هذا المقطع من الإنجيل المقدّس يُلفت انتباهنا بإن ملكوت الله ملكوت فرح سماوي أبدي ، وهو فقط للذين يعيشون حياتهم في البرّ والتقوى والقداسة .والعهد القديم في سفر التكوين يوضّح ويفسّر لنا بإن الرب خلق الكون حسناً . إلا أن الشيطان يأتي ويسيطر على الإنسان الضعيف بالإيمان والإرادة .وكما أن الرب الكلي المحبة زرع في قلوب الناس وارواحها بذور جيدة وطيبة ، وهذه المحبة اكتملت واثمرت بتجسّد المسيح ، اليوم ايضاً ، كلماته وتعاليمه تمدّ جذورها في عقولنا وقلوبنا . لذا من واجبنا أن نبقى أوفياء وأُمناء تجاه هذه التعاليم السماوية الحقّة .فالانسان بكامل حريته وإختياره مدعو لإن يكون مخلصاً ووفياً ، أو ناكراً لها .إن المسيحي المؤمن عليه أن يعتني ويهتم بها ويبقى مخلصاً للمبادئ والتطويبات الإنجيلية والتعاليم المسيحية لكي تنمو وتعطي ثماراً ، ثلاثين وستين ومائة .
لهذا، إذا كنا نريد أن ننقل التنشئة الحقيقية لأبنائنا ، علينا أن نصدّ هجمات العدو إبليس سيد هذا العالم الذي لا يملك أي سلطة علينا ، وذلك بالصلاة والصوم والتأمل ، والوفاء والإخلاص لإرادة الله الآب على مثال معلمنا الإلهي يسوع المسيح .من خلال حياتنا على الأرض ، علينا أن لا نتوقع وجود العدالة التامة ، او الراحة المطلقة ، او السعادة الأرضية الحقيقية ، لإن الشيطان بواسطة المحيطين بنا سيظل يعمل ويستفيد من القلوب المتحجّرة القاسية لكي تحوّل حياتنا إلى جحيم ويُخضعنا للتجارب ، ويستفيد ايضاً من الأشخاص الضعيفي الإرادة ويتركون أنفسهم عبيداً للخطيئة .لنستفيد يا أحبائي من كل نعمةٍ و عطية وفضيلة وهبنا إياها الله ، ولنضع ثقتنا الكاملة بين يديه ، لإنه عندما يحين وقت الحصاديدعوك لتكون مع الأبرار والقديسن في الفرح السماوي الأبدي .