الايقونة العجائبية
” ظهور العذراء مريم للقديسة كاترين لابوريه ” ( ٢ )
بعد أن وضعت العذراء مريم العالم تحت رعاية الله وعنايته تعالى، مدّت يديها إلى النفوس العطشى إلى الله، وابنها يسوع. وفي تلك اللحظة صارحت الأخت كاترين بقولها: ” كم انا سخية نحو من يرجوني، وكم من النعم التي أغدقتها على من التمسها، وكم انا مسرورة وسعيدة لإغداقها.”وأخيراً لاحظت الأخت كاترين وهي تقص رؤيا ليلة ٢٧ نوفمبر أن بعض الأحجار التي كانت تُجمّل أصبع العذراء ، لم تكن تشع منها الأنوار، أسوة بباقي الأحجار، وفي دهشتها سمعت صوتاً داخلياً يقول : ” إن تلك الأحجار المظلمة تُشير إلى النعم التي يغفل الناس عن إلتماسها مني” .
هكذا مثلت السيدة العذراء التي حُبل بها بلا دنس أمام الأخت كاترين المبهورة المنذهلة، حيث كانت تصفها بتعبير لا يوصف :
” كانت جميلة … جميلة في ذروة جمالها ” ! وتنبعث من يديها الأضواء والأنوار اللامعة .
أما العبارة المكتوبة بأحرف ذهبية فكانت بمثابة هالة لطيفة تطوقها : ” يا مريم التي حُبل بكِ بلا دنس ، تضرعي لأجلنا نحن الذين نلتجئ إليكِ ” . وحدث أن الأيقونة التي كانت تبدو بيضاوية قد استدارت . مما لفت نظر الأخت كاترين أن تجد خلفها حرف M يعلوه الصليب مع خط في قاعدته .
وبأسفل الأيقونة قلبان : أحدهما محوّط بالأشواك ، والآخر مطعون بالحربة .
لقد تسألت يوماً الأخت كاترين أثناء تأملاتها ماذا يجب أن يُنقش على الأيقونة ؟ فردّت عليها العذراء : ” أطلب أن يُنقش حرف M
مع الصليب ، لأن القلبين يُعبران عما فيه الكفاية ” .