نياحة ابونا “فانوس” تفتح الباب أمام الجميع لمراجعة ذاتية وإلى مجموعة من الأسئلة لابد للبحث لها عن إجابة صادقة، أهمها، كيف نجح فيما وصل إليه من درجات روحية جعلت لديه العديد من المواهب التى كان يحاول أن يخفيها ؟، وكيف رغم بساطته استطاع أن يجمع قلوب الناس من حوله، رغم أنه لم يكن يتحدث كثيرا ؟، ولكنه كان بالطبع يصلى ويعمل ويخدم أكثر مما يتكلم.
الأمر المؤكد أنه كان على يقين بأنه لا يوجد إنسان على هذه الأرض سيعود إلى نفسه بطرق قاسية وكلمات حادة ونظرات استهانة، كان يدرك تماما أن العودة إلى الطريق الصحيح لن تأتى إلا عن طريق المحبة والمحبة فقط، وهو ما كان يقوم به السيد المسيح مع كل من تقابل معهم، وكأنه يدرك عطش النفوس لقلب طيب يحنو ويد تساعد وعين تنظر ببساطة للجميع.
حياة ابونا “فانوس” بقدر ما هى درس للأجيال بكل ما حملت من بساطة وزهد وصمت إلا أنها أيضا علامة في طريق كل من يسلك في طريق الرهبنة والخدمة، فرغم قسوة الحياة في الجبال وظروفه الصحية لم يكن يتأخر يوما عن اى إنسان يطلب المساعدة، بل كان يخرج ليقابل زوار الدير حتى قبل وقت قريب جدا قبل أن تتدهور حالته الصحية.
أبونا “فانوس” وداعا، لتكن صلاتك من أجل بلادنا وشعبنا، لتكن أذناك مصغيتان إلى أصوات البسطاء الذين يتشفعون بك، كما عهدناك دائما وقت أن كنت هنا على الأرض، ولتكن حياتك درس لكل من يريد أن يخدم، فهناك فرق بين إنسان يريد من الله أن يستخدمه من أجل خدمة الناس ومجد اسمه، وآخر يريد أن يستخدم الله من أجل خدمة ذاته والحصول على مجد باطل من الناس.