– لماذا تعامل الإخوان مع الدول الاستعمارية ؟
– ولماذا لم ينخدع الملك فاروق بنفاقهم ؟
أعتقد أنّ كشف حقيقة الجماعات الإسلامية الإرهابية (أمثال داعش) لابد أنّ يبدأ بالجذر الذى خرجوا منه ، أى تنظيم الإخوان المسلمين وتعليمات (مرشدهم) حسن البناالذى قال فى المؤتمر الخامس لأتباعه أواخر عام1938((إنّ الإخوان المسلمين سيعملون لاستخلاص الحكم من أيدى كل حكومة لا تــُـنفذ أوامر الله)) وقال إنّ ((الإسلا
ففى رسالة حسن البنا المعنونة (دعوتنا) قال إنّ حال المجتمع والفكر (فى عصره) مصاب ((بالفوضى والإلحاد الذى يهدم عقائدها ، ويـُـحطم المُـثل العليا لنشر الإباحية والتحلل ، وذلك بتقليد الغرب وبالقوانين الوضعية التى لا تزجر مُـجرمًـا ولا تــُـؤدب معتديــًـا ولا ترد ظالمًـا ، ولا تــُـغنى عن القوانين السماوية)) ثم أضاف ((لسنا واقفين عند هذا الحد..بل سنلاحقها فى أرضها وسنغزو عقر دارها حتى يهتف العالم باسم النبى صلى الله عليه وسلم))
وإذا كان الإخوان المسلمون (فى الألفية الثالثة) يتــّـبعون أساليب المراوغة ومهادنة الحكام ، والسعى لطلب المعونات المالية من الدول الاستعمارية ، فقد ورثوها عن البنا الذىطلب المعونات المالية من أمريكا وفرنسا وغيرهما مقابل التحالف معها. وسعى لتبرئة أحد الإخوان لأنه زوج أخته ، من تهم أخلاقية أثبتتها وأكــّـدتها لجان تحقيق شكــّـلها لهذا الغرض ، فنتج عن التحقيق استقالة وكيل الجماعة وآخرين. وعندما هاجم صالح عشماوى (أحد قادة الجماعة ورئيس تحرير صحيفتها) الدستور، فأنذرته الحكومة إنْ هو لم يتراجع عن هجومه فسوف تــُـقـدّمه للمحاكة ، رفض التراجع ، فنصحه حسن البنا قائلا ((اكتب يا صالح مايـُـطلب منك)) بل إنّ البنا نفسه (بعد حل الجماعة) كتب يـُـدين رجاله وهم رهن القيد ووصفهم بأنهم ((ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين)) على أمل (لامبدئى) أنْ يـُـنقذ البعض من بقايا جماعته فى محنة سنة1948. كما أنه قـَـبـِـل تبرع شركة قناة السويس (الاستعمارية) بمبلغ خمسمائة جنيه بحجة بناء مسجد بالاسماعيلية ((وللمساهمة فى بناء مقر للجماعة)) وفى افتتاح مسجد الاسماعيلية هاجم التعليم الحديث لأنه يـُـسمّـم عقول التلاميذ ((بالأفكار الخبيثة الأفرنجية وحشتْ أدمغتهم بالإلحاد والإباحية))
والتاريخ المكتوب والموثــّـق للإخوان المسلمين يؤكد على أنهم تعاونوا مع أجهزة القمع البوليسية فى حكومة الدكتاتور إسماعيل صدقى سنة1946بهدف إفشال إضراب عمال شبرا الخيمة. وبتاريخ19/4/47نشرتْ
وكتب حسن البنا فى العريضة التى تقـدّم بها للملك فؤاد ((نصير الإسلام والمسلمينمليك مصر المُـفدى. جعلكم الله حماة دينه. إنّ مصر زعيمة الشرق ورعية الملك المسلم العادل لا تقبل يومًـا مباءة تبشير أو موطن تكفير. وتستمد ذلك من غيرة مليكها)) وبعد فؤاد جاء فاروق ، فقال البنا لأتباعه ((إنّ لنا فى جلالة الملك المسلم أيده الله أملا مُحققــًـا)) وبعد اغتيال حسن البنا، تـمّ العثور فى سجل تشريفات قصر عابدين يوم14نوفمبر51) أسماء عديدة من قادة الإخوان ، أتوا إلى أبواب القصر للإعراب عن ولائهم للملك ، من بينهم : المرشد الجديد حسن الهضيبى ، عبد الرحمن البنا وصهره عبد الحكيم عابدين(سكرتير عام الجماعة) ، صالح عشماوى ، عبد القادر عودة ومحمد الغزالى وآخرين . وفى واقعة ذات دلالة حاول يوسف رشاد إقناع الملك فاروق بإخلاص البنا للقصر، فضحك الملك وقال له ((لقد خدعك حسن البنا))
وكما أنّ الملك لم ينخدع ، كذلك فإنّ شعبنا فى تلك الفترة لم ينخدع ، وكان للمثقفين دورفى ذلك ، فبعد أنْ فجر الإخوان عربة يد محملة بالمتفجرات فى حارة اليهود بالقاهرةوتفجير محل شيكوريل.. إلخ فإنّ الصحف المصرية قاومتْ هذا السلوك العدوانى بالمقالات الحادة ضد الإخوان ، وكذلك بالفن ، لدرجة نشر (كاريكاتير) ظهر فيه حسن البنا يلعب بالسكاكين والمسدسات . وفى كاريكاتير آخر مجموعة من القنابل اليدوية وخلفها صورة لحسن البنا. والتعليق لشخصية (المصرى أفندى) الذى أعرب عن دهشته لأنّ ((تلك القنابل لها ذقون)) (صحيفة النداء الوفدية4/12/48)