ظاهرة صحية اجتماعية وطنية ان يهب المجتمع ويثور لهذه الفتنة الطائفية التى شهدتها محافظة المنيا وبعض محافظات الصعيد، فالهدف من إشعال هذه الفتنة هو تدمير المجتمع المصرى والقضاء عليه، وهو نفس الهدف الذى فشل فى تحقيقه اخوان الشر عندما حكموا مصر فى غفلة من الزمان، تحاول بقايا الاخوان ان تحقق هذا الهدف من جديد ويساعدها فى ذلك اعضاء حزب النور الذين يعلنوها واضحة مدوية انهم ضد أقباط مصر وينشرون افكارهم الهدامة مثل عدم تحية الاقباط او الحديث اليهم او تهنئتهم فى اعيادهم وهكذا وهم يعلنون ذلك من فوق منابرهم وفى احاديثهم ومن خلال وسائل الاعلام، ولا احد يحاسبهم او يوقفهم عند حدهم، او يحولهم للقضاء بتهمة اذدراء الاديان، ويبدو ان هذه التهمة تطبق فقط على من ينتهك الدين الاسلامى وعلى الاقباط بخاصة.
المهم ان الحوادث كثيرة وضحايا الاقباط عديدة، منهم من يقتل او يصاب او يدمر بيته وتحرق ممتلكاته وتؤمر عائلته بمغادرة بيتها الى الضياع والمجهول!
هذه الحوادث اسبابها واحدة ومعظمها واهية وهى مجرد اختلاق اسباب لايذاء الاقباط وضربهم وخراب بيوتهم نتيجة مرض لعين اسمه التعصب، هؤلاء المجرمون الذين يرتكبون جرائمهم لا يعرفون الاسلام حقا، وهم خارجون عن الاسلام وعن اى دين، هم جماعة من المجرمين ينفذون تعليمات واجندات مجرمون اخرون هم اسيادهم، وهم للاسف لا يعرفون ماذا يفعلون؟
ولان العملية اصبحت ظاهرة لدرجة حدوث اربع عمليات قتل وتخريب فى اسبوع واحد فى المنيا، ثم عملية بعدها فى بنى سويف، هنا افاق المجتمع على هذه العمليات التى يمكن ان تؤدى الى نتائج وخيمة لا يعرفها الا الله، ان الاقباط يتحملون ويصبرون لكن كل شئ له اخر، وللصبر حدود ولا اعرف ماذا يمكن للاقباط المغبونين ان يفعلوا بعد ذلك؟
الحل ليس صعبا فالقيادات السياسية فى كل محافظة من اول المحافظ وحتى رؤساء المدن والعمد يمكن لهم ان يقضوا على هذه الفتن فى بداياتها لكن من هؤلاء- وهم قلة- من يريد ان يشعلها حتى يجد له عملا يقوم به، او لانه هو الاخرمريض بالتعصب، هنا ياتى دور الدولة والقيادة فى معرفة القيادات السياسية فى المحافظات وفكرها وانتمائها ثم دورها فى هذا المجال.
ماذا لو تحولت اى حادثة من حوادث الفتنة الطائفية الى القضاء ليأخذ المجرم جزاءه القانونى ويعاقب؟
لماذا نصر على تحويل القضية الى مجالس الصلح العرفية المتخلفة والتى تحول الجانى الى مجنى عليه والعكس، والتى هى فرصة ليفلت المجرم من العقاب؟
السنا فى دولة القانون ولسنا فى قبيلة او عزبة؟
ونتحدث كثيرا عن تصويب الخطاب الدينى وهو مجرد كلام فى كلام يا عبد السلام ومشى حالك!
هل انتم جادون فى القضاء على الفتنة الطائفية وتريدون مجتمعا سالما آمنا؟
اذا كنتم جادون فعلا حولوا اى قضية للفتنة الطائفية الى النيابة والقانون، وابتعدوا عن مهزلة مجالس الصلح العرفية، واذا كان السيد الرئيس قد طالب وامر بذلك، بان تتحول هذه القضايا الى النيابة والقانون فلماذا تراوغون وتهربون من ذلك وتتمسكون بالمجالس المشبوهة.
العملية خطيرة وحساسة ونحن مازلنا نبنى مجتمعنا الجديد على الحرية والديمقراطية والعلمانية واحترام كل الاديان، والايمان بان مصر لكل المصريين..
وهل يعجبكم الاساءة لمصر فى الخارج والمظاهرات التى تجوب اوروبا وامريكا تندد بهذه الاحداث الاجرامية والتعصب الاعمى الواضح الذى للاسف يسئ للدولة ورئيسها المحبوب البطل عبد الفتاح السيسى الذى هو اول من يندد ويستنكر هذه الاحداث، والمؤمن ايمانا كاملا بالمواطنة.
فوقوا ايها المتعصبون قبل ان تجدو انفسكم جميعا فى السجون وراء الشمس..