أول مرة ( أخاف ) أن أكتب ف موضوع ما !!! ولأنى خفت …قررت أكتب سريعا ما بداخلى قبل أن يتغلب خوفى على إحساسى الرهيب بالخطر !!!
شاهدت فيديو لأحد الآباء وهو غاضب ويصرخ طاردا من يسميهم المرنمين ( البروتستانت ) !! من على منبر كنيسة هى الأروع فى مصر …كنيسة بنيت بعرق وتعب وسهر أب جليل تولى خدمة المنطقة منذ أن كانت لا يذكرها أحد …أرض معجزية و شعب تبدلت حالته الروحية والأجتماعية عبر سنوات العرق والسهر والجهد …ارجوكم اقرأوا مالن يسع هذا المقال لكتابته ..اتوسل اليكم ان تعرفوا تاريخ هذا المنبر الذى يقف عليه الأب الأسقف ويطرد خدامه موجها نفس الرسالة لمن بنوه بعرقهم طوال السنين الماضية …هذا الرابط ستقرأ فيه لدقائق تاريخ هذا المكان http://www.samaanchurch.com/church_history.php
سيناريو الطرد الحازم من على المنبر المصحوب بهتاف وتصفيق الجماهير …مخيف …!!!! لكل من يعرف مجرد خلفيات بسيطة …أسردها لك عزيزى القارىء فى سطور قليلة :
١- يعلمنا الكتاب المقدس أن السيد المسيح ” يكرم الذين يكرمونه ” وهذا هو الأساس والأصل فى تبجيل وتوقير رجل الدين ، التوقير الذى يجب أن يمتد لكن من يكرم الله بنية خالصة بغض النظر عن انتماءاته الطائفية أو حتى الدينية !!! فإكرام الله يتسع لأحترام وتقدير كل من يبحث عنه حتى وإن كان من غير دينى !! حتى وإن كان ملحدا مازال فى مرحلة البحث عن الله !!! لكن ماذا تقول وانت فى مجتمع يصنف ويميز ويفتعل البطولة بإزدراء الآخر .
٢- نعرف يقينا أن المزايدة على الأرثوذكسية -أو على أى طائفة أو دين – كانت من سمات أوقات الضعف وانحسار التعليم السليم ..حيث أنه فى أوقات المجد والقيادة بالروح ، يتبنى الناس منهج ” أمحو الذنب بالتعليم ” وهو المنهج الكتابى الأصيل ..الذى حفظ لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية إيمانها على مر العصور ..وحفظ تعليم آبائنا المستنيرون حتى جيلنا هذا …وأعرف ان مهمتنا فى تسليم جيل قادم أرثوذكسية حقيقية مستنيرة حية !!! ليس بالأمر الهين فى ظل هذه الظروف !!!
٣- حين تغيب الحجة ..تعلو الأصوات !! فلم أفهم مثلا ..ماهو الفرق بين ترنيمة أرثوذكسية وترنيمة بروتستانتية إلا فيما إذا كانت الترنيمة تقدم عقيدة أرثوذكسية أو عقيدة خالصة فبالطبع لن ترنم فى منبر بروتستانتى أو العكس بالطبع ، الأستنارة تحمى التعليم فى كل جانب !! والمسيح يحمى سلامة الجسد الواحد …فرب المجد حسم أمره من قضايانا الخلافية منذ تأسيس الكنيسة !! قال ” ليكونوا واحدا كما نحن ” أختلفوا ماتشاؤوا فى طرق العبادة واتركوا سلامة الجسد الواحد دون انشقاق أو فرقة !!
هل كان هؤلاء ( المطرودين ) يقدمون تعليما غير أرثوذكسى ؟ أم طريقة غير التى أرتاحت لها آذانكم ؟ أذكركم …أكثر ماأدانه السيد المسيح هو ( الطريقة ) وأكثر ماعلمته أياه كنيستنا …هو ( الطريق ) يسوع هو الطريق …وإيماننا الأرثوذكسى ..هو الطريقة …!!!
فليتحفظ من يشاء على ( طريقة ) أخرى غير طريقته ف العبادة !! هذا حق لكل عابد …إنما سلامة الجسد الواحد !! من هم هؤلاء المصفقون تأييدا لقرار طرد من خدموهم سنين هذا عددها !! ومن الفريق الآخر من هؤلاء الصارخين الذين يدافعون عن معسكر ( المظلومين ) من وجهة نظرهم ..!!! من هؤلاء ومن هؤلاء !!! أليسوا نفس شعب هذه الكنيسة الذين رأيناهم يسهرون ليال طويلة ف الصلاة معا …أليسوا هؤلاء من علمونا الصلاة لأجل مصر ..والصلاة لأجل وحدة الكنيسة ..والصلاة لأجل توبة نفوس عاشت ف الخطية زمانا طويلا !!! هل أنتم نفس الأشخاص !!! ماذا حدث لكم !!!
٤- نقرأ كتبا عن فن صناعة الأصدقاء …ونسمع تصريحات فى فن صناعة الأعداء !! أرجوكم لا تستشهدوا بأثناسيوس القديس الذى قال ( وانا ضد العالم ) فأثناسيوس كان يحارب عقيدة خاطئة دخيلة !!! أما نحن …فنقتل أبناؤنا ونبتكر ألونا عديدة فى فن ( التطفيش ) تحت عنوان ( شكلهم ، طريقتهم ، صوتهم ) …
٥- سأشارككم بنموذج أب واعى فى التعامل مع الشبهات هو قداسة البابا تواضروس هذا الرجل الذى نصلى له أن يعينه الله فى رسالته وأن يقويه على اعبائها …القصة التى أشهد عليها شخصيا ..هى أنه حين ثارت بعض الاتهامات المعتادة تجاه خدمة حية وناجحة -وهو أمر معتاد تقاوم به معظم الخدمات الناجحة والمثمرة !!- قام البابا برغم مشاغله الجمة باستدعاء القائمين على هذه الخدمة والحديث معهم وسؤالهم شخصيا عما وصل الى مسامعه عنهم !!! هذه هى الأبوة التى تجمع ولاتفرق ! التى تصنع حتى من الخدام العاديين مدافعين ومدققين ومسئولين عن سلامة التعليم !
…هذا أب علم وثبت ولم يصدق أكاذيب ولم يسمح بانحراف ف التعليم ! ..
وهو الأب الذى أحمله الآن مسئولية أن يطرد خادم من الكنيسة بهذه الطريقة المهينة …فى عهده …هو الأب الذى تم الأستشهاد به على فم الاب الاسقف فى الموقف الذى ستعانى منه الكنيسة طويلا لتوضيح خلفياته …ولترميم آثاره على الخدمة فى المنطقة !
٦- أخيرا ..من يقدر على المزايدة على أرثوذكسية ابناء هو مسئول عنهم ! …ببساطة لأن الأرثوذكسية خط واضح وطريق وضعه آباؤنا ..ليصل الفروع بالأصل ( المسيح ) فأنتم من علمتمونا أن يهتم قادة وخدام الكنائس كلها بإستقامة التعليم وسلامته …ولا تنسوا آبائى العظام نفوس أخرى كثيرة ينبغى أن تأتوا بها أيضا …فأصنعوا لكم أحباء !