فى كل خطاباته وتصريحاته ولقاءاته يؤكد الرئيس على ضرورة توجيه الخطاب الدينى إلى تعاليم الإسلام الصحيحة، التى تؤمن بالإنسان كإنسان، وحقه فى الحياة والحرية، والأمن والأمان، والمواطنة الحقيقية التى تعتمد على مقولة حكيمة هى:
الدين لله والوطن للجميع ..
لكن يبدو أن السيد الرئيس يغرد خارج السرب
ففى…
ففى نفس الوقت الذى يشعرالأقباط بالسعادة والفرح لأن الله من على مصر، بأبن بار من أبنائها وبطل الوحدة الوطنية الذى يؤمن بها، ويحولها لأعمال واضحة من خلال زياراته للكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى عيد ميلاد السيد المسيح مرتين متعاقبتين للتهنئة بالعيد، بل ولا يكتفى بتهنئة البابا تواضروس الثانى وحسب، بل يمشى وسط شعب الكنيسة ليهنئه بالعيد ويترك فى نفس كل مواطن قبطى محبة خاصة به، وإيمان قوى بأن هذا الرجل هو منقذ مصر من الدمر والهلاك.. أقول فى نفس الوقت الذى يشعر البطل عبد الفتاح السيسى الأقباط بوطنيتهم تحدث مشاكل غريبة على المجتمع المصرى بل عجيبة أن تحدث بعد الثورة الكبرى 25 يناير 30 يونيو، وهذا جعل الأقباط فعلا حائرون، غاضبون، يتساءلون..
منذ أيام قليلة صدرت حركة ترقبات فى وزارة التربية والتعليم وأسند إلى المواطنة ميرفت سليمان الموظفة بالوزارة منصب مديرة مدرسة بنى مزار الثانوية للبنات، وعندما ذهبت لاستلام عملها الجديد فوجئت بمظاهرات واعتصامات للطالبات اعتراضا منهن على المديرة الجديدة لأنها مسيحية قبطية، وجرت مفاوضات مع الطالبات ووافق المسئولون على طلب الطالبات وتجميد قرار ترقية المديرة القبطية وعودة المدير السابق للمدرسة، وتجرى الأن مفاوضات لإلغاء قرارترقية ميرفت سليمان المديرة المسيحية لأن طالبات المدرسة قررن ذلك، وهددن بالقيام بمظاهرات أخرى إذا لم يتم الإلغاء.
حاول وكيل وزارة التربية هناك انقاذ الموقف وعرض على المديرة القبطية الحائرة أن تعمل مديرة مدرسة بنين، لكن طلبة المدرسة الجديدة قاموا بنفس المظاهرات ضد المديرة القبطية.
هكذا تعامل مدرسة مصرية مسيحية فى مصرأم الدنيا، وكأنها إسرائيلية أو مجرمة بسبب دينها.!
أليس من حق الأقباط أن يحارون ويغضبون ويتساءلون:
أين المحافظ وأين وزير التربية وأين وزير الداخلية ورئيس الوزراء من هذه الفتنة الواضحة والتعصب الأعمى؟ وهل يحكم الطالبات والطلبة المغرر بهم، والذين لعب بعقولهم الارهاب والمتعصبون وزارة التربية، لدرجة التحكم فى الترقيات وتنفيذ خطط جهنمية تفرق بين الشعب الواحد وتنشر الفتنة الطائفية؟!.
وقد حدث نفس الشىء قبل ذلك وقامت مظاهرات كثيرة ضد تعيين محافظ قبطى مسيحى بقنا، وانتصر التخلف والتعصب ولم يتولي القبطى المحافظة!
الأقباط حائرون، غاضبون، يتساءلون أيضا عن التلاميذ الذين حكم عليهم بالسجن لأنهم إتهموا بازدراء الدين الإسلامى وهم: مولر عاطف داود وألبير أشرف وباسم أمجد كما حكمت المحكمة بايداع المتهم الرابع كلينتون مجدى مؤسسة عقابية لصغر سنه، كما أتهم جاد يوسف يونان المدرس المسيحى أيضا، وكلهم فى محافظة المنيا بازدراء الدين الإسلامى، أما القضية فهى أن هؤلاء الصبية الصغار الطلبة تهكموا من خلال مقطع تمثيلى مدته نصف دقيقة على ممارسات تنظيم داعش للصلاة وذبح ضحاياه فى نفس الوقت.. السؤال الذى يفرض نفسه علينا جميعا هو:
أليس داعش تنظيما ارهابيا إجراميا همجيا يذبح البشر، وهو ما يحرمه الدين الإسلامى الحنيف، وهو ما اعترض عليه فضيلة شيخ الأزهر الشريف؟
ألم يقم البطل عبد الفتاح السيسى بضرب هذا الداعش فى عقر دارهم بعد أن قاموا بعملياتهم الارهابية وذبح أربعين عاملا مصريا فى ليبيا، تأديبا لهم والأخذ بثأر الشباب المصرى الشهداء والأطهار؟
ألسنا جميعا ضد ارهاب هذه الجماعة التى لا تعرف الإسلام الحقيقي الذى يحرم القتل ويدعو للسلام؟
الأقباط حائرون غاضبون يتساءون:
لماذا نترك كل من هب ودب لمهاجمة المسيحية نهارا جهارا، وبخاصة السلفيون الذين يعلنون بوضوح كراهيتهم للمسيحية والأقباط، وهذا حديث لأحدهم على النت بالصوت والصورة:
( إن المسيحيين فى مصر أقلية مجرمة كافرة معتدية ظالمة تتعدى على حق الأغلبية، وإنهم إذا بقوا على كفرهم فمصيرهم نار جهنم.. ليس هناك ما يلزم المسلمين بمودة المسيحيين، ومن يودهم من أهل النفاق والذندقة )!.
وهل تخضع هذه الكلمات التى تعبر عن حقد دفين، وجهل مدقع بالإسلام والقرآن الكريم لحرية الفكر أم الدعوة للفتنة الطائفية وتأليب المجتمع على بعضه؟ وهل لا تخضع هذه الكلمات النارية لازدراء الدين المسيحى أم أن قانون إزدراء الأديان يطبق من أجل الإسلام وحسب؟!.
إننا نتساءل ما هو مستقبل أبنائنا وأحفادنا مع هذا الشر والوقيعة والفتنة التى تغذى يوميا من بعض الدراويش المرضي بالتعصب والشخصيات غير السوية؟
أين دور الدولة والإعلام وشيخ الأزهر والمفتى والتربية والتعليم ورجال الفكر وحكماء البلد؟
أليس من حق الأقباط أن يحارون ويغضبون ويتساءلون:
كيف يحدث كل هذا ويحكم مصر حاكم مستنير محب عاشق لبلده وشعبه، يعمل ليل نهار من أجلها هو الزعيم المحبوب عبد الفتاح السيسى؟!