كثيراً ما أقرر ألا أتحدث مجدداً في الأمور السياسية أو بما يتعلق بها من قريب أو بعيد وأقول ماذا سأستفاد ، ولكن اليوم حين أكتب ذلك المقال الذي تقرأ فيه أنت الآن عزيزي القارئ، فأنا لست أكتب مقال للنقد السياسي أو الأوضاع السياسية الجارية في مصر، فأنا أقل بكثير من أن أتحدث في تلك الأمور.
لكن أكتب اليوم لأستنكر ما صار يحدث في الأيام والشهور القليلة السابقة لنا كأقباط مصريين، فالقبطي صار كالجنيه، الجنيه غرق في الإقتصاد والقبطي غرق ولكن في دماءه كما كان قال صديقي العزيز الكاتب رامي جلال عامر.
إلى متى تفشل الحكومات في تنفيذ العملية الأمنية للكنائس والأقباط في الأعياد والمناسبات الخاصة بهم؟؟، إلى متى ستتعامل مع تأمين الكنائس كالطالب الذي يعلم أن في الإمتحان سؤال دائم التكرر كل عام ومع كل عام يفشل أيضاً في أن يجيب عليه!!.
فالوضع أصبح متكرراً والمأساة صارت محفوظة وكأنها سيناريو، ولكن مع تغيير بعض الأبطال فيه وهم الشهداء الجدد في كل حادثة ومع تغيير الأماكن وهي الكنائس الجديدة.
إلى متى ستسمح الحكومة المصرية بأن يخطب البعض في الجوامع ويقول بأن المسيحيين كفرة أو غير موحدين بالله والحقيقة عكس ذلك، إلى متى سيعلم الطفل بأن صديقه المسيحي أقل منه ويجب ألا يتعامل معه؟!.
إلى متى سيزرع في نفوس الأجيال الجديدة أفكار غريبة كنت أسمعها من أصدقائي عن المسيحيين، ففي الصغر كنت أسئل، لماذا رائحة الأقباط سيئة ولماذا أنا رائحتي ليست سيئة؟؟، وهل بالفعل نقبل بعضنا في الكنيسة ليلة رأس السنة في الكنائس في تمام الثانية عشر.
ولما كبرت تغيرت الأسئلة وتطورت كمثل كيف يسمح الرجل المسيحي أن تمر زوجته ليلة الزفاف أولاً على الكاهن لينام هو أول مرة معها؟!، ووجدت أن تلك الأفكار تزرع في نفوس الشباب منذ وهم أطفال، فبالتالي يصبح الطفل شاباً وهو يعلم أن المسيحيين كفرة، لا يملكون حياءاً ولا خوفاً من الله وبالتالي حلال قتلهم وسفك دمهم.
أن كنا نريد فعلاً مصر جديدة كالتي كنا نحلم بها بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير عام ،٢٠١١ لا بد أن نراجع أنفسنا ونراجع كل شيء حتى لا يتكرر ومع الوقت سنجد أن المسيحية اختفت من مصر.
Twitter: @PaulaWagih