كل يوم يطاردنا بالأحداث حتى بات معظم الناس منشدة وتتابع الأحداث يقل أهتمامها بالأمور الفادحة ويتحير المرء أي الأمور أشد على النفس وانكى وأيهما أكثر أملاً، نحزن ولا نفرح ، نبكي ولا نضحك ، حتفرج ولا مقفولة ، حالة محيرة سريعة متتابعة في وتيرتها ، لا تترك الإنسان إلا في قلقه ، والمتابع إلا في حيرته ، فبين سقوط القتلى في سيناء وتصاعد الإرهاب وتفجيراته وبين دماء المتظاهرة السلمية البريئة شيماء الصباغ حاملة الورد ، ثم القتل الغبى المجاني لعشرات من شباب الاولتراس المجنون بالكره دهساً تحت الأرجل ، لا تعرف كيف ولماذا؟
ثم الزيارة الأهم في تاريخ مصر الحديث للرئيس الروسي بوتين والإشارات السياسية والاقتصادية الواعده التي حملها التوجه الجديد للنظام السياسي المصري لأول مرة من بعد معاهدة كامب ديفيد.. وبعدها نصحو على أختطاف العمالة المصرية المسكينة في ليبيا على يد داعش بعد عمليات القتل الطائفي المروعة للمسيحيين المصريين فى ليبيا على يد هؤلاء القتلة الهمجيين الناعقين فى خرائب الانسانية بدعوة الدم والحرق والاغتصاب والإذلال..
لاتدرى وسط كل تلك الأحداث المتتابعة كيف تسير الأمور إلا أنك تخرج بنتيجة بعد كل هذه الأحداث الكبيرة والدامية فى معظمها ، علينا أن نصر على تعظيم الآمال في وطننا الحبيب وعدم جره أكثر من ذلك لمنطقة القتل والرعب والفوضى..
هناك بالفعل تضارب قوى فى المصالح والأهداف والحالة حرجة ونحن نرث جناية جرائم عقود متتالية من الفساد والاستبداد أوشكت أن توقعنا جماعه في فخ تاريخي مريع لا فكاك منه ، حفرة داعشية رهيبة من يقع فيها سواء أنسان أو دولة لا يقوم له قيامه بعدها ابداً، أسميها حفرة الموت وقد خلق الله وطننا من أجل الحياه وشعبنا رغم كل شىء يقاوم بالتاريخ والجغرافيا وبالأصول المكنونة العالية العريقة يقاوم زحف الموت والخراب من كل الأطراف إلى قلبه السماوي النابض بالحياه بل على الرغم من كل شىء خالق الحب والحياة والحضارة .
لذلك دعونا لا تغرقنا الأحداث أبداً في حفرة الموت والدم ، دعونا نقاوم لاسبيل لنا إلا أن نرى بعينين مفتوحتين وبيقظة كاملة فى هذه الفتره على وجه التحديد أعمق وأدق ما نكون نرى وسط كل هذا علامة الطريق والإتجاه حتى لا نضل ولا نشقى حكم علينا الزمان إلا نظل آمنين فى بلهنية العيش كما عاشت دلتانا عبر التاريخ، ولذلك الرؤية الان لعلامات الطريق من أثمن وأغلى ماتكون رغم الآلام والجراح ورغم الأخطاء التى نراها جيداً وبعيون مفتوحة فى ميدان طلعت حرب وفى ساحة أستاد الدفاع الجوى وربما فى أماكن أخرى كثيره على مد البصر فى ليبيا لأخواتنا الساعين على أرزاقهم هناك.
ولكننا لانضل ، قلوبنا لا تضل ولاعقولنا ، نحن لا نبيع بالتجزئة ولانشترى بالتجزئة وبالذات لو كانت البيعة والشروة للوطن نشتريه جملة ولانرى بعين الاعور الواحدة بل نرى بعينى المؤمن بربه وبوطنه، نرى الاتجاه الصحيح رغم كل شىء..
30 يونيو ونظامه وأهدافه وحلفه ليس ترفاً ولا حتى ممكن أعتبار أنه اختيار بين بدائل بل حالة الانقاذ الوطنى الوحيدة فى مثل هذا الظرف ومثل هذا التاريخ علينا أن نقاتل من أجلها ومن أجل أن تتطور وتتخلص من عظيم أخطاءها لانحنق عليها ولانخنقها فتوردنا المهالك الماحقة ، فى كل الاحوال علينا الا نضل علامة الاتجاه والطريق.