أمرت نيابة اول أكتوبر برئاسة المستشار إسلام ضيف رئيس النيابة بحبس مدحت 37 سنة راعى كنيسة بالمنيا، 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامه بالتبشير، وتوزيع كتب دينية لاستقطاب غير المسيحيين للديانة المسيحية بالمخالفة للقانون بمدينة السادس من أكتوبر.
كانت الأجهزة الأمنية قد تلقت بلاغا من عدد من المواطنين بقيام المتهم بدعوة المواطنين بالتبشير للديانة المسيحية وتوزيع كتب تدعو إلى ذلك، منها كتاب العهد الجديد أمام مول شهير بأكتوبر .. انتهى الخبر .. المصدر موقع اليوم السابع 10 أغسطس 2015
بداية أؤكد اننى ضد الدعوة الى الاسلام ، والتبشير بالمسيحية فى مصر ، واننى أتبنى الخط العلماني الذى يفصل تماماً بين الدين والدولة ، ويرى أن للمتدين حق اقامة شعائره داخل معبده او كنيسته او مسجده لا يتخطى حدودها شبراً واحداً.
خبر القبض على راعي كنيسة المنيا يحمل في طياته انتهاكا للدستور المصري، اذ ان المواطنين سواسية لا فرق بينهم بسبب اللون او الدين او الجنس او العرق، فاذا كانت الدولة تسمح للمسلم بدعوة المسيحي الى الاسلام لأنه “طريق الحق” ، فيجب عليها ان تعطى ذات الحق للمسيحي فى تبشير أخيه المسلم لاعتناق المسيحية لأنها “طريق الخلاص” ؟
سبق القبض على كاهن المنيا، القبض على مجموعة شبّان مسيحيين فى الاسكندرية نهاية شهر رمضان الماضي فيما سمى وقتها بالتبشير بتوزيع البلح على الصائمين!!
السؤال المباشر الذي يجب طرحه بوضوح.. هل يتساوى تبشير المسيحي للمسلم ليعتنق المسيحية.. مع دعوة المسلم للمسيحي ليعتنق الإسلام ؟ الطرح هنا قانوني بحت ولا علاقة له بالأديان نهائياً لأننا بصدد حبس طلاب الاسكندرية وكاهن المنيا بتهمة التبشير بالمسيحية..
فهل اصبح التبشير بالمسيحية أصبح ” تهمة ” فى مصر؟ واذا كانت تهمة فما هو توصيفها القانوني نصا وعقوبتها طبقا للدستور والقانون ؟
كيف “تخصّص” الدولة آلاف المساجد والزوايا وجامعة الازهر ، عشرات الصحف والمواقع والقنوات ومحطات الراديو ، وتنفق عليها مليارات الدولارات سنويا من ميزانية الدولة للدعوة الى الاسلام ، بينما “تجرّم” من يبشّر بالديانة المسيحية والتى هى ايضا سماوية باعتراف كتاب المسلمين المقدس .. القرآن؟
اذا كان التبشير بالمسيحية مجرّما بالقانون فعلينا ذكر ذلك صراحة والنص عليه، لكن غير المنطقى ولا المقبول أن نساوي بين المصريين ” قانوناً” ونفرّق بينهم “عملاً”على اساس ديني فى مخالفة صارخة للدستور والمواثيق الدولية!!
ان بناء دور عبادة المسلمين ورواتب مشايخ الازهر وجامعته يتم تمويلها من ضرائب المسيحيين والمسلمين معا ، بمعنى ان المسيحي يموّل من ضرائبه من يمنعه من التبشير بديانته ، ويجرّم حقه فى ممارسة ما يمارسه شريكه فى الوطن فى الدعوة الى الاسلام ليل نهار، فهل ذلك يعود الى ان مصر دولة “إسلامية” ينص دستورها على ان الشريعة الاسلامية هى المصدر الرئيسي للتشريع؟
ان تسييس الدين كفيل بتدمير هذا الوطن، والحل من وجهة نظرى هو ” تجريم ” تعليم الدين فى المدارس والجامعات ووسائل الاعلام ، وتحويل مناهج جامعة الازهر الى مناهج علمية بحتة كالطب والزراعة والقانون والعلوم والهندسة ، والسماح للمسيحيين بالدراسة فيها فورا.
مصادر استقاء الأديان متعددة ومنها الانترنت والكتب المقدسة والصحف للمتعلمين، و دور العبادة والاسرة لغير المتعلمين والبسطاء.
كيف تسمح لنفسك بدعوة غيرك الى دينك وتمنعه من دعوتك إلى دينه .. على أي اساس؟ ان المسلمين يستغلون الحرية والديمقراطية والتسامح في الغرب.. في الدعوة الى الاسلام، وبناء المساجد والمراكز الاسلامية فى امريكا واوربا واستراليا وغيرها، ويتباكون اذا منعت احدى المدارس طفلة محجبة من دخول المدرسة، بينما هم يمنعون أصحاب الديانات الاخرى من التبشير وبناء الكنائس في بلادهم..
السعودية تمنع دخول الانجيل إلى أراضيها، وبها مناطق عليها لافتات تمنع غير المسلمين من دخولها باعتبارهم أنجاس.. ومصر تتعامل مع التبشير كتهمة وتسجن من يمارسها، وأحيانا يتم التهاون مع المشايخ في سب اصحاب الديانات الاخرى كل يوم جمعة علنا دون رادع أو عقوبة!!
الأمر الذى يمثل ازدواجية كبيرة لمفهوم حقوق الانسان، عليهم ان يدركوا ان حقوق الانسان مبدأ واحد لا يتجزأ..
ان الدعوة والتبشير قنبلة موقوتة تهدد أمن مصر وعلى السلطة الحالية ان تمتلك الجسارة والقوة في مواجهة رجال الدين والمتاجرين به أياً كانوا مسلمين أو مسيحيين، هذا اذا اردنا للوطن أن يتقدم إلى الأمام، الحل الوحيد للورم هو فتحه وتنظيفه، فإن استعصى على تنظيفه وجب بتره قبل تسمم الجسد كله.. بتطبيق النظام العلماني الذي يحمي الأديان وتابعيها من عسف وجور بعضهم البعض، وأيضاً حماية اصحاب المذاهب المختلفة داخل الدين الواحد من ظلم بعضهم البعض..