سيدى و ابى نيافة الانبا باخوميوس قلوبنا معك، منذ ان اعلن خبر تعرضك للوعكة الصحية المفجئة و نحن صرخنا دون ان نشعر “يارب استر!” فلا نقدر ان نعبر عن محبتنا و اعتزازنا بشخص نيافتكم، ليس لانك فقط مطران أكبر ايبارشية بالكنيسة، او رمزا و عمودا بكنيستنا القبطية، او حتى بطريرك للكنيسة بلا رقم، بل انت حقا “بابا”، صوتك عندما نسمعه نشعر بالطمئنينة، ادارتك للامور و حكمتك تعطينا سلام و امان، كتباتك تبحرنا فى تعاليم الخلاص، روحانياتك تجعلنا حقا نلتقى بالرب، “بابا” لان بحضنك نشعر ان لنا ملجأ و حصن امان فى كل وقت بالاخص فى الضيقات.. بالصوم و الصلاة علمتنا ان نسلك و مع بداية رحلة علاجكم بلندن اتحدنا جميعا مع ابناء ايبارشية البحيرة الذين قرروا ان نرفع الصلوات و الاصوام ثلاث ايام، و نشكر الهنا الصالح اننا نسمع اخبر عن تحسن حالتكم الصحية بمتابعتنا مع الدكتور منير عزمي عضو مجلس الادارة المنتدب بمستشفى السلام بالمهندسين و المرافق لنيافتكم .. يا سيدنا “مستنينك”.. كلنا نثق ان رب القوات لا يتركك فنيافتك من قدت الكنيسة المحبة للمسيح و كانت اياما صعبة فمن منا ينسى الظروف و الاجواء المضطربة و التحول السياسي الجذرى.. بلاد بلا رئيس و لا احد يعرف هوية الرئيس القادم.. و البرلمان ذو أغلبية اسلامية اخوانية و سلفية.. و مصر ايضا بلا دستور و دستورها فى ذمة الاغلبية الاسلامية.. و حتى جاء رئيس من التيار الاسلامى.. و عندما بدت بارقة أمل فى دستور يرضى كل المصريين عاد و تعثر وسط افكار متشددة ترفض الدولة المدنية و تسعى الى دولة دينية تحكمها الشريعة الاسلامية.. و الفتنة الطائفية لا تهدأ و لا تستكين و تطل برأسها من وراء الابواب المغلقة فى كل نجع و قرية و مدينة، فالعنف الاسلامى هدد الاقباط فى دهشهور، رفح، مطروح، شبرا الخيمة، و تتكالب عليهم المحن و الخطوب بالتتنفير و الترهيب و دعاوى التهجير.. كل هذا و انت يا سيدى واقفا بحكمتك بعصا الراعية لكل ابناء الكنيسة ترعاهم و تخدمهم و تعزيهم، و على الجانب الاخر تقابل نيافتكم الجدل حول انتخابات البابا وعلت الاصوات المعارضة للائحة و كشفت الطعون فى المرشحين عن انقسامات داخل الكنيسة و وسط كل هذه الاجواء المضطربة عبرت يا ابى العظيم بالكنيسة الى بر الامان.. الرحلة الى بر الامان اعرف تماما انها لم تكن سهلة فالعواصف المتلاطمة كانت تحيط بالربان، و لكنه باقتدار اجتاز كل هذه الانواء و الصعاب و ابحر بسفينة الكنيسة فى عرض بحر الوطن بسلام، و وصل بركابها الاقباط الى ميناء الطمأنينة و السكينة.. فيا ابانا كل اولادك “مستنينك”.