ولدت ( أغنيس ) الأم تريزا في 26 أغسطس 1910 بألبانيا من والدين تقيين : الأب متعهد بناء والأم ربة منزل .
في الثانية عشرة أدركت ان رسالتها هي مساعدة الفقراء والمحتاجين، فقررت أن تصير راهبة، وإرتحلت لهذه الغاية إلى دير راهبات “أخوية لوريتو” بأيرلندا حيث رسمت راهبة مبتدئة. وبعد عام أرسلت إلى دير تابع لتلك الرهبنة في مدينة داريلينغ بالقرب من كالكوتا في الهند .
في عام 1946 دعاها الرب في رؤية لخدمة أفقر الفقراء . فما أن حل عام 1948 حتى كانت قد تلقت الإذن بمغادرة الدير والذهاب إلى أحياء كلكوتا الفقيرة لإنشاء أول مدرسة لها .
قد منحها البابا بولس السادس الإذن بالتوسع والعمل في كافة أنحاء العالم، لا الهند وحسب.
عام 1962 منحتها الحكومة الهندية جائزة “باندما شري” لـ “خدماتها الإنسانية المميزة“.
حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 1979 م ومن مآثرها أنها لدى تسلمها جائزة نوبل للسلام طلبت إلغاء العشاء التقليدي الذي تقيمه لجنة جائزة نوبل للفائزين، وطلبت ان تعطى المبلغ لتنفقه على إطعام 400 طفل هندي فقير طوال عام كامل .
لقد توسعت الإرسالية الخيرية التي أنشأتها الأم تريزا، عام 1963 م وباتت تضم 570 مركزا لخدمة المرضى والفقراء حول العالم إضافة إلى ما يزيد عن مئة ألف متطوع يعملون كلهم في مراكز تتولى العناية بمرضى الإيدز والبرص وسواها من الأمراض المعدية وغير القابلة للشفاء. إضافة إلى إطعام مئات الآلاف من الجائعين والعاجزين، ومراكز للرعاية الاجتماعية ومآوي الأيتام والمدارس.
وقد نالت كاتدرائية أسيوط للأقباط الكاثوليك بركة خاصة بزيارتها المباركة لتفقد أخواتها راهبات المحبة بأسيوط .
ولكن صحة الأم تريزا بدأت تتدهور منذ عام 1985. في الخامس من شهر سبتمبر عام 1997توفيت الام تريزا منهية بذلك كفاحها من أجل حياة إنسانية أفضل .
وفي 4 سبتمبر 2016 وبحضور لفيف من كرادلة وبطاركة ومطارنة وكهنة ومؤمنين الكنيسة الكاثوليكية وبمشاركة صاحب النيافة الأنبا كيرلس وليم خادم الوحدة والمحبة مطران كرسي إيبارشية أسيوط للأقباط الكاثوليك , أعلن قداسة البابا فرنسيس الأول بابا الكنيسة الجامعة في إحتفال مهيب بالفاتيكان ” الأم تريزا ” قديسة على مذابح الكنيسة الجامعة لتنضم إلى مصاف القديسين لتشفع لنا بصلواتها وتضرعاتها لله الآب.
وكعادة الكنيسة الكاثوليكية الجامعة فقد رتبت كنيستنا القبطية الكاثوليكية برئاسة نيافة الأنبا كيرلس وليم والأباء الأجلاء القمص / مرقس بطرس وكيل عام المطرانية والأب / دانيال لطفي رعاة الكاتدرائية بأسيوط إحتفالاً مهيباً شارك فيه أبناء الرعايا المختلفة بأسيوط بمشاركة جناب سفير ألبانيا بمصر والسيدة حرمه تعبيراً عن فرحتهم بمواطنتهم القديسة المعاصرة الأم تريزا .
ومازالت خدماتها ومحبتها تنبض بجميع أديرة الرهبنة التي أسستها وذلك من خلال أخواتها في الرهبنة اللآتي لا يدخرن جهداً لخدمة الأطفال والفقراء وكبار السن والمرضى بجميع أنحاء العالم , وأيضاً بالدير الخاص بهن بشارع السادات بأسيوط الذي نفخر بأن لدينا خدمة بهذا النكران الكامل للذات والمحبة الفائقة التي علمها لنا يسوع المسيح .
وفي خضم فرحتنا بإنضمام قديسة معاصرة لمصاف القديسين نسأل الرب أن يمنح كنيسته المزيد من القديسين والشفعاء لخير كنيسته وأن يحفظ الله الوطن من كل شر ويمنح السلام لشعبه .
إعداد : مهندس / أيمن رمسيس إسحق