التوك توك وسيلة مواصلات فرضت نفسها أخيرا على الشعوب النامية، كثيرة السكان، والغير متقدمة تكنولوجيا، وهو صناعة هندية فى الأساس، لكن هناك دول كثيرة السكان، والغير متقدمة تكنولوجيا، وهو صناعة هندية فى الأساس، لكن هناك دول كثيرة تصنعه الآن، وقد شاهدته وركبته فى الصين وفى تايلاند، والحقيقة انهمواصلة سهلة صغيرة رخيصة الثمن، وكل بلد ولها توك تكها الخاص، فأنت فى تايلاند تشعر براحة وأنت تستخدمه وهو نظيف وكبير الى حد ما.
من الطبيعى أن يوجد التوكتوك فى مصر، فرجال الأعمال رضى الله عنهم يستوردون كل شئ الى مصر، حتى العمالة مع أننا نعانى من البطالة! والاستيراد هنا الى مصر لا يطبق بنظام معين ولا بحاجة السوق الى السلعة المستوردة، وإنمايطبق بطريقة كم الربح الذى يعود على رجل الأعمال المستورد!
هنا نقول أنه بعد ثورتين شعبيتين عظيمتين يجب التدقيق فى كل ما نستورده: هل هو مناسب لمصر؟ هل يحقق المصلحة العامة للمواطنين أم لا؟ ما هو عمره الافتراضى وهل يتناسب مع مصر أم لا؟
نعود للتوكتوك فى مصر بعد أن أصبح جزءاً من منظومة المواصلات فى بعض مناطق مدن الجمهورية، وهو وسيلة رخيصة سهلة، لكن ركوبه متعب وبخاصة فى المناطق العشوائية الغير مفلته، حيث تجد نفسك تتحرك داخل العربة الضيقة كالبهلوان يمنة ويسرى وفوق وتحت وربما مطب واحد شديد يدفع بك خارج التوكتةك نفسه
كنت أقضى أياما للراحة فى الأسكندرية فى منطقة المنتزة حيث المكان الجميل والهدوء الحالم، هناك لابد أن تستخدم التوك توك اذا أردت الذهاب الى السوق فى المندرة والعصافرة.
ركبت التوك توك أنا وزوجتى، كنا محشورين داخله لضيقه، ووجدت نفسى فى غابة من التكاتك، فبين كل توك توك وآخر تجد توكتين، وأنت تتعجب للسائق الذى يقوده: كيف يسير وسط هذه الغابة المغلقة من الأمام والخلف والجوانب!؟ وتعجبت أكثر من الطفل الحافى الذى يقود التوكتوك، والذى أروحنا أنا وزوجتى فى يده بعد الله بالطبع- سألته: كم عمرك ياإبنى؟
أجابنى 13 سنة.. سألته: هل معك رخصة قيادة؟
ليس معى رخصة فهى لاتصدر لأقل من 18 سنة!!.
كم عدد التكاتك فى هذه المنطقة؟
لا أعرف فهى كثيرة جدا!.
التوكتوك فى هذه المناطق العشوائية يستخدم تماما كالتاكسى، والطريف أنك يمكن أن تشير إليه لكى يقف فينظر إليك وأحيانا يفعل كما يفعل أصحاب التاكسى، فيتركك ويجرى وطظ فى حضرتك..!.. حتى أنت ياتوتوك!!.
لا أعرف لماذا تذكرت الفنان القدير المطرب عبد العزيز محمود وأنا فى التوك توك، فمن أشهر أغنياته: تاكسى الغرام.. وقلت لنفسى : بكرة نسمع أغنية تقول: ياتوكتوك الغرام.. المهم أن التوك توك أصبح وسيلة مواصلات ضرورية ومهمة وبخاصة فى الأماكن الشعبية والريفية والمزدحمة، وأحيانا الحظ توك توكا فى الشوارع الكبرى هاربا من رجل المرور فى غيبة من النظام، أو مستغلا للفوضى المرورية كثيرا ما نعانى منها.
وما دام التوك توك قد فرض نفسه علينا، وأصبح وجوده حقيقة، أليس من الحكمة أن ننظمه ونخصص حارات له فى الشوارع التى يسير فيها؟ والأهم أن نرخص كل التكاتيك الموجودة ولا نسمح لأى طفل أن يقوده لأن قيادة الأطفال للتكاتيك ينتج عنها مصائب كثيرة، فماذا لو ارتكب الطفل حادثا مروعا جرح وقتل فيه بعض المواطنينين؟ كيف نحاسب طفلا فى الثانية عشرة من عمره؟!.
التوك توك أصبح وسيلة مهمة فى المواصلات لكن يجب الاهتمام بعمل ترخيص لكل توكتوك، وعدم السماح للأطفال بقيادته بل لا يقل السائق عن 18 سنة حتى يكون مسئولا أمام المرور وأمام المجتمع، كذلك يكون قد بلغ من الوعى والمسئولية ما يطمئن الناس على حياتهم.. ثم من المهم أيضا أن يكون التوك نوك سليما غير معطلا.
هكذا يمكن للتوتوك أن يساهم فى حل مشكلة البطالة لو إستخدمناه بطريقة عقلية وفنية وإدارية مناسبة، فهو مجال لعمل الآلاف من الشباب فى كل المحافظات.