أنتهى اسبوع الآلام ، كان اسبوعاًً أيقونياً فريداً دماء الشهداء المذبوحين غدراً وغيله تتدفق عبر امواج البحر المتوسط فى مشهد اسطورى فريد لامثيل له ..فريق من القتلة الذابحين فى كامل عدة الذبح يقتادون مجموعة من النبلاء الفقراء المصريين الشباب الى المذبح الاسطورى الباذخ الفريد عند شاطىء البحر والشهداء يتلون ترانيمهم وصلواتهم ويستقبلون الموت ليس فقط كرجال بل كأعلى ماتكون الشهادة والفداء بقلوب قد أنفصلت عن الدنيا وأستقبلت الملكوت والرب بلا فزع ولا أنين ولا رجاء ، حتى ظن البعض أنهم قد تم تخديرهم والمتخدر لا يتلوا الصلوات ولايسير بهذا الثبات والشجاعة على حد علمى ، لقد أدهش الله هؤلاء الذين نصبوا من أنفسهم قيمين حصريين على ملكوته وحكمه وقيوميته ولاهوته وناسوته ووحدانيته حتى صار الشهداء فى المشهد أقوى من قاتليهم الجبناء ، وأرفع وأنبل وأصدق أمام كل عين وقلب وعقل وضمير وبصر وبصيرة ، كانت مصر كلها فى الحقيقه تذبح هناك لا المسيحى ولا المسلم ، كانت مصر روحها وجوهرها وحقيقتها التاريخية الاسطورية الفريدة هى التى تحت سكين الذابحين ثم فجأة رأيناها وقد أنبعثت وتسامت وأنطلقت تجرى فى البحر بركة ثم تتعالى فى السماء وتغمر الافق بالمجد لله فى الاعالى ..لقد كانت شهادة مصرية حقيقية لاريب فيها ولا قبل لأى أحد بتجاهلها ولا نفيها حتى أنهم يبحثون لفرادتها عن مبررات ..أما بركات دماء هؤلاء الشهداء فقد وحدت الوطن وجلت القلوب والعيون والافهام على جوهره وحقيقته التى تسكن تحت سيف الذابحين الان ونحتاج أن نحررها ..
تلك مصر حاضرة الرب والايمان والحضاره الاولى وفجر الضمير والمحروسة وحاضنة الانبياء والاولياء والمجد العريق الذى لايزول ..تلك مصر جوهرة الوجود وكنز الله الخفى وقد ازالت الشهادة الرمال عن جوهرة قلبها النابض فى عمق الصحراء والزمن ..
أعلم علم اليقين أن بركات دماء الشهداء أعظم من أن يدركها كثير من الناس وانها ستكون نصراً وعزاً ومكانة لبلادهم وأهاليهم وشعبهم ..أنها اللحظة الفارقة بحق تلك اللحظة التى شهدناها لا لحظة الادعياء الدجالين التى فارقناها .إنها اللحظة التى إن تمثلناها ووعيناها وادركناها كشفت خنجر الذابحين للعنق المصرى العريق وجلت جوهر التكوين الفريد للايمان المصرى العبقرى وأنقذتنا فى مزالق التاريخ وحبائله كوطن وشعب موحد منذ فجر التاريخ ..ايتها الدماء الكاشفة المنقذة كم احبك واعشق معناك وأتمثلك فى روحى يا دماء الفداء فدينا وطننا بذبح عظيم بعده حلت المعرفه نحن الان ببركة دماء الشهداء نعرف علم اليقين عما ندافع وعما نهاجم وعما تكشفه لنا لحظة الحق الفارقة ببساطه انها تكشفت عن وطن تحت سكين الذابح وتدعونا جميعا أن ننقذه ..سلام لأرواح الشهداء فى السماء وفى الارض .