لا يستطيع أي كاتب أن يمنع نفسه عن المشاركة في كل الأحداث المهمة التي تمر بها بلده، والتعبير عن رأيه في تلك الأحداث، فهذه شهادة تاريخية ربما تهم الأجيال القادمة أكثر.
وقد تابعت رحلة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الأمم المتحدة، واستمعت لكلمته عن مصر، وشغلتني لقاءاته هناك، من هنا أقول أن الكاتب لا يستطيع أن يمر مر الكرام على هذه الرحلة المهمة والمفيدة والتي ولدت مصر فيها من جديد، وأصبح لها زعيماً حقيقياً عاشقاً لها ومحباً لترابها وخادماً لشعبها، ولم لا ونحن الشعب المصري الأصيل المتحضر الذي اختاره بل وأمره أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية ثم انتخبه بالإجماع؟
كانت كلمة مصر التي ألقاها الرئيس موجزاً واضحاً ومهماًّ عن فلسفتنا هذه الأيام بعد الثورة، مصر الحديثة الناهضة من كبوة التعصب والإرهاب الأسود، مصر الدولة الحقيقية التي تقوم على العدالة والقانون والفصل بين السلطات، واحترام الأديان السماوية كلها، والإيمان بالإسلام الوسطي المستنير، مصر التي تنفض عن نفسها الاكتئاب والكسل لتعمل ليل نهار وتعوض خسائرها ومؤسساتها مصر التي تعترف بفضل الشهداء جميعهم في تحقيق استقلالها وحريتها، وعودة السلطة لشعبها لبعضهما ويصمم خريطة المستقبل التي تعبد لها كرامتها وقوتها الاقتصادية والسياسية.
أعجبتني النبرة الهادئة الواثقة للرئيس التي دفعت شعوب الأمم المتحدة على التصفيق الحاد، منبهرة بهذا الرئيس الجديد الشجاع الذي يعرض سياسة بلده بأمانة وإخلاص، ولأن الصدق دائماً يعبر عن نفسه، فقد اكتشفت شعوب العالم في الأمم المتحدة صدق الرئيس ومن هنا كان التصفيق والتشجيع.
وجدتني في نهاية خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي أهتف معه بصوت عالٍ: تحيا مصر.. تحيا مصر.. مصر أم الدنيا – وهذه حقيقة تاريخية – والتي ستكون قد الدنيا كما أعرب وصرح ابنها البار السيسي أكثر من مرة. نجاح أكثر من المتوقع ونتائج إيجابية لم نتوقعها في هذا اللقاء الأول بين الرئيس الزعيم وبين شعوب العالم.
ثم تتوالى نجاحات رحلة الأيام الأربعة، فلأول مرة يطلب رئيس الولايات المتحدة مقابلة رئيس على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، والمعروف أن بروتوكول موعد مقابلة رئيس أكبر دول العام يتم قبل ثلاث أشهر قبل المقابلة، لكن نجاح رحلة عمل الرئيس السيسي شجع أوباما المتناقض المواقف معنا على طلب المقابلة!
أو ليس هذا نجاح كبير للدبلوماسية والسياسية والمصرية؟ وبعد ذلك طلب رؤساء وملوك الدول مقابلة الرئيس السيسي، وكان الكل يكن له الاحترام والحب.
كانت رحلة الرئيس السيسي إلى الأمم المتحدة بمثابة مهرجان للدعوة لمصر، وتحدث الجميع عنها وعن مستقبلها الزاهر المشرف إن شاء الله.
هذه هي مصر العريقة الحضارة، القوية دائماً، التي تحترمها كل شعوب العالم وتحبها وتطمع فيها، ولكنها لا تستطيع إلا أن تصادقها الند للند، ومهما كبرت بعض دول العالم إلا أنها تعرف أنها تاريخيا تلميذة صغيرة في الحضارة المصرية الكبيرة.. وهذا ابن مصر البار الذي استطاع أن ينتشلها من الوباء والتعصب والإرهاب وينجو بها إلى شاطئ الأمان.. إنه الزعيم الجديد الشاب الذي يحكم بالحب وبرأي الشعب ومصلحة الجميع.