عندما تصحو فجرا وتراقب خط الافق هي لحظه آسره بكل المعاني.. تلك العتمه التي تنجلي شيئا فشيئا لتلد نورا ملونا ميلادا حقيقا كسيدة ماخض تلد طفلا.. الظاهره اليوميه تتم ببطء وهى امتع مايمكن ان يشاهده المرء لحظات بالغة الجمال تسلب النفس همومها وتصلها بالكون كله وانت حر فى احساسك بالكون لكن مجرد خروجك من فرشتك الطينيه واتصالك بالكون بهذه الطريقه وحدها كافيه لكى تخرج النفس من همومها الارضيه وتجلب طاقه ايجابيه تعوض كل الطاقات السلبيه التى حملها الليل لقلبك وجسدك.
وقد ذكرنى خط الافق بحياد بعيدا عن أي تفاصيل سياسيه واقتصاديه بما تمر به بلادنا، تلك اللحظه المعتمه عتمه اصليه تفتقد أي نور، عتمه تخنق النفس، جبال من المشاكل من كل الانواع تمسك بخناق الناس، لحظه غير مفهومه على وجه مقبول يتدافع فيها الناس صرعى اللايقين يتصارع فيها الامل واليأس ثمة حياه غامضه تماما خلف الليل الواضح تماما.. المجتمع يعيش فى ليله الطويل والهواء ساكن والبيوت مقفله على ساكنيها ولكن نظره واحده إلى السماء وإلى خط الافق تبدد الحيرات كلها.. الكون يعمل والاراده تعمل والله ينير كل هذه الظلمات شيئا فشيئا.. هناك نور يلمع فى العتمه، خيط شفاف حاد يتألق وسط اللون الاسود الكئيب خيط الفجر.
لم يعد بإمكان بلادنا أن لا يأتى الفجر أو أن يحملنا فجر كاذب على الصحو ويعود الناس إلى اليأس من الرحمه.. لازلت اثق أن تلك البلاد التي أشرق من واديها فجر الضمير للعالم كله بوسعها ان تمنح العالم من جديد فجرا حقيقيا مرة اخرى.. الأمر الأن يحتاج معجزه حقيقيه لكنه اسهل من ميلاد فجر الضمير من حضارتنا المصريه للمرة الاولى بأعباء الولادة البكرية الاولى التي حملت العالم كله لأول أعتاب الحضاره.. لا الضمير غاب عن بلادنا عندما لم يشرق الفجر من جديد عليها كل تلك القرون الطوال بلادنا لازالت تتشوف لطلوع فجر ضمير من جديد، فجر يليق بها لا غروبا حزينا مظلما مأساويا مثلما يبدو لنا الان ان تغتال الصحراء الوادى عملا وفكرا وسلوكا مثلما نرى الان.. بلادنا تتطلع إلى الإشراق وهي والشعب قد اطلقوا اشارات مؤكده لذاك الأمل مع الفجر الجديد. ولا اعتقد انه ينتهي ولا تستطيع قوه ولا ذكاء صناعي ولا أعمال سحريه ولا مؤامرات كونيه أن تحجب عن بلادنا طلعة هذا الفجر الذي تنتظره أشواق الأجيال.. يختزنزا انواره جيلا من بعد جيل في ابعد نقطه من ارواحهم.. مهما كان انسان الوادي فقيرا وهده الفقر والتعب والبلاء وغياب العداله والظلمات وشيوع البلوى، إلا أنه توجد في ابعد نقطه من ارواحهم تجربة ميلاد فجر الضمير وذاك هو السر الإلهي الذي يجعل الحياه ممكنه على هذه الارض الطيبه بلادنا مصر المباركه الى الابد.