مع ان واقع المنطقه العربيه معقد إلا إنه ممكن على الطريقه الشعبيه نفهمه بطريقه مبسطه، اذكر هيكل قبل الثوره على قناة الجزيره كان بيقول إن المنطقه العربيه أصبحت منطقة فراغ استراتيجى تحتاج من يملؤه، بعد ان تمت تصفية المد الثورى القومى العربى تصاعد مد من نوع اخر الاسلام السياسى، تلك المنطقه من العالم كانت مقبله على حقبة الاسلام السياسى كان هذا واضحا بالذات في مقتبل ماسمى بالربيع العربى كان من المفترض نظريا أنه نسخه منقحه ووسطيه من الاسلام السياسى افترض دافعوها أنها على شاكلة الاخوان ستملأ الفراغ وبدأت العجله تدور في مصر وتونس وربما ليبيا وسوريا واليمن وهلم جرا، لكن التاريخ ماكر امكر مما يظن طابخوه تدافعت عوامل كثيره في القدر ولازالت عوامل عرقيه وطائفيه وحضريه وجغرافيه وسياسيه لتعيد خلط الاوراق كلها ببعضها من غير ترتيب وإذ بنسخه اخرى تصعد لتحتل المشهد وهى النسخه الداعشيه الأعنف والأشد تطرفا والممعنه أكثر والمتماديه إلى أخر مدى في تطرفها تدعش وجه الاسلام السياسى كله لأسباب معقده وصار ليس مطروحا تاريخيا النسخه المعتدله المدينيه اردوغانية اللون والطعم والمذاق فى حمى الصراع المستعر تدعشت النسخ كلها واصطبغت بلون واحد حتى انه صار كلاما فارغا ان تستعيد اللحظه الهاربه التى انتهت إلى غير رجعه لحظة الاسلام السياسى المعتدل الاردوغانى الظريف شريك الناتو ذو الملامح الديمقراطيه التى تلعب في المربع المحسوب حتى ان اردوغان نفسه تحت وطأة الحمى فلت عياره وعيار مشروعه وبرنامجه وتدعش هو الاخر وكلما اوغل سقط أكثر في الداعشيه البغيضه نحو شعبه اولا ونحو الأمه الكرديه التى تفتتح الان جرجها وجرح الاتراك الواسع الذى لن ينتهى في المدى القريب وسيشهد عنفا وعنفا مضادا مرشح للمزيد من الامتداد والتوحش، ويبدو ان حلف الناتو فطن إلى اتساع الخرق على الراتق فسارع بالتدخل لمنع السقوط الحتمى لمشروع اردوغان الذى حمل تحت عمامة السلطان العثمانى مخططات الحلف للمنطقه التى تنهار بانهيار الرجل. بينما هناك في جنوب شبه الجزيره العربيه اأفتح جرح اليمن على اتساعه وباتت المنطقه مرشحه لصراع طائفى طويل لانهايه قريبه لليله فى الشمال والجنوب والشرق والغرب بينما نشهد ان مصر الدوله المركزيه العميقه والعريقه تماسكت بحكم التاريخ وبدت كالصخره الصلبه العصيه على الانهيار السريع فمصر سر تاريخى يمتص الغزاه ويذيبهم على مهل حتى يصيروا بعضا من تراب مقابرها نهض السر في لحظات المأساه ووحد الامه المصريه تحت معاول التهديد بالخراب وفى خلال مايقارب العام الواحد فقط لاغير نفضت كل الخناجر والسيوف التى اغمدت في جسدها ومسحت الدم والنار وقامت بسرها الالهى من الموت ربما نختلف او نتفق حول تفريعه ام قناه جديده ولكن الذى لاشك فيه ان شعبها قد دفع خلال اسبوع الكلفه الماديه الرهيبه وبعث رسائل السلام المصرى للعالم اولا وللمنطقه ثانيا بمقدورنا وسط حاله من الموت السريرى ان نمد شريانا فى جسد الارض المصريه وعند نقاط التماس الخطره بين الدلتا وشبه جزيرة سيناء لنصل العالم من جديد رسالة قناة السويس الجديده اعمق رساله للحياه والاستقرار والمقاومه بعثتها مصر من جسدها المنهك للعالم كله هذه ارض وهذا شعب عظيم موحد وسط منطقه تعسه هذه مصر تبعث رسائل الحياه لاالموت ولاالخراب واعتقد ان تداعيات هذه الرساله الجوهريه للغايه والتى اتت في وقتها ستكون بشارة سلام لمصر ولمنطقتها وللعالم مبارك شعبى مصر