الذى يكشف التحلل السياسى والاجتماعى أكثر ملامح أبسط بكثير من المواقف السياسيه الكبرى وعلاقات الدول والاقتصاد الكلى وخلافه من موضوعات الذى يكشفه أكثر ظاهره عامه مثل الغش الجماعى في الامتحانات تكشف بجلاء كيف ضربت سوسة الفساد أرواح وضمائر الناس على مستوى عام ، فأصبح القبول بالغش الجماعى مثل غيره من الظواهر تستدعى الضحك بهطاله او التصريح الحكومى بهباله مع اننا نذكر أنه في الولايات المتحده عندما اكتشفت الدراسات التعليميه ان دارسى العلوم والرياضيات في الصين تعدوا امثالهم فى الولايات الامريكيه هتفوا محذرين أمه فى خطر ولااعلم بالنظر إلى ظاهرة الغش الجماعى في امتحانات الثانويه ممكن نعتبر نفسنا امه في ماذا بالضبط ؟أمه في فرح شعبى بكل مشتملاته بالبيره والبانجو ولامؤاخذه ولاأمه فى العشوائيات فى دار السلام بنقتل بعضنا على خلاف فى الركن جنب التاريخ ولاجوار الجغرافيا السياسيه ..
اصبح الامر يتعدى اثارة اى مشاعر بالدهشه او الغضب او الذهول او الحزن ليس فقط انهيار تكافؤ الفرص التاريخى فى المجتمع الذى اصبح يدافع عنه ساده شامخين ومتنفذين والذى اهلك المجتمع وجعل اهل الموهبه والكفاءه فى اسفل السلم الاجتماعى والسياسى بلا أمل لالهم ولاالوطن فى النجاه الأهم ان الموضوع للأسف تحول إلى ثقافه عامه للغش وليس انزلاقا او شرخا بسيطا يمكننا مداواته قبول عام على الاغلب إن لم يشمل الاشتراك فى الجريمه الوبيله يكتفى بالصمت الفاضح كالسكوت الذى هو علامة الرضا عن جريمة اغتصاب شائنه لمستقبل بلد كبير ومصير الابناء وقيم المجتمع الاساسيه .
الصامت على الغش الجماعى يسمح بتدمير منظومة القيم الاساسيه للمجتمع وفقا لنظرية الدينامو حيث من السهل بعدها للمجتمع قبول تساقط باقى الاحجار مثلا القبول العام بالغش فى السلع والقبول العام بالفساد وتمرير الجرائم كالتحرش والاغتصاب والنهب اذا وافقنا على ذلك فقد وافقنا فى حقيقة الامر على كل الجرائم التابعه والمتبوعه فالضمير لاينقسم عندما يقبل جريمه فلا تستغرب بعدها من قبوله كل الجرائم فكل شىء حينها يصبح مباحا ولو بطريقة التواطؤ الصامت ثمة كارثه كبرى تنشب انيابها بشراسه فى قلب المجتمع وتؤذن بانحلال مجتمعى معلن كبير وكل فرد منا شريك فى هذه الجريمه حتى بالصمت العاجز نحن نوجه رساله للاجيال القادمه انك لن تعبر الثانويه العامه ولا الحواجز الطبقيه ولا تحديات الحياه الا بالغش وان المجتمع متوافق تضامنيا مع قبول الغش والسكوت عليه وتمريره اى مستقبل ينتظرنا وينتظر هذه الاجيال التى ابتلعت هذه الرساله المسمومه ؟لاأعرف إلى اى مدى وصل التحلل الاخلاقى والاجتماعى للمجتمع ولكن التشاومنج الذى حدث يكشف لنا انه وصل حدا الى حد الغرق ايضا رد فعل الحكومه عليه ذلك الرد البيروقراطى السفيه العاجز الذى يعزى كل شىء إلى عوامل غامضه غير محدده مؤامره اطرافها مجهوله مع ان الجريمه محدده خزنه وقفل اتسرقوا يبقى فيه فاعل اصلى اما امين الخزنه او الحارس عليها او رئيس المصلحه او كلهم متضامنين فى مثل تلك الحالات هناك مسئوليات جنائيه واضحه ومحدده ناهيك عن ان هناك كما تعرف الدول المتقدمه مسئوليه سياسيه تستوجب اقالة المسئول الأول عن الامتحانات حتى او عن التعليم
لكن الغريب يااخى المؤمن انك لاتجد اى شىء جاد فى مواجهة كارثه محققه ولاحتى شىء يبل الريق او يشعرك بالامل فى خطوات جاده لمواجهة كارثه حكومه لاتعترف باخطائها وليست لديها اى احساس بالمسئوليه وتستدعى اسبابا شيطانيه غامضه فى جريمه جنائيه محدده لااعرف كيف وصلنا الى هذه الدرجه من التهافت والسلبيه وشيوع البلوى والقبول بها كقدر لامرد له الاخطر بعدها انك ممكن تشعر باليأس الشامل يجتاحك واخطر مايواجه الفرد والمجتمعات فى الحقيقه هو فقدان الامل وهو اخطر من كل الشرور هو مقدمه من مقدمات موت الفرد او المجتمع اللهم انعش امالنا فى انفسنا وفي مجتمعنا وفى حكومتنا من جديد يارب حتى لانهلك بالجمله.