ورد في أنجيل متى 2: من 1 :12 – قصة زيارة المجوس إلى السيد المسيح في بيت لحم
V من هم المجوس: المجوس كلمة فارسية تعني “كهنة” وكان زعيمهم اسمه “زرادشت”
كانوا يعيشون في بلاد فارس وهم وثنيون يعبدون النار
وكانوا مهتمين بدراسة الفلك لأنهم كانوا يعيشون منفردين وبعيدين عن الناس.
V النجم:
– نجم ظهر في النهار أثناء ولادة السيد المسيح يراه المجوس في بلاد فارس وعرفوا أن مكانه “أورشليم”
– نجم يتحرك مع المجوس
– نجم يختفي عند بيت هيرودس
– نجم يعود ويظهر حتى يصل بالمجوس إلى بيت لحم
– نجم يغير طريق المجوس بعد أن رأوا “الصبي” وأمه في بيت لحم ويرجع بهم من طريق آخر
V ماذا عرفوا من النجم
أن المولود ملك وليس ملكاً عادياً ولكنه “ملك اليهود” بدليل ذهابهم إلى أورشليم وسؤالهم قائلين “أين هو المولود ملك اليهود”
V ما الذي جعلهم يفكرون في زيارة ملك اليهود ويقدموا له الهدايا
أكيد كتير من الملوك أتولودوا ولم يظهر لهم نجم مثل هذا النجم ولم يفكر المجوس في زيارتهم أو تقديم هداياهم.
ولكن
ملوك اليهود لهم طابع خاص يختارون عن طريق المسحه الإلهية
– شاول الملك مسحة صموئيل النبي
– داود الملك مسحة صموئيل النبي
ويتمتعون بروح النبوه
فقيل عن شاول الملك “أشاول أيضاً بين الأنبياء” (1صم 10 : 11)
– وهناك عمل إلهي آخر من ظهور النجم للمجوس وهو أن الله أراد أن يعلن نفسه للأمم من خلال النجم
– كما أن النجم كان احدى طرق الخلاص كما كان صيد السمك – طريق بطرس إلى معرفة الرب.
– وكما كلم الله الأمم عن طريق النجم
– كلم اليهود بالناموس والأنبياء
– ويكلمنا الله الآن في ابنه الوحيد (كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثاً في كل شي) (عب 1 : 2)
V هيرودس الملك ومولود بيت لحم
اضطرب هيرودس حينما عرف من المجوس عن ولادة ملك – ربما للأسباب الآتية:
1- خاف على مملكته أن تؤخذ منه ظناً منه أن المولود ملك أرضي.
2- خاف من القصاص لأنه قتل زوجته وأولاده
3- خاف لأنه رجل خاطئ
وظهرت هذه الأمور في كثير من مواقف الكتاب المقدس
1- أرتعد فيلكس الوالي من أمام بولس الرسول (المقيد) (أع 24 : 25)
2- أرتعد هيرودس الملك “الذي بعده” من يوحنا المعمدان (مر 6 : 20)
3- أرتعد الشيطان من سماع اسم القديسة يوستينا وتبخر عن سماع اسمها (سنكسار اليوم الحادي والعشرين من شهر توت المبارك)
V جمع هيرودس كل رؤساء الكهنة
– مع أن الانجيل يقول “ولما ولد يسوع” والمجوس سألوا عن مكان ولادة ملك اليهود إلا أن هيرودس سأل “أين يولد المسيح” مع أن المفروض يسأل “أين يولد ملك اليهود أو الملك” هذا يؤكد لنا أن الناموس واليهود كانوا يعرفون أن ملك اليهود القادم هو المسيا أو المسيح وهو يسوع المولود.
– وهو ما يؤكده حديث السيد المسيح مع السامرية (يو 4) قالت له المرأة “أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء قال لها يسوع “أنا الذي أكلمك هو”
– وحينما خرجت المرأة إلى شعب السامره قالت لهم هلموا انظروا انساناً قال لي كل ما فعلت ألعل هذا هو المسيح
– وبعد أن تقابل أهل السامره مع السيد المسيح قالوا لها “لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة “المسيح مخلص العالم” (يو 4 : 42)
– أنجيل يوحنا (20 : 31) يؤكد هذا ويقول “أن هذه الأمور كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ولكي تكون لكم إن أمنتم حياة بإسمه”.
هدايا المجوس
– هدايا المجوس أرست مبدأ وهو “أن المخلوق يعطي الخالق“
كما أن الله (الخالق) يعطي الإنسان (المخلوق) حياة وخلاصاً وبركات وخيرات و…… هكذا يمكن للخالق أن يقدم هدايا لخالقه وهكذا قال الله في سفر الخروج “لا تظهروا أمامي فراغين (خر 23 : 15)
هدايا المجوس
كانت ذهبا – لباناً – مراً وهذه الهدايا في نظرهم تقدم “لملك”
V الذهب له رموز كثيرة
– الغني – أغلى شيء يقدمه الإنسان لله – ويرمز أيضاً إلى
– النقاوة: كما جاء في تابوت العهد المغش من الخارج والداخل بذهب نقي وكل أواني المذبح كانت من المذبح
– النفس البشرية وحياة الإنسان: التي يقدمها الإنسان من أجل الله
V اللبان
– يرمز إلى الكهنوت
– يرمز إلى الصلوات والعبادة الروحية
– يرمز إلى العبادة الروحية السليمة التي تمتحن بالنار (بالتجارب) فتظهر رائحة زكية
V المر (وهو نوع من العطر “معطره بالمر واللبان” نش 3 : 6)
– يرمز إلى آلام السيد المسيح
– يرمز إلى الاحتمال من أجل الله بفرح
– يرمز إلى الرائحة الزكية لأولاد الله الذين هم صورة الله المنظورة والمقروءة من جميع الناس
V أمثلة للذين قدموا كل هذه الهدايا مجتمعة في حياتهم
داود الملك
– سكب نفسه كمسيح الرب من أجل الشعب وقيادته (فكان ذهباً)
– قدم مزاميراً وعبادات وصلوات (فكان لباناً)
– أحتمل الآم الإضطهاد من شاول الملك والأعداء (فكان مراً)
الشهداء
– قدموا حياتهم من أجل المسيح (فكانوا ذهباً)
– قدموا صلوات وطلبات وسيرة زكية ورفضوا مقتنيات العالم (فكانوا لباناً)
– احتملوا الآم الاضطهاد بفرح (فكانوا مراً)
السيدة العذراء
– قدمت حياتها لخدمة الرب يسوع وقالت هوذا أنا أمة الرب (ذهباً)
– كانت عابدة في الهيكل وبعد الهيكل حتى حينما أتى إليها الملاك كان تصلي (لباناً)
– احتملت الآلام في الولادة والسفر والإهانات “وأنت يجوز في نفسك سيفاً” (مراً)
السيد المسيح نفسه أعطى مثالاً لتقديم الهدايا حتى نتعلم منه
– قدم ذاته من أجل الخطاه (ذهباً)
– قدم ذبيحه الخطية عن الشعب (لباناً وكاهناً)
– احتمل الآلام في حياته والآم الصلب (مراً)
V كيف يفرح الذين ليس لهم هدايا بمولود المزود
الأمثلة التي ذكرناها توضح أن كل إنسان يستطيع أن يقدم نفسه – صلاته – عباداته – تراتيله – ألحانه – احتماله – مصالحة الآخرين كهدايا للسيد المسيح في عيد ميلاده
وهكذا تصلي الكنيسة في أوشية القرابين وتقول
“الذين يريدون أن يقدموا وليس لهم والذين قدموا هذه القرابين أعطهم جميعاً الأجر السمائي وفي هذا الدهر لا تتركهم”.
V ونحن ماذا نفعل وما هي الهدايا التي يمكن أن نقدمها للسيد المسيح في عيد ميلاده
1- أولاً يجب أن نقدم أي شيء “بحب” فهو الأساس في كل شيء حينما قدم الله ابنه قال “هكذا أحب الله العالم”.
2- يجب أن نقدم قلوبنا مكاناً لسكنى السيد المسيح فهو الذي قال “يا ابني أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي”.
3- يمكن أن نقدم – زيارة لمريض – كلمة معزيه لحزين – اتصال لإنسان – ابتسامة ونصيحة روحية لمحتاج…. كسوه وغطاء لبرد الشتاء تظهر منها رائحة المسيح الزكية. (لأني جعت فأطعمتوني – عطشت فسقيتموني – كنت غريباً فأويتموني….. متى 25: 35-36)
4- الذي قدم “الخمس خبزات والسمكتين” قدم كل شيء عنده.
5- والمرأة التي قدمت الفلسين قدمت كل ما عندها.
فالله ينتظر مجيئك إليه إلى منزله إلى كنيسته إلى حظيرته بتوبة حقيقية فهو الذي قال “لم آت لأدعو أبرار بل خطاه إلى التوبة”
وقال يكون فرح في السماء بواحد خاطي يتوب”
كلمة أخيرة
المجوس عرفوا أن النجم الذي رأووه هو لملك عظيم ولكنهم لم يعرفوا أنه المسيح إلا حينا فتشوا في الناموس والعهد القديم.
وهكذا نحن لا نستطيع أن نعرف الله ونختبره إلا من خلال قراءاتنا ومعرفتنا بالكتاب المقدس وآياته ووعوده “فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية”
وكل عام وحضراتكم بكل خير وبركه وفرح
مملوءين من بركات الميلاد المجيد – هلموا إلى بيت لحم لنفرح مع المولود