ليست دعوتنا المسيحيّة هروباً من الواقع، بل هي تتجسّد فيه، عندما نزرع فرحنا في قلب العالم، وأن نكون الخميرة التي تخمّر العجين.
وليست دعوتنا ، كما يزعم بعضهم ، مخدّراً تُحقن به النفوس ، بل هي دعوة فعّالة لإيقاظ الضمائر، وفتح العيون على حقيقة الإنسان ودعوته في شتّى مجالات الحياة.
وليست دعوتنا إيماناً بعالم خيالي تغذّيه الأحلام ، بل هي رجاء حقيقي، بالمسيح المخلّص القائم من بين الأموات، وهذا الرجاء نختبره ونعيشه كلّ يوم، وكل ثانية ودقيقة وساعة فرحاً حقيقياً، يتفجّر في قلوبنا.
دعوتنا … هي أن نكون في قلب العالم، أقدامنا مغروسة في الأرض، ورؤوسنا مرفوعة نحو السماء، وعيوننا متجهة إلى مخلّصنا
وفادينا، حيث يكمن رجاؤنا.
دعوتنا … هي أن نفتح قلوبنا على المحبة، لنستقبل الإنسان بروح الإخاء والتضامن والمشاركة، وهكذا نعطي المسيح للجميع بدون تمييز.
دعوتنا … هي أن نعيش السلام، ونبشّر بالسلام الحقيقيّ، في عالم تنهشه الأطماع وتمزّقه الخصومات والأحقاد والأنانية.
دعوتنا … هي أن نعرّف الإنسان إلى خالقه، ومخلّصه ومقدّسه ، فيتحرّر من قيوده، لينطلق في مسيرة المحبّة جنباً إلى جنب مع سائر إخوته.
إن قيامنا برسالتنا هذه، في قلب العالم منوط بالدرجة الأولى، بتحرّرنا من عبوديّة المادّة وقيودها، وبتعرّفنا أكثر إلى فادينا محرّرنا، لنتّجه إليه.
دعوتنا … هي أن نكون شهود للخلاص وحملة للرجاء بالمسيح يسوع.
هكذا تكون حياتنا مكرّسة لخدمة دعوته وحمل بشارته والشهادة لاسمه الحيّ.