الدكتور وسيم رشدى السيسى هوأحد عشاق تاريخ مصر القديم، ومن هنا يبحث دائما فى حضارتنا المصرية الرائعة، التى مازالت تبهر كل شعوب العالم،ولماذا لا يحدث هذا وتاريخ مصر القديم هو العلم الوحيد بين دول العالم أجمع ويسمونه Egyptology إيجبتولوجى، أى علم المصريات، وقد تخصص فى دراسته علماء من كل دول العالم.
يغوص الدكتور وسيم فى حضارتنا القديمة ليخرج لنا جواهرها وحقائقها التى للأسف، لا يعرفها البعض.
وقد قدم لنا ثلاثة كتب فى هذا المجال : الأول :
مصر التى لا تعرفونها؟.. الثانى : مصر علمت العالم..
الكتاب الثالث، والذى نستعرضه معا هو كتاب :
هذه هى مصر.. يتحدث الكتاب عن الحضارة المصرية القديمة، الممتدة إلى وقتنا الحاضر، ويقول للجميع :
هذه هى مصر التى عرفت الدين وأمنت بالإله الواحد منذ فجر التاريخ، وهى التى كان يصلى أبناؤها قائلين :
( أيها الواحد الأحد، الذى يطوى الأبد، يا موجد نفسك بنفسك، يا مرشد الملايين إلى السبل، يا من يجعل الجنين يكبر فى بطن أمه، لم ألحق ضررا بإنسان، ولم أتسبب فى شقاء حيوان، ولم أعذب نباتا بأن نسيت أن أسقيه ماء، بل كنت عينا للأعمى، ويدا للمشلول، ورجلا للكسيح، وابا لليتيم، إن قلبى نقى، ويدى طاهرتان ) كانت هذه أخلاق المصريين القدماء التى أنبتت عليها حضارتهم العريقة، فالحضارة هى سلوك سوى وأخلاق متقدمة، ومن هنا يقول العالم الأمريكى : هنرى بريستيد H.PREASTED فى كتابه : فجر الضمير :
( لقد كان يوما أسود على احترامى الموروث للتوراه القائلة بنزول الوحى..عندما اكتشفت وأنا مستشرق مبتدىء أن المصريين كان لهم مقياس خلقى أسمي بكثير من الوصايا العشر، وأن هذا المقياس ظهر قبل أن تكتب الوصايا بألف سنة.. ).
ويقول المفكر : والاس بادج :
( نحن فى حاجة إلى قرون قادمة حتى نصل إلى هذا المستوى الرفيع من الحضارة.. ).
يقول الدكتور وسيم السيسى فى كتابه : هذه هى مصر :
لم أجد بلدا تعرض للظلم و الافتراء مثل بلدى مصر، قالوا إنها حضارة قامت على السخرة بما فيها من عنف وظلم، ولو بحثوا فى معنى كلمة حضارة لعرفوا أن Civilization أى حضارة، جاءت من كلمة Civility وهذه الكلمة معناها : الأدب ورقة التعامل مع الإنسان الأخر، فكيف تقوم رقة وأدب على سخرة وقلة أدب؟! يستطرد المؤلف :
يقول أعداء حضارتنا، وبخاصة الجهلة منهم :
إن أجدادنا كانوا عباد أوثان، والحقيقة أنهم عبدوا الإله الواحد الأحد، وعرفوا الصوم والصلاة والحج والحساب والكعبة والموت والوضوء، بل إن هذه الكلمات هى نفسها كلمات مصرية قديمة، فكلمة صوم من المصرية صاو أى امتنع، أما حرف الميم فمعناه من أو عن، فتكون صاوم أو صوم معناها امتنع عن طعام أو شراب.
كان الدين فى مصر القديمة عقيدة خماسية، وكلمة دين كلمة مصرية من كلمة ( دى ) أى خمسة، والنون شعيرة دينية، وكانت هذه العقيدة الخماسية عندهم وهى :
أولا.. التوحيد . ثانيا.. الصلاة.. ثالثا.. الصوم.. رابعا.. الزكاة.. خامسا.. الحج. ومنذ عصر الملك مينا كان شعار الدولة النجمة الخماسية والشعائر الدينية عند أجدادنا المصريين.
مصر دائما مظلومة.. ما من شىء جميل إلا ويؤخذ منها وينسب إلى غيرها، وما من شىء سىء إلا وينسب إليها وهى منه براء.. عرفنا مرض البلهارسيا منذ ألاف السنين وسميناه ( عاع )، وعرفنا الدودة المسببة له وسميناها هردت.. وعرفنا الدواء الذى يعالج به وهو الانتيمون الذى يستخرج من شجرة التين، وبعد ذلك كله ينسب اكتشاف هذا المرض إلى نيودور بلهارس ويسمى بلهارسيا!
أتى اليونانى فيثاغورث إلى مصر من اليونان، وعاش فيها 22 سنة، تعلم خلالها قوانين المثلث الذهبى، ثم بعد ذلك تنسب نظريته إليه بدلا من أساتذته فى مصر!!
يحدث هذا فى نفس الوقت الذى تنسب فيه عملية همجية وهى ختان الإناث إلينا ويقولون، طهارة فرعونية.
وهذا خطأ، لأن أبو التاريخ هيرودوت حضر إلى مصر وزارها وكتب عنها كتابا، ذكر فيه ختان الذكور ولم يذكر شيئا عن ختان الإناث.. وكتب عالم المصريات : إليوت سميث :
إن طهارة البنات لم تكن معروفة في مصر.
قد يعتقد البعض إن طهارة الإناث مسألة دينية .. وهى في الواقع مسألة جغرافية، فنجد أن بلدا مثل أثيوبيا 100% مسيحيات وأيضا 100% منهن مختنات!! بينما نجد أن بلدا أخر مثل السعودية 100% مسلمات وأيضا 100% غير مختنات!!.
جدير بالذكر ان إسم هذه العملية الوحية، وهى ختان البنات هو تشويه أعضاء الأنثى التناسلية.
ويقرر الدكتور وسيم السيسى فى الكتاب أن :
مصر الفرعونية بريئة من هذه العادة الهمجية..
كما يقارن بين أخلاق اليهود الذين يدعون أنهم شعب الله المختار وأخلاق المصريين القدماء فيقول :
قارن بين ما يقوله الحكيم ( بتاح حتب ) :
إذا كنت رجلا حكيما، يجب أن تبنى أسرة، أحب زوجتك، وإملأ قلبها فرحا ومعدتها بأحسن الأنواع الطعام، وانعش نفسها بحديثك العذب، أنها تستحق ان تكون محبوبة، غط جسدها بأرقى انواع الثياب، واهدها أطيب أنواع العطور، حينئذ ستعيش معها سعيدا إلى الأبد..
قارن هذه الكلمات التى تقطر حبا واحتراما للمرأة من المصرى
وبينما يقول اليهود:
اللهم أحمدك أن خلقتنى إنسانا ولم تخلقنى حيوانا، يهوديا ولست أمميا، رجلا ولست إمراة، أى انهم يضعون المرأة والحيوان فى مرتبة واحدة، بل هم يعتبرون الام نجسة 40 يوما إذا أنجبت ذكرا، ونجسة 80 يوما إذا أنجبت أنثى! أى عار يلحق بالأنثى منذ اليوم الأول لولادتها؟!.
يؤكد الدكتور وسيم السيسى أننا شعب الله المختار حقا، وإلا لما أرسل لنا الأنبياء والحكماء مثل إدريس والخضر، ولقمان وخيتى وحابى وبتاح حتب.
ويستطرد : لابد للناس أن يعرفوا تاريخ بلدهم مصر، متى يعرفوا لماذا كانت أول حضارة، وصاحبة أعظم إنجازات عرفها التاريخ.. فناخذ منها لحاضرنا ومستقبلنا..
تقدمت مصر فى عهد الفراعنة لأنها وضعت المرأة فى أعلى عليين.. وكان ينص فى عقد الزواج :
إذا هجرتك كزوج سأرد لك مهرك ونصف ما جمعناه سويا فى حياتنا الزوجية..
اهتمت مصر الفرعونية بالتعليم.. وقالت :
العلم هو غاية الإيمان بالإله، والجهل هو غاية الكفر به، وصادرت أملاك كل أسرة لا تمحوا أميتها فى بحر ثلاث سنوات من صدور القانون.
يقول عالم النفس اليهودى : سيجموند فرويد فى كتابه ك
التوحيد : عقدة اليهود الأزلية هى الحضارة المصرية..
ومن هنا نهب اليهود ذهبنا وفضتنا، كما نهبوا تاريخنا، وشوهوا ملوكنا وحضارتنا، وهى أغلى من الذهب والفضة.
الموسوعة اليهودية تعلن صراحة أن موسى لم يكتب التوراه لأنها كتبت بعد وفاته بحوالى 600 سنة!.
كما أن اليهود المتخصصين فى التوراه أمثال :
سبينورا، بوتوفيلس، أ.هـ . سيلفر، أجمعوا على أن هذه التوراه لم يكتبها موسى.!يناقش الكتاب موضوع الهوية والمواطنة، الهوية أو المواطنة ليست باللغة أو الدين أو اللون، المواطنة الحقيقية بالأرض. الذين يولودون فى إنجلترا هم إنجليز..
الذين يولودون فى أمريكا هم أمريكان، على الرغم من أديانهم ولغاتهم ولونهم المختلف، الذين يولودون فى ألمانيا هم ألمان، وعلى ذلك فالذين يولودون فى مصر، هم مصريون أولا وقبل كل شىء، وهم يتحدثون العربية.
إندونيسيا بها 200 مليون مسلم ولم يقولوا نحن عرب!
الصين بها 200 مليون مسلم ولم بيقولوا نحن عرب،ٍ إيران دولة إسلامية، ولم يقولوا نحن عرب.!
وإذا كنا نعتز بأننا مصريين الهوية فإن ذلك لا ينفى أن مصر هى القاطرة التى تشد أزر العرب جميعا، فإذا قويت مصر، قوى العرب، فحبك لبيتك وأهلك لا يعنى كراهية جارك واحترامه.
ونحن مصريون مازلنا نتحدث العربية بكلمات مصرية قديمة فرعونية، وقد قام أحمد كمال باشا، أول مدير مصرى للمتحف المصرى، بجمع حوالى 13 ألف كلمة مصرية دخلت اللغة العربية ومازلنا نستخدمها، وحتى كلمة سلام هى كلمة فرعونية أصلها شلام أخذها اليهود وقالوا ك شالوم خليكم، أى السلام عليكم، ثم أخذها السيد المسيح وقال سلام لكم، وأخيرا أخذها العرب واستبدلوا تحيتهم المعروفة بـ
حياك الله إلى السلام عليكم.
يتساءل الدكتور وسيم السيسى فى نهاية كتابه :
هذه هى مصر..
كيف تتقدم الأمة؟ ويجيب على لسان المفكر الإنجليزى :
فرانسيس بيكون : تقدم أى أمة يعتمد على :
أولا : أن يكون لها تاريخ .
ثانيا : أن تكون لديها ثورة صناعية .
ثالثا : فصل المؤسسات الدينية عن السياسة .