تدور مناقشات فى وسائل الاعلام المختلفة حولة مسألة عرض بعض العراقيين والسوريين وآخرين لشراء الجنسية المصرية مقابل مبلغاً من المال يصل الى الملايين بل البلايين، ويعتقد البعض أن هذا المال يمكن أن يفيد مصر فى أزمتها المالية الحالية. الواقع أن هذا الاقتراح مرفوض رفضاً تاماً من عامة الشعب المصرى، لأن الجنسية المصرية ليست سلعة تباع وتشترى فى الأسواق بل هى قيمة وطنية يفخركل مصرى ومصرية بها، الجنسية المصرية هى حضارة مصر العريقة الضاربة فى القدم، هى أخناتون والحضارة القبطية المسيحية، والقبطية الاسلامية، هى فجر الضمير، كما قال عنها المؤرخ الأمريكى المعروف، هنرى برستيد، واذا كنا نحتاج المال فان مصادر المال كثيرة ومتنوعة ولا يمكن أن نبيع الجنسية المصرية هويتنا وشرفنا وكرامتنا التى نعتز بها مقابل المال، لأن المال مهما كان كبيرا يظل قزماً مقابل جنسيتنا، واذا بعنا الجنسية المصرية فلماذا لا نبيع الأهرام وأبو الهول إذن؟!
ثم قولوا لنا يا أصحاب الأفكار النيرة المتخلفة الرجعية اذا منحنا الجنسية لبعض الشباب العربى أو الأجنبى هل سيدخل الجيش ويدافع عن مصر وهو ليس ابنها أصلا ولا ينتمى لها؟!
انه سيحصل على الجنسية بالمال ولذلك سيكون همه الأول هو إسترداد هذا المال وتعويضه أضعافا مهما لعب بالسوق والتجارة، ولن يكون همه التخفيف عن الشعب أو إسعاده.
وأصحاب هذا الرأى الجهنمى فى بيع الجنسية المصرية يتدشقون بأن هذا يحدث فى أمريكا وكندا وبعض البلاد الأوربية وهذا صحيح لكن الواقع أن شعوب هذه الدول هى فى الأصل شعوب مهاجرة وليست إبنة أوطانها، كما أن هذه الدول تعانى فقرا شديدا فى عدد السكان والأيدى العاملة، فهى تحتاج الى هجرة الآخرين إليها، وهى الآن تمنح الجنسية بشروط قاسية صعبة لكى لا تتيح فرصة منح الجنسية إلا للأشخاص الموهوبون العمليون والعلماء والمتخصصين، أما عندنا فى مصر فالأيدى العاملة متوفرة ونحن نعانى من البطالة وكثرة السكان ومن هنا فليس من المعقول أن نمنح الجنسية لشباب دول أخرى حتى يكونوا منافسين لأبنائنا المصريين فى سوق العمالة والإنتلج.!
يقول أحد المفكرين الأوربيين ان مصر تشبه قطعة الجاتوة ال(ميل فى) أى التى تتكون من رقائق من الحلوى فوق بعضها يمثل بعضها الحضارة المصرية العظيمة القديمة، ثم الحضارة اليونانية ثم الحضارة القبطية المسيحية، ثم الحضارة الاسلامية ثم الحضارة الأفريقية ثم الحضارة الحديثة، هكذا يشبه مفكرنا عظمة مثر بتاريخها كله بقطعة الجاتوه الجميلة التى يعشقها كل سكان العالم، فهل يقدر الأجانب مصر وعظمتها أكثر مما نقدر، نحن؟! وهل يكفى مال العالم كله لكى نبيع جنسيتنا وفخرنا واعتزازنا.
لقد فرض المجنون محمد مرسى فى الجنسية المصرية ومنحها لمن لا يستحق ولذلك تحاول وزارة الداخلية الآن إستعادة الجنسية من مغتصبيها الذين لا يستحقونها. وقد منحت مصر جنسيتها لبعض الفنانين العرب مثل المطرب ويع الصافى، والفنانة لوردكاش لظروفهما الخاصة وعشقهما لمصر، دون دف مال أو شراء. وهل ننسى رائعة الصافى عظيمة يامصر؟. إننا نفخر بمصريتنا وقدرتنا على البناء والعمل ولا شك أن مشروع قناة السويس الجديدة أكبر مثل ذلك، ولن نبيع الجنسية المصرية بل سنغنى مع فنان الشعب السيد درويش:
أنا المصرى كريم العنصرين بنيت المجد بين الهرمين.
جدودى بنوا العالم القديم ويغنى الكون وهم موجودين.