منذ حوالي نصف قرن وتحديدا في أوائل السبعينيات ركز خبراء التربية والتعليم علي الاستعانة بتوصيات د.محمد عبدالقادر حاتم رئيس المجالس القومية المتخصصة في ذلك الوقت لإعداد مصانع الأبطال وأجيال قادرة علي المنافسة المحلية والعالمية في جميع المجالات الرياضية والعلمية والفنية والعسكرية و…. و….
أنشئت في ذلك الوقت المدارس الرياضية والجوية والعسكرية والفنية ومراكز الموهوبين وفصول المتفوقين في جميع مدارس الجمهورية, رغم أنه كان هناك اهتمام بالغ بكافة الأنشطة الرياضية والفنية والعسكرية والعلمية في جميع المدارس, كانت هناك فرق القسم المخصوص والكشافة والفرق الرياضية والمسرحية والموسيقية التي حققت بطولات في دوري أبطال المدارس في جميع التخصصات, وكانت التربية العسكرية مادة أساسية في المدارس الثانوية بنين وبنات وكانت تشترك بعروض عسكرية مذهلة مع القوات المسلحة في الأعياد القومية.
نجحت المدارس الاعدادية والثانوية الرياضية والعسكرية والجوية في ضخ الأبطال إلي الميادين المختلفة وحققوا لمصر بطولات محلية وعالمية.. بل أنها نجحت في تفريخ آلاف الأبطال سنويا إلي الكليات العسكرية دون عناء أو فرز شاق.
كان يضاف خمسة في المائة إلي المجموع للمتفوقين رياضيا الحاصلين علي الثانوية العامة تشجيعا علي إحراز البطولات المحلية والعالمية.
مراكز الموهوبين دفعت بآلاف العباقرة إلي كليات الفنون الجميلة والتطبيقية والتربية الفنية والمسرحية والموسيقية.
بعد النجاح المذهل الذي حققته هذه المدارس والمراكز كان طبيعيا أن يتم التوسع فيها وتطويرها وتعزيزها وتدعيمها في أنحاء الجمهورية.. لكن للأسف أهملت وأغلقت معظم هذه المدارس والمراكز, وكأنه يصعب علينا النجاح والازدهار والتألق لنعيش في الخراب والفشل, ثم نترحم علي أيام الزمن الجميل..
من يفسر ذلك؟