مصر أم الدنيا، ومصدر الحضارة، وفجر الضمير منذ الزمن القديم، ومهما تعرضت للمشاكل والمصاعب، بل والكوارث والمصائب، فانها سرعان ما نقوم وتنفض عن نفسها غبار تلك المشاكل وتشرق بشمسها الدافئة على العالم، وتمديد المساعدة والعون والسلام لكل إنسان فى كل مكان وزمان.
خلال السنوات القليلة الماضية تعرضت مصر لمشاكل كثيرة، ولكى أكون صادقاً، تعرضت لكارثة وعمة ما بعدها عمة، وقف العالم المتمدين- للأسف- وشجع مجموعة من الارهابيين المجرمين الجهلة، الذين لا دين لهم ولا أخلاق، شجعهم بالمال والسلاح والأمل، لكى يهاجموا مصر ويحطموها ويقضون على حضارتها الضاربة فى القدم، وحاولوا وأجرموا وقتلوا ودمروا، لكن مصر لم تمت، قد تنام أو تغفو لكنها لاتموت.
واستيقظت مصر على ملايين الشعب الثائر فى 30 يونيو2013 تستنكر الضعف وترفض الموت وتطالب بالديمقراطية وإعادة مصر الى مكانها اللائق حضاريا وسياسيا، الى طبيعتها القوية والعالمية التى تعودت عليها، والى ريادتها للعالم العربى، وعلى الرغم من الصعاب ومن عدم الوفاء الذى يصل الى درجة الخيانة، فان مصر لايمكن أن تتنازل عن مبادئها ورسالتها الانسانية.
وقفت مصر بجانب القضية الفلسطينية منذ بدايتها، ورفضت وعد بلفور أساسى المأساة، ودخلت فى حروب كثيرة من أجل حقوق الفلسطينيين، وقد مت ألوف الشهداء من خيرة شبابها، لمتها فوجئت بجزاء سنمار وببعض المهوسين من الفلسطينيين ينقضوا عليها يدمروها ويقضون عليها دون رحمة أو شفقة، دون إحترام لتاريخ القضية الفلسطينية أمام العالم على الأقل.
وقامت الحرب بين غزة واسرائيل، وكالعادة دكت اسرائيل غزة دكا، لأنها كيان استعمارى لا إنسانى، لا يحترم الانسان، ولا المواثيق الدولية للحرب، كان الموقف المصرى الصلب بجانب أشقائنا فى غزة، مهما حدث منهم- واستقبلت مصر الجرحى لعلاجهم مستشفياتها والغريب أن يرفض الجانب الفلسطينى فمثلا فى حماس علاج جرحاهم فى مصر، ويطلبون علاجهم فى قطر وتركيا، انهم يكرهون مصر التى وقفت بجانبهم طوال التاريخ، لا لشئ إلا لأن مصر أسقطت النظام الاخوانى الذى يريد أن يقضى عليها ويحولها الى دويلة صغيرة تابعة وهى أم الدنيا! والأعجب من ذلك أن ترفض حماس المبادرة المصرية، وهى المبادرة الوحيدة لوقف الحرب وانقاذ ما يمكن انقاذه من قتل الشعب الفلسطينى وتدمير البنية الأساسية فيه، انها حرب تقضى على البشر والحجر ومن هنا كانت المبادرة المصرية، ووافقت أمريكا على المبادرة وكذلك فرنسا، وبعض الدول الأخرى، لكن منظمة حماس رفضتها!!.
ولما طالت أيام الحرب وتحولت دماء الفلسطينيين الى بحيرات، وأصبحت البيوت كلها مدمرة، وطالب العالم كله بالاستفادة من المبادرة المصرية لوقف القتال والدماء والدمار، أضطرت حماس الى قبولها خجلا من أجل ماء وجهها أمام العالم.
ووصل وفد الفصائل الفلسطينية الى القاهرة للتشاور والبحث.. هكذا مصر هى مصر لو طال الزمن.