من اعلام الطب القديم(ابقراط HIPPOGRATES) وهو اعظم اطباء العالم فى التاريخ، وقد اطلق عليه العرب لقب أبو الطب
يقول الدكتور جورج قنواتى فى كتابه(تاريخ الصيداة والعقاقير فى العهد القديم والعصر الوسيط):
ولد ابقراط فى جزيرة قوص، وهى احدى الجزائر اليونانية الصغيرة فى القرن الخامس قبل ميلاد المسيح، وبالضبط فى سنة 460 ق م، وكان الطب ابان تلك الفترة التاريخية لا يزال فى ايدى اناس تنقصهم الروح العلمية، كثيرا ما يلجأون الى السحر والشعوذة، مستغلين سذاجة المرضى، وكان ابقراط متضلعا فى العلوم الطبيعية فادخل الطب فى اطار علمى، مستعملا الفحص الاكلينيكى والاستنتاج المنطقى السليم.
قد بنى ابقراط علاجه على بعض المبادئ اهمها:
اولا: مبدأ الحيوية:
يعتقد ابقراط ان عنصرا خاصا غير مادى يحيا فى الجسد هو النفس، وهو بمثابة نسيم عابر ينقرض بانقراض الجسد. وهذا المبدأ صدى للاداء الروحية السائدة فى ذلك الزمن.
ثانيا: مبدأ الاخلاط:
هذا المبدا مبنى على اساس واعتقاد بان الاشياء مكونة من العناصر الاربع الاساسية: الحار والبارد والرطب واليابس. فالجسم الانسانى مزيج متناسب من الدم والبلغم والصفراء فاذا امتزجت هذه العناصرإمتزاجا محكما فى الكيفية والكمية وكان الامتزاج متناسبا تمتع الجسد بصحة جيدة، والعكس صحيح.
ثالثا: المبدا الطبيعى:
اى محاكاة الطبيعة فى المعالجة، فالقوى الطبيعية الشافية هى حجر الزواية فى الطب الابقراطى.
لقد وصف ابقراط بعض الامراضوصفا دقيقا مثل السل والصرع والحميات المختلفة، كما وصف بدقة 42 حالة مرضية، 25 منها مصيرها الموت.
من انبل مميزات ابو الطب ابقراط سمو اخلاقه فى مهنته كطبيب، فقد ظل قسمه المشهور رمزا للاخلاق الطبية الراقية وارتفاعها عن الاندماج فى الشبهات التجارية، او اعطاء المريض دواء قتال او افشاء اسرار المريض التى يعرفها، وقد اطلق العرب على هذا القسم عهد ابقراط، وهو مازال مستخدما فى كل كليات وجامعات العالم.
كتب ابقراط عددا كبيرا من المقالات الطبية، ونسب اليه تلاميذه عددا اكبر من مؤلفات كتبوها بانفسهم لكنهم استوحوها من مبادئ استاذهم الكبير.
وقد كونت هذه المقالات العديدة ما اسماه مؤرخو تاريخ الطب( المجموعة الابقراطية) ويتراوح عددها بين 72 و 76 كتابا فى 53 موضوعا، وقد نشرت نشرة علمية وترجمت الى اللغات العربية والانجليزية والالمانية، وكان لهذه المجموعة شأن كبير عند العرب فترجموا معظمها مع تفسير جالينوس لها. ويقول المؤرخ ابن ابى اصيبعة:
” والذى انتهى الينا ذكره ووجدناه من كتب ابو قراط الصحيحة يكون لنا نحو ثلاثين كتابا، والذى يدرس من كتبه لمن يقرأ صناعة الطب اذا كان درسه على اصل صحيح وترتيب جيد اثنا عشر كتابا هى المشهورة من سائر كتبه وهى:
الاول: كتاب الاجنة:
ويتحدث عن بداية الحمل والجنين وتكوين الاعضاء.
الثانى: كتاب طبيعة الانسان:
ويتضمن طبائع الابدان ومن اى شئ تركبت.
الثالث: كتاب الاهوية والمياة والبلدان:
يتضمن ثلاث مقالات عن ارتباط الامراض بالمكان وامزجة المياة المشروبة والطقس.
الرابع: كتاب الفصول:
يتضمن سبع مقالات فى تعريف قواعد وقوانين الطب
الخامس: كتاب تقدمه المعرفة:
يتضمن تعريف العلامات التى يقف بها الطبيب على احوال مرضاه فى الماضى والحاضر والمستقبل.
السادس: كتاب الامراض الحادة:
يتحدث عن اهمية الغذاء وتركيب الدواء ثم اثر استخدام العسل والماء البارد والاستحمام.
السابع: كتاب اوجاع النساء:
تعريف ما يعرض للمرأة من علل وبخاصة اثناء الحمل والولادة.
الثامن: كتاب الامراض الوافدة:
سبع مقالات ضمنه تعريف الامراض الوافدة وتدبيرها وعلاجها.
التاسع: كتاب الاخلاط:
يتعرف فيها عن كمية الاخلاط وعلاجها كل منها على حدة.
العاشر: كتاب الغذاء:
يتحدث عن علل الاغذية واسبابها وكيفية علاجها.
الحادى عشر: كتاب حانوت الطبيب:
الثانى عشر: كتاب الكسر والجبر:
اما المادة الطبية او الدواء فعدد كبير منه من اصل مصرى مثل اللبن والشمام والكرنب واعشاب ممزوجة بالعسل، وزيت الخروع والحنطل والبقدونس والثوم والكرات وقشر الرمان والخبيزة والكمون والبرسيم وزيت الزيتون والرصاص والنحاس والزرنيخ واوراق التوت والحقن الشرجية.
هكذا استحق ابو قراط ان يكون ابو الطب.