التمسك بالحق في التصويت الانتخابى منذ ثورة يناير شهد تصاعدا ملحوظا ،وان كان تأرجح نسبيا خلال هذه السنوات الأربعة ،ومن الطبيعى ان فترات التحدى العصيبة شهدت الاقبال الأعظم سواء في انتخابى الرئاسة التي مرت بها البلاد او استفتائى الدستور ، لانه كان التصويت على البقاء وسط القلق العميق تجاه البلد و اختطافه من الاخوان. ، اما الانتخابات الحالية لمجلس الشعب فهى اشبه بتحسين نوعية الحياة ولاتقارن بالطبع بتحدى البقاء ذاته
مع ذلك فلاشك ان المصريين تمرسوا في الانتخابات فالكل يقبل على الانتخابات وهو يعرف جيدا رقم لجنته بل رقمه الشخصى في الكشف وخطواته داخل اللجنة من البداية حتى غمس الحبر الفسفورى الذى اصبح الناخب والناخبة فخورا به كما لو كان دليل وطنيته وحبه لبلده.
عند ذهابى للتصويت فرحت بالشابة الشرطية التي تفتش حقيبة يدى بجدية ،وليس كإجراء روتينى كثيرا ما اقلق منه علي امن البلد ، حتى انها طلبت منى ان اخرج بيدى زجاجة البرفان التي وجدتها بداخلها وان ارش منها على يدى واشمها لتتأكد انها امنه ، وفعلت ماطلبته عن رضا بل عن اعجاب بدقتها.
شاهدت سيدة تقول لانصار احد المرشحين انه بذلك يضر بمرشحه ويحسب عليه مخالفة قانونية وذلك لانه دعاها هامسا علي بعد خطوات من باب لجنتها ان تنتخب رقم كذا لمرشحه.
الأهم انى وجدت الناس تفعل ماهو متوقع منها واقصد الصورة الذهنية التي تكونت عنها ،فالعكسرى الشاب يأخذ بيد السيدة المسنة في حنان وصبر ليمشي علي قدر خطوتها الصغيرة حتى يصل بها إلى باب لجنتها ، والنساء اكثر احتفاظا بما وصفهن به الاعلام من انهن كتلة تصويتية مؤثرة فذهبن للتصويت عن اقتناع بأهمية دورهن حتى في الإعادة، بما فيهن الحامل والمريضة والمسنة ..أليس هذا ماترسب في ذهننا عبر الانتخابات المتتالية منذ ثورة يناير؟!
وبنفس المنطق ماتكون من صورة ذهنية سلبية باحجام الشباب وضعف مشاركتهم الانتخابية ،ترجم على ارض الواقع اذ شجع الشباب بعضهم على الاحجام ورددوا نفس العبارات “اللى عاوزينه هو اللى هايجى”..”دول بيدوروا على مصلحتهم مش مصلحتنا”!!
الكل يفعل ماهو متوقع منه وفق الصورة الذهنية التي تكونت عنه حتى انصار المرشحين الذين يدفعون رشاوى انتخابية !!