عندما يشتد الظلام يقترب الفجر والنور لتعود الحياة الى دورتها وهكذا، واذا كنا نعانى من تعاظم الارهاب الأسود والخراب والدمار وقتل الأحباب وفلذات الاكباد، فان هذا دليل على فشل الارهاب فى تحقيق أهدافه ومحاولته اللعب بأوراقه الأخيرة، وبكل ما يملك ليثبت وجوده ويستمر فى عدوانه وطغيانه، ويساهم فى ضياع مصر الدولة والحضارة، لكنه أبداً لن يستطيع لأن مصر دولة قوية منذ آلاف السنوات، وعلى الرغم من تعرضها للغزوات والحروب وطمع الدول الكبرى على مر التاريخ إلا أنها سرعان ما تنتصر وتستعيد قواها وتبدأ فى العمل من أجل المستقبل، وشعب مصر متفائل دائما مجتهد دائما، يصبر لكنه ينتفض، ينام لكنه لا يموت.
الهجوم الأخير، أوان شئنا نقول الحرب الأخيرة فى سيناء، زرعت الحزن فى قلب كل مصرى، الثلاثون شابا من أشرف وأشجع شبابنا المصرى، هم أبناؤنا جميعا والحزن واجب عليهم ومن أجلهم، هذا واقع أليم بالطبع، لكننا نعرف جيدا، بل متأكدون أنهم لم يموتوا بل هم عند ربهم فى المكانة اللائقة بهم كشهداء من أجل الوطن، فى أشرف معركة ضد الارهاب، ضد أعداء الله والانسانية والحياة.
وهذا هو الذى يعزى أسرهم وشعبنا كله، فهم أبناء بررة أستشهدوا لكى تعيش مضر وتستمر، ويعيش أبنائهم وزويهم وشعبهم أحرارا عظماء.
المعركة ضد الارهاب الأسود معركة شرسة لا انسانية، يكفى أننا نحارب ناس ملثمون يخفون وجوههم، وهذا دليل على عارهم وخزيهم وشعورهم بالجبن، وعدم قدرتهم عن الاعلان عن أنفسهم، وإذا أعلنوا يقولون: جماعة كذا أو كذا، مجرد أسماء وجماعات وهمية غبية جبانة تعرف أنها تمشى وتحقق مشيئة الشيطان، ولا تدافع عن حق أو شرف، بل تدافع عن مصالح جماعات ارهابية تستغل الدين فى تحقيق مصالح خاصة.
هذه الجماعات لا عقل لها ولا ارادة بل غسلوا ارادتها وعقلها فأصبح أفرادها يتصرفون كالحيوانات المدربة على عمل الفعل المنعكس الشرطى، وهل يعقل أن إنسان كامل الأهلية يفكر بعقله الذى وهبه الله اياه فيقرر أن يقتل نفسه وينتحر لمصلحة آخرين مجرمين إلا اذا كان مجنونا؟!.
نحن أمام غابة من الحيوانات المفترسة، التى لاهدف لها الى القتل والدماء وافتراس الفريسة، وحتى الحيوانات يوجد منها الأليفة التى لا تقتل ولا تفترس بل تعيش فى البيوت مع الناس فى وئام وحب. أما هؤلاء فحيوانات مفترسة تهدد البشرية كلها، فهم ينتشرون ليس فى مصر وحدها، بل فى معظم الدول العربية والغربية وقد وصلوا الى كندا، وهذا يفرض على العالم المتحضر العاقل كله أن يضع منظومة وخطة للقضاء عليها وحماية البشر منها، وهم أخطر من وباء (الايبولا)!.
الرئيس عبد الفتاح السيسى تحدث الى الجميع وطالبهم بالأمل والتمسك به، وعدم الشعور بالهزيمة، فقوة مصر فى تماسكها وتعاونها وايمانها بأن الغد أفضل على الرغم من كل الغيوم والمصائب والمحن والمعاناة، ألم يهزم المصريون قبل ذلك التتار والفرس والرومان والانجليز والفرنسيين، وكل الأستعمار العالمى؟!
أن لنا فى حرب أكتوبر 1973 وانتصارنا التاريخى فيها بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء ذكرى طيبة ودرسا يجب أن نعيه دائما، وأن غدا لناظره قريب وغدا أفضل بكثير لهذا الشعب العظيم.