وزارة الزراعة المصرية هى وزارة الوزارات ربما هى ليست فى الوزارات الاولى بالاهتمام وربما ننساها ولكنها مصر العميقة الكبيرة الممتدة هى مصر لم تفلح بعد كل خطط التطوير ان تتحول الى دولة صناعية حتى الان ولذلك مصر لازالت فى التحليل الاخير دولة زراعية ، مصر الكبيرة الاخرى التى لا ترد الا نادراً فى عناوين الاخبار فى الاقاليم الممتدة هى مصر الزراعية ، مصر الفلاحين ، لازلنا نعيش على الدلتا والشريط الزراعى الطويل الممتد من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ، صحيح تغيرت الخريطة هنا او هناك ولكن لازال ذلك يتم على الهامش وليس فى المتن وربما لازال اعظم احلامنا ان تتطور وتتحدث مصر الزراعية من داخلها وتهزم خمولها وقلة حيلتها وتغول العشوائيات على قلب الدلتا القديمة التى كدنا أن نحولها تماماً تحت ضغط الانفجار السكانى الرهيب الى أعظم منطقة عشوائيات فى العالم لذلك لا حل صغير ولا بسيط ولا مؤقت لبلادنا المصرية العريقة لا حل الان الا الحلول الكبرى ، لذلك كان البدء فى مشروع تنمية محور قناة السويس بأنفاقه وبدء خطة استراتيجية لتعمير القطاع الاوسط من سيناء وتنميته وجذب النمو السكانى قليلاً من الدلتا الى سيناء خاصرة مصر الرخوة عملاً من الاعمال الاستراتيجية الكبرى المفروض فى سلسلة من الحلول الكبيرة للازمة المستعصية فى مصر ، أزمة التنمية المستحيلة على الدلتا والشريط الضيق للنيل وربما نحتاج حلولاً جذرية، مثل مشروع وادى النطرون سواء بدفع ماء البحر نحو هذا المنخفض الكبير او حتى ماء مصب النيل الذى لانستفيد به فعلياً ، ليس فقط على سبيل تنمية الصحراء الغربية وهذا الجانب الخطير منه الذى بدأت تأتينا منه المتاعب فى الحدود مع ليبيا ولكن لجذب الكتلة السكانية الكبرى التى قتلت الدلتا الى الصحراء الغربية واقامة حواضر كبرى هناك سيعد ذلك انقاذاً استراتيجياً جذرياً لمستقبل مصر والمصريين ، نحتاج الان الى الحلول الكبرى لم يعد ينفعنا المسكنات والمهدئات لابد أن ننفذ افكاراً عظيمة للانقاذ والحقيقة أن الرئيس السيسى يبدو فى هذه اللحظة من التاريخ المصرى رجلاً استثنائيا بكل معنى الكلمة ، قاد اخطر مرحلة تحول من حكم الاسلام السياسى المرعب الى أعادة التأسيس للدولة الوطنية من جديد تحت ضغوط هائلة داخلية وخارجية وهى كما يبدو لى فرصتنا الوحيده للنجاه من واقع التحولات المهلكة فى منطقة الشرق الاوسط ربما لايعجبنى تفاصيل سياسية لحكمة هنا او هناك ولكن اذا نظرنا الى المتن والسياق سنجده على الجادة ويسير فى الطريق الصحيح بوصلة الدولة الوطنية المصرية حيث تبدو التفاصيل هنا او هناك اقل اهمية بالنظر الى خطورة ووعورة ما يقابله الرجل وادارته داخلياً واقليمياً ودولياً ، كانت مصر مرشحة للدخول فى منطقة الكوارث والان نحن نتخطى تلك المنطقه بنجاح لدينا اخطاء حتى ربما بعضها جسيم لكن المسار صحيح وبوسعنا تجاوز كل الاخطاء فى وقت لاحق ، ربما يحق لنا ان نقول للرئيس الاستثنائى ولله الحمد ذو الطبيعه البراجماتية لاتتوقف كثيراً عند الضجيج الذى يثيره المثقفون وصناع الازمات هذا معطل ولاوقت لدينا اكثر من هذا للتعطيل مصر تحتاج الى رؤية كبرى وعمل كبير هذا العمل وحده بإمكانه ان يقدم النموذج للشعب ويقود باقى قاطرة الاهداف الوطنية وربما هذا يدركه الشعب المصرى بحدسه التاريخى القوى فلم يتوقف عن دعمك رغم الازمات ووعورة وخطورة المسار لكن الشعب يدرك انه لابديل عن الطريق والمسار الذى تخوضه لا بديل .