الزيت..الزيت..الزيت
الارقام التى اقدمها هنا نقلا عن تقارير الغرف التجارية.. وغرفة اتحاد الصناعات الغذائية..وبعض الارقام نقلا عن تقارير رقابية رسمية ظهرت فى بعض التصريحات لمسئولين قريبين من الأزمة..
“صوت” الشكوى بطول المحافظات غطت على”صمت” وزير التموين والاجهزة التابعة.. ورغم محاولات الوزير نفي أن هناك أزمة عاد واعترف ليس فقط بالأزمة بل أعطى ارقاما عنها.. فقال أنها بنسبة 50% فى المدن وزادت عن 75% فى المحافظات.. الأرقام قاصرة على”زيت التموين” والمقرارات فى البطاقة التموينية التى تحتاجها الأسر محدودة الدخل خاصة فى الريف..
منذ مارس وابريل الحالى صام الاقباط” الصوم الكبير” واشتدت حاجتهم إلى الزيت ولم يكن متيسر الحاملى البطاقة التموينية الأمر الذى دفعهم للشراء من “الزيت الحر” بأسعار مرتفعة كما لو كان هناك تخطيط لتنشيط مبيعات” الزيت الحر” لصالح الشركات المنتجة وزيادة ارباحها على حساب محدودى الدخل” وصوم” الاقباط.. وإمعانا من هذه الشركات المنتجة”خفضت” العبوة من كيلوجرام إلى 850 كيلو جرام..
بمناسبة زيارة ملك السعودية
“وصلة ردح سياسى” بين اوباما.. وامير سعودى
اوباما.. فجأة يخرج عن العلاقة المستقرة بين الولايات المتحدة والمملكة السعودية..” الحليف الاستراتيجى الاول فى منطقة الشرق الاوسط”
كما كان يسميها من قبل فى آخر زيارة له للمملكة خلال العام الماضى..
اوباما.. هاجم السعودية بعنف واعتبرها المسئول الأول فى المنطقة عن” التطرف”.. والحروب الطائفية فى داخل الدولة الواحدة.. وبين الدول ايضا..
لم تكن السعودية مستعدة لأن تسمع هذا من الرئيس الامريكى الحالى.. ولم تكن هناك اية” بوادر” تستدعى هذا الهجوم ضدها كما قالت صحيفة”عكاظ”..
السعودية رسميا لم ترد على هجوم اوباما.. لكن الامير تركى الفيصل( نجل الامير سعود الفيصل وزير الخارجية الراحل) هو الذى تولى الرد على اوباما وكان سفيرا للمملكة فى الولايات المتحدة:.. ورئيسا للمخابرات السعودية:
“لقد دعمناك فى كل لراحل الازمات السياسة والاقتصادية.. وقفنا معك فى كل الصراعات مع اى من دول المنطقة.. لقد دعمناك بمليارات الدولارت فى سندات الخزانة الامريكية بفوائد منخفضة للغاية.. لعلك تتذكر ازمة 2008..”
مركز بحوث سويسرى ارجع السبب الى تناقض مواقف بشأن سوريا وتركيا وايران.. والفايننشيال تايمز قالت ان امريكا بعد اكتشاف” البترول الصخرى” لديها بكميات كبيرة ربما تستغنى عن 50% من واردات البترول..!!..
انفلات الدولار.. وقضية”ضبط” الاسعار
- خفض وترشيد الاستيراد يزيد الانتاج ويخفض البطالة
- توجيهات البنوك للمستوردين:” تدبير عمله” يساعد على تنشيط” السوق الموازنة”
ليس خافيا ما فعلت أسعار الصرف الجديدة للدولار فى مواجهة قيمة الجنيه المصرى التى انخفضت خلال شهرين فقط 15% من قيمتها.. ومرشح لخفض جديد بفعل” الاسعار الموازية” التى باتت هى” المؤشر” الحاكم وليست” مؤشرات”البنك المركزى لأن المتداول فى السوق الموازية يزيد عما تتيحه” مزادات” البنك المركزى..
جانب آخر.. يعرفه المستوردون عندما يطلبون تغطية وارداتهم.. فإن البنوك تطلب منهم وبدون حرج ما يسمونه اليوم” تدبير عمله”.. وهى اللغة التى كانت تستخدم فى ايام”الانفتاح الساداتى”.. مما يضاعف تكليف الاسعار للسلع المستوردة سواء كانت سلعا يحتاجها السوق.. أو سلعا تحتاجها عمليات التصنيع والانتاج وهى بالدقة مستلزمات الانتاج.. مما ضاعف من أزمة السوق وأزمة المصانع وتأثير ذلك كله على الاسرة ومعدلات البطالة.. وإن كانت وزارة التموين تحاول توفير السلع التموينية الضرورية إلا ان عجز” فتح الاعتمادات” يؤثر على توفيرها فى توقيتات ضرورية ورأينا سلفا ترتفع كمثل الأرز والسكر والصعيد يكسو نقصا فى الارز والزيت علما بأننا كنا نصدر ارزا وكنا ننتج 70% من احتياجات البلاد من الزيت واصبحنا نستورد 95% من الاحتياجات على حد تقرير وزير التموين إلى مجلس الوزراء..
لم يعد امامنا فى المواجهة إلا أمرين:
- تحديد السلع التى يحتاجها السوق فى أمر الاستيراد سواء بتدبير عمله أو بفتح اعتمادات مصرفية..
- الامر الثانى على مصر ايضا رفع سعر التعريفة الجمركية على هذه السلع.. وقد حدث هذا بالفعل من 10% إلى 20% الشهر الماضى.
ونجى إلى قضية” ضبط” الاسعار بعد اجراءات ضبط” الاستيراد”.. وهو ما يدعونا الى استعادة تجارب مصر فرز من سياسات” مختلفة.. زمن التحكم فى الاستيراد والتوزيع الداخلى وهو ما كان يحلو للبعض ان تسميه” زمن الانغلاق الناصرى”.. ثم زمن” الانفتاح” الساداتى”.. وقبل ان نتحدث عن الاسعار.. نتوقف لحظة للانصاف:
- “الانغلاق” الناصرى خلق قاعدة صناعية توفر انتاجا يعنى إلى 70% من احتياجات البلاد.
- “الانفتاح” الساداتى اهدر القطاع العام المنتج حين وصفه” الاقتصاد لا يقوم على ساق واحدة متورمة بالبيروقراطية) بل لابد من قطاع خاص مغرى أيضا.. هذا القطاع العام كان” القاعدة” التى تحملت” أعباء التعبئة” المادية الاحتياجات المواطنين والقوات المسلحة العابرة لتحرير سيناء فى اكتوبر1973..
- لكننا نتعلم من التجربتين ان” الاعتماد على الذات” هو السياسة الرشيدة: تعظم طاقة الانتاج.. تفتح فرصا جديدة لامتصاص البطالة.. تحد من الاستيراد وتحافظ على امكانياتنا المتاحة لكن النقد الاجنبى.. تعالج الخلل فى موازين التجارة والمدفوعات..