يوم 28/11/2014 كان مزمعا أن تشهد مصر ما دعى آنذاك الثورة الإسلامية وكنا نتوقع ان يكون هذا اليوم ملآن بالزوابع والغيوم والعنف لكن الحقيقة.. ان هذا اليوم كان اكثر من رائع. لماذا؟ هناك ما يسمى بحالة استنفار أمنى.. الامر الذى جعل الكثيرين يتمنون ان يكون الاستنفار الامنى طول العام وليس يوم واحد فقط..
ولما سألنا قالوا هذا الأمر باهظ التكاليف. لكن لو حسبناها بالورقة والقلم سنجد:
الاستنفار بث الطمانينة فى قلوب الناس ولو دام الحال على هذا الامرستنشط السياحة بلا شك مرات ومرات.
لم نسمع فى هذا اليوم عن جوادث المرور المعتادة كل يوم ولا الجرائم الاخرى لأن اعداء الامن التزموا اماكنهم.. فحيثما يوجد استرخاء امنى تظهر مثل هذه الجرائم خصوصا من صغار النفوس.
رسالة الامن هى الاستنفار وليس الاسترخاء.. لذلك سمعنا عن جرائم الارهاب للبوليس والجيش بسبب هذا الاسترخاء.
نلوم انفسنا ونمدح الدول الغربية لما فيها من حالة استنفار دائم.. لأن هذا جالب للنظام والضبط والربط .. لذلك عوض ان نلوم انفسنا بسبب الاستهتار واللامبالاه الأولى بنا أن نهتم لكى نلاشى اسبابه.
الاستنفار يعنى الجدية فى العمل بدون تكاسل ووقت العمل للعمل وقت الراحة للراحة- فللجد اوقات وللهزل مثلها.
الجدية فى العمل والالتزام بلمواعيد واستنهاض الهمم .. هذا من لزوم النجاح . ومهما كانت التكاليف لهذا اليوم فهى لا تعد شئ بجانب نفوس الرجال والشباب من الذين يستشهدون بسبب القدر والفوضى والاسترخاء الامنى.
ان الشعور بالامن عنصر اساسى وقد يكون اهم من الطعام فى حياة الشعوب..فهو سر التقدم لأن المجتمع الخائف لايتقدم.. لذلك يهرب الكثيرين من القرى والنجوع الى المدن حيث يوجد الامن. لأن مع الامن يوجد الاعمال ويتيسر الرزق فى كثير من المجالات.
مع الاسترخاء الامنى يهرب رجال الاعمال لأن المال يجد راحته فى المجتمع الأمن حيث يكون سريع الحركة نديد لاخرى.
ومع الاستنفار الامنى يجب ان يكون هناك استنفار قضائى فمش معقول ان الذى شاهدناه يلقى بالاطفال من فوق اسطح احدى العمارات بالاسكندرية مازال يتمتع بالحياة وكان الله فى عون الاهالى للاطفال الذين القى بهم ولقو حتفهم على يديه- هذا ليس عدل انما هذا هو الاسترخاء فى العدالة والاسترخاء فى العدالة هو الظلم بذاته. والاسترخاء فى الامن هو المعمل الذى تتكاثر فيه وتتوالد اعمال البلطجة والعنف والارهاب..
نريد استنفارا امنيا دائما لنفس لكى يقتلع الارهاب الاسود من جذوره وهذا هو التعبير العملى ل “تحيا مصر” و”ارفع رأسك يا اخى فانت مصرى” و”لو لم اكن مصريا لوددت ان اكون مصريا” .. واسلمى يا مصر..