فى مثل الغنى وأليعازر يقول أبونا إبراهيم للغني بيننا وبينكم هوة عظيمة لا يستطيع أحد أن يعبرها..
ليس في هذا عجباً.. فنحن نرى الشمس ونحن على الأرض ولكن بيننا وبينها هوة عظيمة تقاس بمئات السنوات الضوئية، نعم نحن نراها لكن لا نستطيع العبور إليها.
فملكوت السموات حالة روحية – لكن أصحاب الفردوس لا يستطيعون العبور إلى الجحيم وأصحاب الجحيم لا يستطيعون العبور إلى الفردوس.
إنها نفس المسافة بين العذارى الحكيمات والجاهلات فلا تستطيع أحداهن أن تعبر حدودها إلى الحدود الأخرى..
عاش اللص اليمين مع اللص اليسار في حياة الشر ولكن بالموت افترقا وصار بينهما صليب السيد المسيح.
لكن عندما نطق اللص اليسار يعير المسيح “إن كنت أبن الله انزل من على الصليب لنرى ونؤمن”.. ونطق أيضا اللص اليمين “اذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك”، افترقا فى السماء وصارت بينهما هوة عظيمة.. تعادل المسافة بين الأرض والشمس عشرات المرات.
أنها نفس المسافة بين الابن الضال الذى رجع إلى أبيه نادما تائبا والابن الكبير الذى خرج من بيت أبيه جاحدا لأبوته وحنانه..
هى هى نفس المسافة بين صلاة الفريسى والعشار ورغم أنهما كان يقفان أمام الهيكل يصليان إلا أن الصلاة لكليهما بعدما صعدت من سقف الهيكل وافترقا.. وصار بينهما هوة عظيمة..
نعم نحن بالجسد نعيش متلاحمين متلاصقين أما بالروح فتنطلق كل نفس تسبح فى سماء السموات بحسب محبتها.. وبحسب عطائها وبقدر الزيت الذى اقتنته فى العالم ستضئ لأن نجما يمتاز عن نجم فى السمائيات.. وأيضا جبابرة فى الشر سيتفوقون على جبابرة فى الجحيم وينحدروا إلى أسفل السافلين.. كل بحسب جهله وعناده.