كفاح سنجارى الباحث السياسى والكاتب والمستشار الإعلامى للرئيس مسعود بارزانى بكردستان العراق – فى تصريح خاص لـ”وطنى” أرجع أسباب انضمام مؤيدين جدد لداعش للفقر والفساد والتعاليم الدينية الخاطئة قائلاً:
“يجب أن نعترف أن النظام التربوى والاجتماعى والأنظمة الشمولية هى من أنتجت “داعش” بدس مجموعة من الأفكار فى الدين والتاريخ والتربية الوطنية والنظم التى حرمت مساحات من المواطنين من حقوقهم.
والنتيجة أنهم ذبحوا المسييحين فى الموصل ومصريين فى ليبيا تم اختيارهم ضمن مئات الآلاف للقتل على الهوية الدينية.. فداعش يمثل الفكر المتطرف الظلامى الذى لا يؤمن بقبول الآخر مسيحياً أو شيعياً أو غيره وربما سيأتى يوم يقومون فيه بتصفية حتى أصحاب المذاهب الأربعة فى السنة .. لأن المناهج التعليمية تنظر إلى بقية الأديان على أنها أديان ناقصة فتعد بيئة جيدة لإقصاء الآخر.. لذلك على المجتمع الدولى إضافة إلى جهده العسكرى تجفيف الينابيع التى تستقى منها “داعش” نموها .. وهى بيئة الحكومات الفاسدة التى مارست الإفقار وإشاعة الجهل فتمكن داعش من تحويل الشباب إلى أدوات للانتحار أو الانتقام .. وهذا يحتاج إلى جهد دولى كبير لا يعتمد على الحكومات المحلية فكثير منها غير جدى.. فبعض الحكومات لا تعدل من حالها فيما يتعلق بالبطالة وتطوير الخطاب الدينى والقضاء على الفقر .. ومصر عليها مسئولية كبيرة رغم أنها اتخذت خطوات جادة فى هذا الاتجاه وأجرت تدخلاً جراحياً مفصلياً.. إلا أن عليها السعى الحثيث لاستكمال ذلك”.
ويضيف سنجارى :” بداية لتدمير هيكل “داعش” فى شمال أفريقيا ستكون من مصر لأن معظم مقاتلى داعش من شمال أفريقيا – وحينما أقول معظم فأنا أعلم بالإحصائيات – فهناك 20 ألف داعشى فى العراق وفى سوريا 10 آلاف من الدواعش .. معظمهم ينتمون إلى العراق ومصر وسوريا وليبيا وتونس .. والإخوان المسلمين كانوا حاضنات لداعش وغير داعش.
الندية مع أمريكا لا العداء
وعن دور امريكا يختلف سنجارى مع من سبقوه فى الرأى موضحا:”أمريكا تلعب دوراً مساعداً وليس مهما فتجربتنا – ننحن الأكراد – مع أمريكا تجربة أصدقاء.. المشكلة أن الأمريكان يجهلون ثقافة المجتمعات الشرقية.. وعلينا أن نعينهم فى الفهم .. فقد قدموا خدمات جليلة لسلاح الجو وقوات البشمركة وقاموا بتديمر كتائب كاملة لداعش فقط علينا أن نكون على مستوى الندية وليس أقل منهم.
واختلف – والحديث لسنجارى – مع من يدعى أن أمريكا ضد مصر.. أمريكا لو كانت ضد النظام المصرى لاختلفت الصورة الآن تماما .. الأمريكان أدركوا أن الإخوان اتجهوا اتجاهاً خاطئاً والعبرة بالنتائج .. وليس من مصلحة مصر ولا العراق أن تكون أمريكا عدوا لهما والأفضل التعامل بالندية .. وهو أمر مفروغ منه فأمريكا لها مصالح فى مصر ومصر عبر تاريخها دولة مفصلية فى الشرق الأوسط”.