مرت أيام الأسبوع الماضى فى حزن شديد على شهدائنا فى سيناء، وقلق واجب على المستقبل، أن الإرهاب الأسود الحيوانى لا يريد لنا البقاء ولا المستقبل يريد أن يدمر وينهى مصر أم الدنيا، صاحبة أقدم حضارة فى التاريخ، يريد أن يقدمها للإستعمار الجديد، للذين يتشدقون بحقوق الإنسان والحريات، يقدمها لقمة سائفة لأطماعهم وشعورهم الكاذب بأنهم المتفوقون والمتحضرون، وهم فى الواقع من أرزل أنواع البشر، بل الحقيقة أنهم لا ينتمون إلى البشرية فى شئ، فقد فقدوا الشعور الإنسانى والحب والرحمة والعقل والمواطنة، وهى أبسط ملامح الإنسانية..
أن ما حدث فى سيناء والشهداء والجرحى الذى وصل عددهم المائة ونيف، مأساة إنسانية بلا شك.
وعلى الرغم من الحزن الشديد إلا أننا نستمد من هذا الحدث الأليم دفعة إلى الأمام، ورغبة حقيقية فى الدفاع عن بلدنا وعن انفسنا ووجودنا، فمصر يجب أن تبقى شامخة قوية، حاملة لواء الحضارة، فهذا هو دورها، وهذه هى رسالتها، ولنستمد من أحداث التاريخ السابقة- وهى كثيرة- حكمة ونبراسا للمضى إلى الأمام، فقد قرر المصريون البقاءوالكفاح، ونكون أو لا نكون، تهون الحياة فى سبيل الوطن، وكلنا جنود فى سبيل الوطن. وقد أعجبنى الزعيم عبد الفتاح السيسى وهو يقرر أنه خادم للشعب ومستعد أن يموت فداء للوطن، وسيحقق رغبة الشعب فى البقاء، انه رجل ملهم ويستمد إلهامه من إيمانه الشديد بالله والوطن وإرادة شعبه، ومن هنا فهو ينقل وطنيته المتأججة الى كل المواطنين، وما دمنا وحدة واحدة نعمل بجد واخلاص من أجل بلدنا فسننتصر فى النهاية وتحيا مصر.
قد يسأل البعض عن معنى عنوان هذا المقال وما هو ارتباط الإرهاب بالثقافة وبمعرض القاهرة الدولى للكتاب؟
الواقع أن الارتباط كبير، فقد انتشر الإرهاب فى مصر وتقوى فى غيبة من الثقافة والتعليم والعقل، ولو كنا على قدر ولو قليل من الثقافة والوعى بوطننا وتاريخنا والوضع السياسى العالمى، وأطماع الإستعمار الجديد فى بلادنا، واستغلال واستعمال الإستعمار للمنظمات الإرهابية والاغداق عليها بالمال لكنا قد عرفنا من البداية المخطط الاستعمارى لتغيير خريطة الشرق الاوسط بحيث تخدم الاستعمار الامريكى البغيض الذى يريد أن يمكن اسرائيل- مندوبته فى الشرق الاوسط- فى البقاء والاستمرار والتحكم فى كل المنطقة.
والثقافة هى السلاح الحقيقى والقوى فى معركتنا الآن ومن أجل المستقبل، نعم أن السلاح والجيش والشرطة هما الذان يدافعان عن وطننا الآن، لكن ذلك لأنه لا توجد وسيلة سريعة للحفاظ على حرية شعبنا واستقلال بلادنا الآن، ولأن المعركة طويلة فان الثقافة هى سلاحنا مستمر من أجل البقاء، والثقافة تشمل ضرورة ايماننا بوطننا واستقلالنا، وضرورة أن يكون ديننا مستنير فنعرفه جيدا، ونصل إلى تقويل النص بحيث نفهم نصوص الدين جيدا، وما وراء كل آية كريمة، ونحن فى هذا المجال نحتاج لثورة دينية حقيقية كما قال الرئيس السيسى، ونعيد قراءة النصوص ونفهمها الفهم الحقيقى كما نصحنا الشيخ الجليل الإمام محمد عبده، أفضل من أنجبته القرية المصرية، كما قال أستاذنا العقاد، ونحتاج إلى قراءة فكر الثقافى والفليسوف الاسلامى ابن رشد ( 1226-1298) الذى نادا بالايمان الحقيقى بالعقل لانه المرشد والامام- الثقافة الحقيقية ان نستخدم العقل ونعمله فى كل شئ، فلم يخلق الله – عز وجل- العقل هباء ولكنه له دور كبير حقيقى، وما الحال السيئة والتطرف الأعمى الذى وصلنا إليه إلا نتيجة اهمالنا للعقل والسماح للخرافات أن تعشش فى أدمغتنا.
الثقافة هى سلاح خطير ضد التطرف والارهاب، فهى فهم حقيقى للدين والتفرقة بينه وبين السياسة، والثقافة تدفعنا لمعرفة وممارسة الفنون والآداب التى هى غذاء للعقل ووسيلة لنشر الحب والتسامح وتقبل الآخرين، اللوحة التشكيلية لها أثرها فى ذلك، والأغنية والمقطوعة الموسيقية والأوبرا والمسرح والقصة والرواية، كل هذا يحقق للإنسان إنسانيته ويدفعه لاحترام الإنسانية جمعاء، فلا فضل لعربى على عجمى إلا بالتقوى أما عن معرض القاهرة الدولى للكتاب، فهو تمرس ثقافى سنوى، وهو وسيلة من وسائل نشر نور المعرفة وعظمة الثقافة، فهو بهم الكتاب، والكتاب هو أصل المعرفة والثقافة وسيظل كذلك.