المال السياسي وتديين الاصوات قد تؤدي إلي “لبننة” البرلمان القادم
لابد من تدخل الرئيس السيسي لحسم اطماع القوي المدنية
صدق أو لا تصدق رجال الاعمال و”الفلول” ..يحولون البرلمان القادم لبورصة لشراء المرشحين ،شخصيات عسكرية وسياسية تتحرك هنا وهناك ، اموال تحمل رائحة النفط ، وقيادات ترسل التعليمات من عواصم خليجية واوربية ،مراكز ابحاث ،استطلاعات رأي، اكثر من تنظيم دولي .. اخواني.. فلولي.. متأمركين ، تحركات طائفية .. محاولات لتوريط اساقفة من الكنيسة .. تحالف رجال اعمال الاقباط مع كل الجبهات ، مراكز حقوقية قبطية تشكو من تدخل “وهمي” الكنيسة ،نفس السيناريو الذي حدث في الانتخابات الرئاسية 2012،الكنيسة رسميا تعلن حيادها .. ولكن رجال الاعمال الاقباط عبر احد الاساقفة يزكون الجنرال شفيق ، تدور عجلة تحالف المال مع الدعاية الدينية ، وتحدث المواجهة بين شفيق ومرسي .. وينجح مرسي ، الان البابا تواضروس يعلن حياد الكنيسة ، ولكن تحالف فلول الاقباط مع فلول الوطن يقودنا الي مشكلة طائفية حقيقية ، والجماعات المتطرفة تمهد المشهد بورقة”هل صليت علي النبي اليوم” ، ورمضان علي الابواب ، وأحد رجال الاعمال الاقباط يرسل احد قادة حزبه لاغواء المرشحين ، واستقطابهم بسلاح المال .. وكأنهم “قطع غيار سياسية”!!
تحالفات وهمية وأحزاب من ورق
لاشك أن ضعف الاحزاب المدنية ، والصراعات الخفية علي زعامة وهمية بين الوفد والمصريين الاحرار ،والحرب الباردة بين حزب احمد شفيق “الحركة الوطنية ” والنظام الجديد ، وانشقاقات المؤتمر “الموسوي” ، والادوار غير المفهومة للواء مراد موافي والفريق سامي عنان،وعدم وجود رؤية حقيقية لاي تحالف سوف يقودنا الي تفتيت اصوات الصعيد،وبالتأكيد سوف يتجة اغلبية الاحزاب الي الجنوب ،وسيكون هناك حتي الان خمس قوائم : قائمة الوفد المصري ، وقائمة تحالف “المؤتمرات الموسوية” ..وبالطبع سوف يعاد انتاج مكونات الوطني من خلال القائمتان السابقتان ، القائمة الثالثة ستكون للتيار الشعبي والدستور والتحالف الاشتراكي ،والرابعة لمصر القوية والبناء والتنمية وفلول الاخوان ، والخامسة ستكون مفاجأة من احد الاحزاب الجديدة (حماة الوطن)
كل ذلك قد يعيد سيناريو (مرسي ـ شفيق) وتتم الاعادة بين قائمة حماة الوطن والقائمة الاخوانية!!
السلفيون الحصان الاسود:
يراهن السلفيون علي قوائم الوجة البحري والاسكندرية ومطروح ، وعلي الفردي في عدة مناطق:(جنوب الجيزة خاصة الدوائر القريبة من العياط، غرب الاسكندرية ، مطروح، سيناء ،دمياط، السويس ،بعض دوائر البحيرة) ويستهدف السلفيين من 70ل80 مقعدا في البرلمان القادم، في حين يستهدف الاخوان وفق مخططاتهم مناطق الصعيد وبعض دوائر الاسكندرية ودمياط والغربية ومطروح وجنوب القاهرة ، ويعتقد الاخوان انهم سيحصلون علي عدد لا يقل عن 50 مقعدا من تلك الدوائر ،ومخطط الاخوان والسلفيين في دعايتهم، سوف يعتمدون علي الاستقطاب الطائفي، خاصة ما يسمونه :”اصوات النصاري” والتركيز في الهجوم علي الكنيسة وحزب “المصريين الاحرار”.. والاغلب أن نواب السلفيين والاخوان رغم الخلافات الشكلية بينهما .. لكنهما سوف يتفقان دائما علي ما يخص “تعارض مشاريع القوانين الخاصة بالاقباط أو الحياة المدنية مع رؤيتهم للشريعة”.وفي كل الاحوال يحاول التيار الاسلامي الحصول علي الثلث المعطل.
للفلول حلول:
في محاولة من احزاب النظام المباركي للتغلب علي ما يتردد من عدم قبول النظام الجديد لهم، سوف يعتمد هؤلاء علي التسلل عبر بعض دوائر جنوب الصعيد ، والمنوفية ، والاسكندرية ،والقاهرة ، والمدن الجديدة، اضافة للمشاركة في القوائم “الموسوية” وقوائم الوفد المصري ،ويستهدف اشقاؤنا “الفلول” وفق خططهم 200 مقعد ، ومن ثم سيكون الصراع الرئيس علي تشكيل القوي الرئيسية هما:(الكتلة الاسلامية والكتلة “الفلولية”)
الاصوات الدينية بين الاسلاميين والاقباط:
الاستقطاب الحقيقي سيكون بين اصوات الاقليات ، وسلاح المال، بورصة الاقليات ستشمل (اصوات الاقباط والصوفيين، والنوبيين ، واصوات القبائل العربية) ووفق مايتوفر من معلومات يشكل هؤلاء 40% من اصوات الناخبين ، علي الجانب الاخر يمثل “الصوت الاسلامي” حوالي 30% من اصوات الناخبين ،وهكذا فإن حوالي 70% من القوي التصويتية خارج القوي المدنية ، وما يجمع التصويت “بورصة اصوات الاقليات” هو رفض المشروع الاسلامي ، وتمثل الاصوات الاسلامية الواجهة المضادة للمشروع المدني ، وكلاهما الاصوات الخاصة بالاقليات الدينية والاسلامية يفتقدان لاي مقومات لرؤية مدنية حقيقية!!
لذلك ووفق النتائج المتوقعة فإن كل التحالفات المدنية(بدون اصوات الاقليات الدينية والعرقية)
.. لن تحصل إلا علي ثلث عدد نواب القوائم (40 مقعدا من ال 120 مقعدا) ولايزيد عن عشرة مقاعد في الفردي ، لان نصف القوائم سوف تكون للاقليات الدينية والعرقية والنساء، وعلي هذا الاساس لن تحصل كتلة تصويتية علي اغلبية البرلمان ، (اي 51%)
“العسكريتارية” السياسية:
المقصود هنا ليس قواتنا المسلحة المجيدة .. بل العسكريين المتقاعدين ، حيث برز علي الساحة السياسية اكثرمن حزب قوامه الرئيسي من العسكريين السابقين مثل :”حماة الوطن” ، وحزب “مصر العروبة” لرئيس الاركان الاسبق الفريق سامي عنان ، وحزب “الحركة الوطنية” الذي اسسه ويلعب دور “الاب الروحي ” له الفريق احمد شفيق، بل ويضم حزب المؤتمر عسكريين سابقين مثل اللواء طيار امين راضي ، إضافة لمشهد الحضور القوي للواء مراد موافي مدير المخابرات الاسبق ، بالطبع نحن لانصادر حق فرسان القوات المسلحة السابقين من حقوقهم السياسية بقدر ما نرصد ظاهرة سياسية جديدة في تاريخ مصر الحديثة .. وهي هذا الحضور القوي لما اسمية “العسكريتارية السياسية” ، واذا اضفنا الي ذلك بروز ما اسميه “المسيحية السياسية” ،حيث برزت تلك الظاهرة السياسية من بعد 25 يناير وتزايدت بعد 30 يونيو ،كما ارتفعت اصوات المنظمات النسوية ، والقبلية ، وتجسدت “الكوتة” والحصحة في دستور 2013، وهكذا كما وضع الرئيس الاسبق السادات المادة (2) في دستور 1971 واستمرت حتي الان وشرعنت بذلك الرؤية الدينية كرد جميل للاخوان لضربهم اليسار ، وكيف وضع الرئيس الاسبق المتهم مرسي المادة(3) التي تعطي للمسيحيين واليهود حق الاحتكام لشرائعهم .. لاحداث توازن مع المادة(2) ،والان نص دستور 2013 في المادة (244) “تعمل الدولة غلي تمثيل الشباب والمسيحيين والاشخاص ذوي الاعاقة والمصريين المقيمين بالخارج تمثيلا ملائما في اول مجلس للنواب ينتخب بعد اقرار هذا الدستور علي النحو الذي يجددو القانون”الا ان بعض الاصوات القبطية اعتبرت ذلك عودة لنظام “الملل” العثماني ، والبعض الاخر اعتبر ان المادة كونها لدورة واحدة فهي مجرد مكافأة محددة المدة ، وفي كل الاحوال صدر القانون الخاص بالانتخابات البرلمانية ، 80% فردي و20% قوائم تضم 24 مواطنا قبطيا ،ومن هنا ثار الجدل حول من يرشح الاربع وعشرين مرشحا،الاحزاب ام الكنيسة ؟
هكذا نحن امام مشهد شديد الحساسية ، البرلمان القادم برلمان اقليات دينية وعرقية ونوعية ، اموال خارجية بدون رادع قانوني ، بعض العسكريين السابقين يشكلون حضور قوي .. وكأنهم يريدون ان يستغلوا حب الناس للرئيس السيسي ؟!!
الاسلاميون ينتظرون انتهاء التحالفات بين مراد بك وموسي بك ؟!!
لذلك ليس هناك من سبيل لانهاء الاستحقاق البرلماني بسلام سوي .. تدخل الرئيس السيسي شخصيا ، وعقد مائدة مستديرة لعمل تفهمات وطنية لاختيار المرشحين ..وإلا كل ما قمنا به من 30 يونيو حتي الان سوف يسقط (لاقدر الله)