أرجو أن يأذن لى القراء الأعزاء باستخدام هذا العنوان، وقد يعترض البعض على كلمة العار، لكنى أجدها مناسبة جدا لما فعله الدكتور عمارة مستشار شيخ الأزهر، ورئيس تحرير الأزهر المتحدثة بهذا الإسم الكبير.
الدكتور عمارة، وهو عضو مجمع البحوث الإسلامية، غير مناصبه الأخرى التى تحدثنا عنها أصدر كتيبا مع مجلة الأزهر يوزع مجانا يقع فى 232 صفحة يهاجم فيه الديانة المسيحية ويقول أنها ديانة فاشلة فى الشرق الأوسط، وأن الإسلام أعظم دين فى الدنيا، وأن الإسلام حل محل المسيحية بسبب الضعف الداخلى للمسيحية.
تحرك الأزهر الشرف وأعفى عمنا الكبير عالم العلماء من منصبه كرئيس تحرير مجلة الأزهر كما سحب الكتيب الذى يهاجم المسيحية من السوق، وهذا جميل من الأزهر، لكن هناك جانب جنائى آخر فى حق الديانة المسيحية وهو جانب ازدراء الاديان الذى يفرض على الدولة محاكمة الدكتور عمارة وعقابه بتهمة إزدراء الأديان، كما يحاكم يوميا المسيحيون أطفالا وشبابا وحتى المعتوهين بهذه التهمة ويطردون من ديارهم وتحرق بيوتهم وتغتصب أموالهم. أن التهمة والجناية واحدة، بل وأقول أن تهمة وجناية الدكتور عمارة هى أكبر وأخطر باعتباره مستشار شيخ الجامع الأزهر، وعضو مجلس البحوث الاسلامية والأستاذ الذى يعرف الإسلام جيدا، ويعرف أنه يجب أن يعترف بالمسيحية كمسلم حسب تعاليم دينه.. من هنا فالجريمة التى إرتكبها الدكتور عمارة جريمة مع سبق الاصرار.
هذه ليست المرة الأولى التى يهاجم ويتهجم الدكتور عمارة على الديانة المسيحية، ولست أعرف سبب هوايته السخيفة والبايخة والتى تكدر وتهدد الوحدة الوطنية من حين لآخر.. يا سيدى أنت تقول أن الإسلام أعظم دين فى الدنيا.. و لا أحد يعترض عليك فى هذا، فأنت حر فى تعظيم دينك ونحن نشجعك على ذلك، لكن لماذا تهاجم المسيحية، هل الإسلام لا يتعظم إلا بمهاجمة المسيحية؟! ثم ماهو الهدف من هذا الهجوم على المسيحية بعد أن انتصرت مصر على الفكر الدينى المتخلف للإسلام السياسى الذى كان يريد أن يثير الفتنة ويقضى على وحدة البلاد وينهى الدولة كدولة، لقد بارك الله مصر ونصرها على أعدائها الحقيقيين، وبدأت تسير وتبنى مصر الحديثة المنطلقة إلى افاق الدولة القوية المؤمنة بأن الدين لله والوطن للجميع، والتى تحترم المواطن، أى مواطن، لأنه مصرى أولا وأخيرا.
ماذاتريد يا دكتور عمارة؟ هل تريد أن يعود الأخوان ويطبقوا سياستهم المدمرة مرة أخرى؟ واذا كنت لا تريد ذلك فلماذا تهاجم المسيحية هكذا دون سبب؟
أهى عقدة نفسية لديك؟ واذا كان الحال كذلك، فأنت تحتاج لعلاج أكيد يا دكتور!
ان رئيس الدولة السيد عبد الفتاح السيسى ينادى ليل نهار بضرورة تعديل وتغيير الخطاب الدينى حتى يتحقق مجتمع يؤمن بالله وبالانسانية وبالاختلاف، والأهم يؤمن بحرية الانسان، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان حراً طليقا قبل الأديان، وسيظل الإنسان كذلك بعدها أيضا، وهذا ما تقرره الأديان نفسها من حرية الإنسان وحرية الاعتقاد، ولوشاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، ولكم دينكم ولى دين.
ان ما فعلته يا أستاذنا الدكتور عمارة لهو عكس مايطالب به الرئيس تماما، وبدلا من تعديل الخطاب الدينى وتنقيته فانك تصر على أن يكون داعيا إلى التعصب والفرقة ومن ثم إلى الفتنة والخراب والدمار.
يادكتور عمارة أرجو أن تكون معمراً لا مدمراً، بانياً لا هادماً، وبخاصة ونحن فى هذه الظروف الصعبة التى نبنى فيها بلدنا من جديد، ونحارب الارهاب الذى لا يريد لنا الحياة.