماء ” تكفيك نعمتي ” .. و قال أن مجيء ابن الإنسان مجيء واضح جداً للجميع و نحن غير محتاجين إلى معجزات .. و قال ( تظلم الشمس و القمر) و تظهر علامة ابن الإنسان (صليب ضخم جداً من النور ) سوف يحزّم الأرض كلها .. في هذه الساعة ” تنوح عليه جميع قبائل الأرض ” .. و هذا النواح عبارة عن ندم الخطاه على خطاياهم و ماذا ينفع الندم بعد العدم !!بعد يوم مجيء المسيح في( المجيء الثاني)لا تُقبل التوبة لأنه فات الأوان—- و بعد مجيء المسيح سوف يأخذننا معه إلى السماء . و كما قال معلمنا بولس في(1 كو 15: 51-52) ” هوذا سرُ أقوله لكم لا نرقد كلنا و لكننا كلنا نتغير في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير فأنه سيبّوق فيقام الأموات عديمي فساد و نحن نتغير ” و يكون ذلك عند البوق الأخير ” و عندما يبوق الملاك جميع الأموات يقومون من القبور منذ آدم وحتى يوم المجئ الثانى .. و كما قال السيد المسيح : ” تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته فيخرج اللذين صنعوا الصالحات إلى قيامة الحياة و الذين فعلوا السيئات إلى قيامة الدينونه” .. سوف يقوم جميع الأموات و لكن القيامة تكون بأجساد جديدة (عديمي فساد) بمعنى الجسد الذي تحلل– سوف يقوم جسد ممجد ، جسد نوراني ، جسد القيامة .. و أما نحن الذين لم نمت .. ماذا سيحث لأجسادنا ؟ يقول أننا سوف نتغير .. في لحظة في طرفة عين .. بمعنى سنأخذ الطبيعة النورانية الممجدة التي سبقوا أن حصل عليها هؤلاء القيام من الأموات الذين صنعوا الصالحات .. هذا هو السر الذي قاله بولس الرسول ” لا نرقد كلنا بل كلنا نتغير .. أموات و أحياء – جميعنا نحصل على ذلك الجسد الممجد و نصعد معه على السحاب و كما قال في ذلك الرسول بولس : ” نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين . لأن الرب نفسه يهتاف بصوت رئيس ملائكة و بوق الله سوف ينزل من السماء و الأموات في المسيح سيقومون أولاً ثم نحن الأحياء الباقيين سنخطف جميعاً معهم في السحاب لملاقاة الرب في الهواء ” (تس 4 : 17 ) و في يوم القيامة سوف نصبح (بعكس قانون الجاذبية ) لأن جسدنا يكون جسد نوراني – أما الأشرار فلا يقدرون على الطيران لملاقاة رب المجد يسوع المسيح على السحاب لأن أجسادهم تكون ثقيلة و كثيفة و يجدوا نفسهم ساقطين في الهاوية (تسقط في الهاوية) هذا بعكس الأبرار و المؤمنين الذين يخطفون مع الرب في السحاب و يكونوا كل حين مع الرب ( أنه منظر جميل) –و في الطريق سنكون بصحبة رب المجد يسوع المسيح – و سوف نرى كل المؤمنين الذين تنيحوا في الرب من آدم حتى ذلك اليوم العظيم .. انه مشهد اكثر من رائع .. تأمل يا أخي هذا المنظر !!!
سوف نصعد جميعاً إلى السماء مجتمعين ببعضنا بجانب بعض فلو قدر مثلاً( باق) في الأرض و شخص إلى السماء لمتابعة منظر الصعود – سوف يرى و يشهد بعينه – أن شخص و احد هو الصاعد إلى السماء هو شخص السيد المسيح و نحن المؤمنين المختطفين بداخله .. نحن جسده و هو في المقدمه (كالرأس) هو مشهد لشخص واحد – هو شخص السيد المسيح و نحن كلنا بداخله يعني عبارة عن كل واحد صاعد للسماء هو شبيه (بخليه) في جسد المسيح .. وسوف نجد على باب السماء ملاك واقف و بيده سيف من نار – و عندما يرى المسيح فأنه في تلك اللحظة يهتف قائلاً “أفتحوا أيها الملوك أبوابكم و ارتفعي – ليدخل ملك المجد ..” سوف يفتحوا الباب سريعاً و يدخل المسيح ، ملك المجد ، و نحن المختارين معه (أو فيه) إي (نحن في المسيح) .. لأن الجهاد الروحي هو الذي يجعلني في المسيح .. و نحن في المسيح من يوم المعمودية يا أخوتي و بعدها ثبتنا في المسيح (بالتناول) من جسده و دمه الأقدسين.
+ و السؤال يا أحبائي و ماذا بعد دخول السماء ؟ !
سوف نرى كل المجد الذي لم نراه من قبل الذى لم يخطر على قلب أي من منا نحنالمتواجدين في السماء ..وان الذين سبق و أن رأوه .. لم يقدروا أن يوصفوه .. من عظمة و بهاء هذا المجد .. في السماء ..