راقبت طوال الاسبوع الماضي .. كيف ندير الازمات ؟ وإكتشفت إن من يديرون الازمات يصنعون أزمات أكثر من التي نمر بها !! نبدأ بتضخيم الاعلام والشرطة لما سمي ب”الثورة الاسلامية” في 28نوفمبر الماضي ، ونشر الاعلام 34مرة بيان جاء فية:(أعلنت “الجبهة السلفية”، أحد الجبهات داخل تحالف جماعة “الإخوان”، أنها سمحت بـ”العمل المسلح”، يوم 28 نوفمبر، وهو ما نسمية انتفاضة الشباب المسلم”) وتم إستضافة 28 ضيفا علي مدي ثلاثة ايام في برامج التوك شو .. في 12فضائية ، الامرالذي أدي الي “تخويف” الناس ، وبالطبع لم يكن هناك لا ثورة ولا إنتفاضة ولا رفع مصاحف ولاشئ يذكر ، ولكن الاعلاميين ومن يديرون الازمة نجحوا في تخويف أغلبية المصريين ودفعهم الي التزم منازلهم في ذلك اليوم!!
كذلك حينما حكمت المحكمة بالبراءة لمبارك والعادلي وباقي الحاشية ،لم يلتفت الاعلام الي إن عدم اقامة الدعوة وسقوطها عن مبارك كان لصفقة عقدها الاخوان مع ال مبارك .. وتقاعس النائب العام الاخواني طلعت عبدللة عن عمد عن تقديم الطعون في مواعيدها!! لكن الاعلام “الفلولي” احتفي بمبارك وإستضافة في مداخلة هو ورجال الداخلية بطريقة أستفزت الراي العام (مثلا في برنامج الزميل احمد موسي ذكر مبارك بأسم “الرئيس” 14مرة !!) وتلك الفضائية في ذلك اليوم لم تذكر ولا لمرة واحدة اسم الرئيس عبد الفتاح السيسي .. بالطبع حدث ذلك عن جهل وليس عن عمد ، ولم يتوقف الامر علي ذلك بل إن الزميل احمد موسي قدم مساعدي العادلي من المتهمين الذين تمت تبرئتهم وكأنهم ملائكة !! ولم يشر اي أحد الي إن هذا الحكم ليس حكما نهائيا..ولم يتوقف الامر علي ذلك بل تمت إستضافة بعض الضيوف الذين اساؤا الي الشهداء والي ثورة 25 يناير !!
كل ذلك أدي الي تهييج وتحريض قطاعات من المجتمع ..وإثارة البلبلة وجرح مشاعر اسر الشهداء ،وهكذا لعبت بعض الدوائر الاعلامية دورا تحريضية ضد النظام القائم بوعي او بدون وعي !!
الامر الذي أدي ألي إفساح المجال لفلول الاخوان بالصيد في الماء العكر ،بالطبع انا لا أتهم أحد الا “بالجهل” وعدم وجود رؤية حتي علي صعيد الفضائية الواحدة او المطبوعة الواحدة .. ولا سياسة اعلامية ولا غرف متابعة ، ولا أريد ان اقول فوضي لان الفوضي لها قواعد .. ما حدث عشوائية وعبثية مبالغ فيها .. وإنعدام للمهنية والجهل بالمصلحة الوطنية ،كل ذلك جعلني أطالب بعودة وزير للاعلام .. والاهتمام بالتليفزيون الرسمي وإعادة الاعتبار لاعلام الدولة حتي نحدث معادل موضوعي لتسيد الجهلاء في قطاعات مؤثرة من الاعلام الخاص .. إن ادرة ازمة الاعلام لاتقل أهمية عن مكافحة الارهاب.لان أغلب قطاعات الاعلام الخاص تدار بلا مرجعية مهنية او وطنية !!